كان مفترضاً ان يبدأ بثها اليوم، لكن التعقيدات السياسية في لبنان كانت لها بالمرصاد. هي قناة "الإخبارية" التي تأجل اطلاقها حتى موعد غير محدد، وريثما"تتحسن الأحوال"كما يقول المشرف العام على التلفزيون نديم المنلا. ويضيف:"بدأت فكرة إنشاء القناة مباشرة بعد"حرب تموز"عندما تحوّلت شاشة"المستقبل"الى قناة اخبارية. وبعد انتهاء الحرب عادت الشاشة الى طبيعة عملها، وبالتالي خسرنا من الناحيتين الاخبارية والترفيهية، واختلط الأمر على المشاهد. في لبنان لم يكن الأمر مزعجاً - بما أن الحدث يطغى على بقية البرامج - لكنه أزعج مشاهدي الدول العربية الذين لم يتقبّلوا ذلك. من هنا كان لا بدّ من اتخاذ القرار وإنشاء قناة إخبارية، خصوصاً أننا خبرنا العمل في هذا المجال وان لم نكن مهيّئين له". تجهيزات متطورة البناء العملاق للقناة بما يضمّ من تجهيزات متطوّرة لآخر الابتكارات في مجال التكنولوجيا يأخذنا الى عالم آخر، يكاد ينسي قاصده الهموم اليومية التي يعيشها. استوديو"الاخبارية"المجهّز لبثّ النشرات 24 ساعة على 24، زوّد بتقنيات حديثة، يقول عنها المنلا أنها المعدات ذاتها المستخدمة في أي قناة منشأة حديثاً في أوروبا. وسيطاول بث القناة، فضلاً عن البلدان العربية أوروبا وأستراليا وأميركا الشمالية والجنوبية عبر أقمار الپ"عربسات"وپ"النايل سات"والپ"هوت بيرد". أما البثّ فسيكون على مراحل. في الفترة الأولى يبدأ البث من الثالثة فجراً الى الأولى والنصف أو السابعة صباحاً على أن يبدأ البث 24/24 خلال أيام قليلة. وسيتوزع البث بين الأخبار والبرامج الإخبارية، إضافة الى 26 برنامجاً سياسياً وغير سياسي، لكون المحطة غير متخصّصة بالسياسة فقط بل ستتناول الأخبار البيئية والفنية والتكنولوجية والاجتماعية من لبنان وخارجه. يقول المنلا:"إن غنى البرامج هو ميزة هذه القناة الأساسية. ونحن بالصيغة المعتمدة أقرب الى"سي أن أن"من أي فضائية أخرى". فهل هدف"الإخبارية"أن تكون"سي أن أن"الشرق؟ يجيب المنلا:"لا ندّعي ذلك لكن لا شيء يمنع أن تصبح"الإخبارية"كذلك ذات يوم". أما الهدف المعلن للقناة فسدّ الثغرة في التواصل بين الأوروبيين والعرب، من خلال برامج مشتراة من أوروبا واتفاقات تعاون مع بعض المحطات هناك. وفي هذا السياق يقول المنلا:"هدفنا بثّ برامج مباشرة بين برلينوبيروت وباريس وبيروت. أي أن يكون هناك تواصل من خلال مناقشة بعض القضايا التي تهمنا، مثل مناقشة قضية الحجاب بين الحاضرين في الأستوديو في بيروت وأي بلد أوروبي آخر". وعلى رغم ازدحام الفضائيات العربية المتخصّصة إخبارياً، يعتبر المنلا أنّ"الإخبارية"ستحتل"مساحة خاصة بها، وستنافس القنوات الموجودة على الساحة بكونها مرجع الخبراللبناني كما بالتفاهم العربي - الأوروبي. ولن تكون المرجع في تغطية أحداث أفغانستان مع احتمال تغطيتها. فالمحطة لديها شبكة مراسلين في 10 مدن مقابل 20 مراسلاً في لبنان، من هنا الزخم الإخباري سيكون في لبنان". نافذة لبنان الى العالم وتعليقاً على قول بعضهم إنّ"الأخبارية"ستكون ناطقاً جديداً باسم 14 آذار، تحديداً تيار"المستقبل"، يقول المنلا:"قضيتنا هي قضية لبنان، ومستقبل لبنان يهمّنا وسنلقي الضوء عليه، وبالتالي سنكون نافذة لبنان الى العالم والناطق الرسمي باسمه. فإذا أراد بعضهم تسمية ذلك 14 آذار لا مشكلة لدينا فليكن". وعلى صعيد التجهيزات البشرية يشير المنلا الى أنّه تمت مراعاة الألوان السياسية كافة الموجودة على الساحة اللبنانية تلقائياً، من خلال الاستعانة بأشخاص ذوي كفاءة من تلفزيونات محليّة. يقول:"أنا سعيد لأننا استطعنا أن نستقطب كوادر متوسّطة، وهي من بين الأفضل في لبنان، وهذا كان المعيار الأساسي الذي اعتمدناه للتوظيف". ورداً على سؤال حول أنّ بعض الإعلاميين انضم الى القناة مقابل إغراءات مالية كبيرة، يجيب:"هذا كلام مضخّم، ولا شكّ أنّه لانتقال أي شخص من مؤسسة الى أخرى يجب أن يكون هناك حافز مادي ومعنوي. حتى أن بعضهم انضمّ إلينا من دون أن يعير اهتماماً بالمبلغ المعروض عليه، لأننا فتحنا أمامه آفاقاً جديدة، مثل برنامج خاص به، لم تستطع مؤسسته تأمينه له. وهذا أمر طبيعي لأنّه لا يمكن لأي مؤسسة أن يكون لها أكثر من ثلاثة برامج سياسية، لأنها بذلك تفقد طبيعتها". ويلفت الى أنّ"الاخبارية"فتحت الباب أمام وجوه غير معروفة أيضاً لإبرازها مع إعطاء المجال أمام 20 أو 30 في المئة للمبتدئين الى جانب العاملين في"المستقبل"جميعاً. علماً أنّ هذه القناة منفصلة عن شاشة"المستقبل"بالبرامج فقط، ويتحدان في فترات نشرات الأخبار ليقدّما النشرة ذاتها. بعدما كان المنلا المشرف العام على"المستقبل"واليوم على"الإخبارية"سيعود الى عالم المال والاقتصاد الذي ابتعد عنه لفترة طويلة. أمام هذا الواقع يضحك المنلا قائلاً:"دخلت الى عالم الإعلام بالخطأ وخرجت منه بالطريقة الصحيحة".