العودة بنقطة واحدة من بانكوك ليست سيئة، حتى وإن كان خصمنا هو فريق غير مصنف كأحد فرق الفئة الأولى في آسيا. دعونا ننظر إلى الأمور بواقعية بعض الشيء، فالمنتخب التايلاندي تطوَّر كثيراً، ونحن مازلنا نتحدث عن «تاريخ» كنا فيه الرقم الصعب في القارة. أما اليوم، فإن الوضع اختلف كثيراً، فالكرة في شرق آسيا تقدمت وراحت تبحث عن مكان لها بين الصفوة، وهدفها الثاني إزاحة الكبار السابقين! تلك هي الحقيقة التي يجب ألا نغفلها، فبعد أن كنا في السابق نحجز المركز الأول، ونترك لغيرنا التنافس والصراع على المراكز التالية، أصبح الوضع الآن كيف نستطيع الفوز في مباراتي الرياض أمام تايلاند وعمان، ولا مجال أمامنا غير الفوز - ولا شيء سواه، في الوقت الذي نرى أن لقاء أستراليا لا يمكن الحديث عنه الآن! كل ذلك يؤكد حالة التردد والخوف من المستقبل الذي لم نحسن الاستعداد له كما فعلت أستراليا وتايلاند، ولم نتعلم - على ما يبدو - من كارثة عدم التأهل إلى كأس العالم 2010. لقد قلنا الكثير قبل مونديال جنوب أفريقيا وبعده، وتوقعنا من تلك الوعود أن الكرة السعودية استفادت من تلك الفترة القاسية، وأننا عائدون إلى كأس العالم عائدون! الآن وبعد انتهاء ثلاث جولات، كيف يمكن أن يكون المشهد المقبل، وهل تخدمنا الظروف ونصعد إلى الدور النهائي؟ وهل يكفي أن نقول: الأرض تلعب مع أصحابها؟ إننا نتحدث عن كأس عالم، وليس عن بطولة إقليمية، وكم من المرات خذلت الأرض أصحابها، ما يعني أننا يجب أن ننسى - كل ما فات - ونعمل خلال شهر واحد على إعداد منتخب هدفه كأس العالم! ولعلّ أول ما يجب فعله، هو تقويم المرحلة السابقة برؤية بعيداً عن المجاملة والعاطفة، والنظر إلى مصلحة المنتخب ولا شيء غير المنتخب، بحيث يرتدي قميص المنتخب كل لاعب مؤهل لتقديم عطاء كبير، من دون النظر إلى اسمه أو اسم ناديه! أليس من المخجل والمؤسف أن نخرج من ثلاث مباريات من دون أن نسجل غير «هدف وحيد»، ومن ضربة جزاء؟ أين هداف الدوري؟ وأين ياسر القحطاني؟ ولماذا لا تتاح الفرصة للاعب هداف ومميز وثالث هدافي الدوري في الموسم الماضي يوسف السالم؟ لم أعتد على أن ألعب دور المدرب، فأقوم بدور التنظير هنا وهناك، لأنني أؤمن بالتخصص، ولكنني كمتابع ومحب لمنتخب وطني، أرى أن على ريكارد أن يبحث عن ظهيري جنب يجيدان المساندة ويحولان «كرة هدف» إلى منطقة جزاء الفرق المنافسة، إذ افتقدنا هذه المزايا التي كانت تخدمنا كثيراً أيام محمد شلية، وحسين عبدالغني، وأحمد الدوخي، وعبدالله الشهيل، وهي اليوم موجودة في لاعبين هما منصور الحربي، وخالد الغامدي! [email protected]