أمي... يا سيدة أيامي... وضياء عمري... يا أم الجميع... ويا من استعظم عرش حبها في قلوب الجميع بَعدك حاصر البر أصابعي... وسكن الشتات عروقي... لقد غِبتِ... وغابت وسائد صدرك الدافئ عن احتضان تناهيدي، غبتِ يا سيدة بيتنا وشمعة أسرتنا أسرة العيفان نعم!! اكتنفتك ظلمة القبر عصر يوم الأربعاء الحزين 29-7 ولكن لن يبيد يا حبيبة ذكرك في قلوبنا صغاراً وكباراً. فمن يملأ فراغك؟! ومن يسد ثلمة أوجدها انقطاعك؟! ومن سأحكي له عن خوفي وأماني؟! لازلت يا أمي أبحث عنك بين الردهات وعند أحواض الصبَار. لا زلت يا أمي أسائل رائحة الأدوية والعقاقير عنك! لا زلت ألتحف بعض ملابسك وأشم رائحة عطرك! فيا فيض الحُب... لا اعترض على إرادة الله فلا راد لقضائه فسجاياك الحميدة، وسيرتك الزكية، وصبرك في مرضك كانت لنا خير العزاء. أسال الكريم أن يفيض على روحك العطرة نسيم جنانه، ويسكنك أعلى درجاته في الفردوس الأعلى، وأن يجمعنا بك اللهم آمين. فُجِعت بفقدِك مُهجتي وحياتي وتَلعثَمت شفتايَ بالعبَراتِ واغرورقتْ عيناي حتى خِلتُها محرومةَ الإبصار في ظُلُماتِ وتَبعثَرتْ مني الحروفُ كأنها أشلاءُ تعبير على الصّفَحَاتِ كلُّ القصائدِ والحروفِ تَعطَّلتْ والنثرُ مشلولٌ من الحَسَراتِ شُلت حُروفي عند موتِك لم تعد تَقْوى على التعبيرِ والكلماتِ أمي وتذرفُ في الدواخلِ دمعة حَرَّى تقيد النارَ من زفراتي لو كنتُ يا أماه أملكُ لحظةً لوهبتُك عُمراً من اللحَظاتِ أو كنتُ يا أماه أملكُ مُهلةً لفَديْتُ عُمرِك أثمن المُهلاتِ أبكيكِ يا أمي ودَربي ضَيقُ ضَاقت بِفقدِك أَفسحُ السَاحاتِ جُدرانُ منزلنا تَئِنُ حزينةً مَكلومةً بالصمتِ كلّ جِهاتِ وأراك يا أمي قريبةً ها هنا لا بل هنا... في سائر الحُجراتِ كُرسيك المهجورُ أطرَق رأسهُ! يبكي غِيَابَ الذِكرِ والركعاتِ...! ومكانُ مُصْحَفك يَبثُ حنينَهُ وسريرك الممدود وقتَ مَباتِ...! وأشمُّ منه العطر يسكنُ داخلي هو لم يغب... يختال في حاجاتي..! فتزيدُ يا أمي بَفقدكِ لَوْعتي أَواه يا أمي من اللوعاتِ وارى زروعَ الدارِ يذبلُ عودُها فَقَدتْ نَميرَ الماءِ، منُتْكِساتِ صَبَّارها* فقد اتزان صوابهِ يَهْذِي... أجيبوني على حرقاتي! أين التي سكبتْ حناَن فؤادها رَوتْ... الجذورَ ويَانِع الورقاتِ؟! أشتاقُ مِنكِ الصوتَ يطربُ مسمعي اشتاقُه في الدارِ وقتَ غَداةِ أشتاقُ حُضَنَ الأمِ يمسحُ دَمْعتي وينيرُ دربَ الروحِ في الفلواتِ والنفسُ يا أماه تعشَقُ قُبلةً تَشفِي الجراحَ وتستطيبُ الآتي والعينُ يا أماه تَنثرُ دمعَها جَفَت المنامَ وسائرَ اللذاتِ هي لم تجفْ ولن تجف حبيبتي فالعمرُ بعدِك في صقيعٍ شاتِ العمرُ يا أماه مِنِيّ توقَّفتْ ساعاتُهُ للحزنِ والدَمعَاتِ كسِفَت شُموسُ الصُبحِ بعدك حصتي وأناخَ ركبُ الليلِ بالعَتباتِ لكن عزائي يا حبيبة أنها دُنْيا بها الأقوامُ مُرتحِلاتِ وكذا من الأفضالِ أنتِ زرعتِها ما بين أعمامِ ومن خالاتِ بين الصغير أو الكبير رَعَيتِها والبِرُّ مشهودُ بلا راياتِ وهديةُ الطفلِ الصغير بعِيدِه تشكو رفيقةَ دربِها سَنَواتِ وتقول بعدَ اليومِ: تذبلُ فرحتي من لي بها يا عيد بعد مماتِ؟! هي حصتي* والكُّل يعرفُ أنها روضٌ به الأطيارُ مُبتَسِماتِ هي حصتي والكُّل يعرفُ قَلبَها كخميلةٍ للوردِ والزهراتِ يا ربُ فلتجعلْ جِنَانكَ قَبرها وعلى السؤالِ إجابةً بثباتِ أدعو إلهي أن تكون بجنةٍ أَدْعُوهُ في لَيلي وفي صَلوَاتي آمنتُ بالله العزيزِ وحُكْمِهِ يُعطي ويأخُذُ مُنِزلُ الرّحَمَاتِ