يزاح الستار اليوم"الخميس"عن النسخة السابعة عشر من كأس العالم للشباب لكرة القدم من دون 20 سنة التي تنظمها مصر حتى 16 تشرين الأول أكتوبر المقبل، وقسمت المنتخبات ال 24 المشاركة في البطولة على 6 مجموعات ضمت الأولى: مصر وترينيداد وتوباغو وباراغواي وإيطاليا، والمجموعة الثانية: نيجيريا وفنرويلا وأسبانيا وتاهيتي، وتجرى منافسات المجموعتين في القاهرة، فيما تقام مباريات المجموعة الثالثة بالسويس وتضم منتخبات: الولايات المتحدةوألمانيا والكاميرون وكوريا الجنوبية، وتلعب منتخبات غانا وأوزبكستان وإنكلترا وأوروغواي ضمن المجموعة الرابعة بالإسماعيلية في حين تلعب في المجموعة الخامسة ببورسعيد: البرازيل وكوستاريكا وتشيخيا وأستراليا، أما المجموعة السادسة التي تقام بالإسكندرية فتضم الإمارات وجنوب أفريقيا وهندوراس وهنغاريا. وتفتتح مصر وترينداد وتوباغو البطولة اليوم على ملعب برج العرب في الإسكندرية على أن تستكمل بقية مباريات المجموعة على إستاد القاهرة الدولي، ومن المقرر أن يفتتح البطولة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم"الفيفا"السويسري جوزيف بلاتر بحضور الرئيس المصري حسني مبارك، وقال رئيس اللجنة المنظمة للبطولة هاني أبوريدة أن حفلة افتتاح البطولة ستكون بسيطة، وستستغرق 20 دقيقة فقط، وحرص منظمو الحدث العالمي على إبراز الوجه الحضاري لمصر، وهو ما تجسد في الشعار الرسمي للبطولة الذي جاء ليعكس الحضارة الفرعونية المتمثلة في أبو الهول، بينما جاء اللون الذهبي ليعبر عن رمال الصحراء وأشعة الشمس التى كانت تقدس عند المصريين القدماء، بينما تم استخدام الأحمر والأبيض والأسود ألوان علم مصر في مزج بين حضارة الماضي وثقافة الحاضر. وستصبح مصر حديث العالم بأسره على مدار 22 يوماً، إذ ستقوم"180"محطة تليفزيونية بتغطية أحداث ومباريات البطولة وفي مقدمها شبكة"يورو سبورت"، والتي تضم 48 قناة تغطي جميع أنحاء أوروبا. وتقام البطولة من دور واحد ويتأهل الأول والثاني إلى الدور الثاني، ويضاف إليهم أفضل? أربعة? فرق حاصلة على المركز الثالث في دوري المجموعات، وبذلك تصبح الفرق المتأهلة ?16? فريقاً إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام خروج المغلوب?. ويتوقع خبراء اللعبة أن تحفل البطولة بالمفاجآت، خصوصاً مع غياب منتخبات كبيرة فشلت في التأهل أبرزها حامل اللقب الأرجنتين واليابان من آسيا، وكوت ديفوار من أفريقيا، وفرنسا والبرتغالوهولندا وروسيا التي تعد أقوى منتخبات القارة الأوروبية في فئة الشباب، أما في الكونكاكاف فشكل فشل المكسيك في التأهل أكبر المفاجآت، وعن منطقة أوقيانوسا غاب أقوى المنتخبات نيوزيلندا، ووفقاً لتقرير"الفيفا"فإن جميع هذه المفاجآت تتضاءل أهميتها أمام كبرى المفاجآت بعد فشل الأرجنتين في التأهل. ولم تخرج بطولة العالم للشباب عن نمط كأس العالم للكبار، إذ لم تبتسم سوى لقارة أميركا الجنوبية والقارة الأوروبية حصراً، فقد تمكنت منتخبات أميركا الجنوبية من الفوز بعشرة ألقاب، منها 6 للأرجنتين صاحبة الرقم القياسي، و 4 ألقاب للبرازيل، فيما كان نصيب القارة العجوز 6 ألقاب، اثنان للبرتغال ولقب واحد لكل من إسبانيا والاتحاد السوفيتي سابقاً وألمانيا ويوغسلافيا، وعلى رغم بروز القارة الأفريقية بشكل جيد في هذه البطولة إلا أنها استعصت عليها حتى الآن، ولكن تظل النتائج مشرفة إلى حد بعيد، فقد وصلت منتخبات أفريقيا للنهائي أربع مرات نيجيريا عام 1989 وعام 2005 وغانا عامي 1993 و2001، كما حصلت مصر على المركز الثالث عام 2001، وبالنسبة للقارة الآسيوية فقد وصلت منتخباتها للنهائي في مناسبتين عن طريق اليابان عام 1999 وقطر التي أحدثت المفاجأة بالتأهل لنهائي عام 1981، فيما كان نصيب منطقة الكونكاكاف نهائي واحد على يد المكسيك عام 1977 في البطولة الأولى، أما منطقة أوقيانوسيا، فقد كانت أستراليا الممثل الدائم لها وجاءت أفضل نتائجها حصولها على المركز الرابع عامي 1991 و1993. حل أزمة البث أكد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة هاني أبوريدة كأس أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري نجح في حل أزمة بث مباريات البطولة على القنوات الأرضية المصرية. وقال أبوريدة:"تم حل أزمة بث مباريات المونديال على القنوات الأرضية المصرية، وعُقد اجتماع بمقر اتحاد الإذاعة والتليفزيون حضره رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أحمد أنيس ورئيس قطاع الهندسة بالإذاعة حمدي منير مع مسؤولي الفيفا نيكولاس وبول كالدي من أجل إنهاء جميع التفاصيل الفنية الخاصة ببث المباريات"?.? وأضاف:"?السيارات التي طلبها الاتحاد الدولي من أجل إذاعة المباريات موجودة حالياً في الاستادات وهي مطابقة لمواصفات الفيفا، وقد وصلت من إسبانيا وبذلك تكون المشكلة قد تم حلها فعلياً". استعدادات أمنية أبدى المسؤولون بالفيفا رضاهم التام عن الترتيبات الأمنية المصرية، التي تمت بإشراف مساعد وزير الداخلية للحراسات، وعضو اللجنة العليا المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب، اللواء أحمد رمزي. وقال مساعد رئيس اللجنة المنظمة للبطولة عمرو وهبي:"الاتحاد الدولي له متطلبات أمنية في كافة البطولات التي يشرف على تنظيمها، وقد أبلغ مصر بها منذ اختيارها لتنظيم البطولة، ومن أهمها تأمين الفرق المشاركة، وكذلك الحكام وكبار الزوار والطرق والمطارات والاستادات التي ستقام عليها المباريات والتدريبات، من ناحية الدخول والخروج، والإسعاف والمطافئ، إضافة إلى تسهيل حصول الزوار على تأشيرات الدخول لمصر، ومن أهم النقاط التي يركز عليها مسؤولو الفيفا هي التأمين الداخلي للملاعب، بحيث يمنع دخول الأسلحة بكافة أنواعها، إضافة إلى الألعاب النارية وأجهزة الليزر، وسيتم تفتيش كل الجماهير أثناء دخولها لجميع الاستادات قبل المباريات." وأشار نائب رئيس اللجنة المنظمة إلى أن تأمين المنتخبات المشاركة يستحوذ على الاهتمام الأكبر من خطة التأمين"لذا فقد وضعت وزارة الداخلية المصرية خطة محكمة لتأمين الفرق، بحيث توجد سيارة حراسة مع كل منتخب مشارك في البطولة، إضافة إلى دراجة نارية لتسهيل حركة المرور أمامهم، بخلاف وجود ضابط أمن داخل سيارة الفريق. وبين أنه وحرصاً على توفير أكبر كم ممكن من التأمين للفرق المشاركة، فقد تم الاتفاق على منع دخول أي شخص للطوابق التي تقيم فيها المنتخبات في الفنادق المختلفة، إلا بتصريح رسمي مسبق من مسؤول المنتخب، وقد تم اتخاذ هذا الإجراء بعد واقعة السرقة التي تعرض لها منتخب مصر في جنوب أفريقيا خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للقارات الأخيرة. وعلى رغم أن لائحة بطولة كأس العالم للشباب تشير إلى أن تأمين الفرق المشاركة في البطولة يبدأ قبل أول مباراة لأي منتخب من المنتخبات بأربعة أيام فقط، إلا أن وزارة الداخلية وافقت على تأمين أي منتخب يصل قبل موعده إلى مصر، مثلما حدث مع منتخبات تاهيتي وفنزويلا ونيجيريا والكاميرون. ... طموح مصري وأمل إماراتي في الوقت الذي تتضاءل فيه آمال المصريين لبلوغ بطولة كأس العالم للكبار، تحمل أقدام الفراعنة الصغار أحلام 80 مليوناً من مصر لتحقيق إنجاز دولي يحمل نكهة مشاركاتهم السابقة في كأس العالم للشباب، وإذا كان المنتخب المصري ظهر مرة واحدة فقط في مونديال الكبار خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، ففي المقابل لعب في كأس العالم للشباب خمس مرات أبرزها عام 2001 حينما احتل المركز الثالث مقدماً أروع العروض، وخلال المشاركات التي بدأت عام 1981 في أستراليا ثم عام1991 في البرتغال، وعام 2001 في الأرجنتين ثم 2003 في الإمارات، وأخيراً في هولندا 2005 حين أسعد"الفراعنة"الصغار جماهيرهم بانتصارات على منتخبات عريقة مثل ألمانيا وإنكلترا وهولندا وباراغواي. ويؤمل المصريون تكرار الإنجازات السابقة حينما تقام البطولة للمرة الأولى على أرض الكنانة ولعل تعاقد الاتحاد المصري مع المدير الفني الحالي التشيخي ميروسلاف سوكوب عكس رغبة قوية في المنافسة على اللقب، وقاد سوكوب منتخب بلاده في البطولة السابقة في كندا إلى المباراة النهائية التي خسرها بصعوبة بهدفين في مقابل هدف واحد أمام الأرجنتين محتكر البطولة في السنوات الأخيرة. واختار المدرب التشيخي هاني رمزي أفضل وأشهر محترف مصري على الإطلاق ليساعده بدلاً من ربيع ياسين الذي يرجع إليه الفضل في تكوين الفريق، ويضم الفريق المصري نخبة من الواعدين في صفوف أندية الأهلي والإسماعيلي والزمالك وحرس الحدود وإنبي وهو نتاج طبيعي لسيادة الأندية الخمسة للمسابقات المحلية منذ فترة غير قصيرة، ويعد أبرز نجوم الفريق مهاجم الأهلي محمد طلعت ويتميز بالمهارات الفنية العالية. وفي الوقت نفسه، يتمتع صانع الألعاب محمود توبة بإجادته التصويب من خارج منطقة الجزاء ويرتدي شارة قيادة الفريق في غياب القائد الأول معاذ الحناوي، أما قلب دفاع الإسماعيلي أحمد حجازي فهو أبرز لاعبي الخط الخلفي لما يتمتع به من صلابة، وقدرة على تسجيل الأهداف بالضربات الرأسية، فيما يعاني الفريق من غياب أحمد نبيل"منجا"بعد إصابته بكسر، وبالنظر إلى بعض الملامح الفنية لأسلوب لعب سوكوب في التجارب الودية يتبين اعتماده على أحمد فتحي"بوجي"كمهاجم وحيد، بسبب قوة اللاعب وأسلوبه الشبيه بعمرو زكي، ويلجأ سوكوب لمحمد طلعت حين يختار الهجوم بلاعبين، لما يتمتع به لاعب الأهلي من قدرات فنية عالية خارج منطقة الجزاء. واستعد المنتخب المصري لهذه البطولة منذ فترة طويلة، ولعب ما يقارب 58 مباراة في بطولات قارية رسمية وأخرى ودية. وفي الجانب الإماراتي، سخر الاتحاد الإماراتي كل الإمكانات لمساعدة فريق الشاب لتجاوز إنجاز بطولة"الإمارات 2003"، عندما تأهل الجيل المشارك في تلك الدورة وسط جماهيرهم إلى ربع النهائي قبل أن يخسروا أمام كولومبيا بهدف نظيف، وتلعب الإمارات في المجموعة السادسة إلى جانب جنوب أفريقيا وهندوراس وهنغاريا، وهي مرشحة للتأهل إلى الدور الثاني على الأقل على غرار ما فعلته في مشاركتها الأولى عام 1997 في ماليزيا، بالنظر إلى أن مجموعتها تعتبر سهلة نسبياً. وخضع منتخب الإمارات بعد فوزه بلقب كأس أسيا إلى برنامج إعدادي مطول لمدة 100 يوم تقريباً، تضمن معسكرات عدة محلية وخارجية خلالها 20 مباراة ودية مع مختلف المدارس الكروية، وقف خلالها المدرب مهدي علي على مستوى لاعبيه، واختار أفضل العناصر في قائمته النهائية التي ضمت 21 لاعباً فقط، بحسب لوائح البطولة. كان فوز الفريق بأمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه أحدث اهتماماً غير مسبوق على صعيد المنتخبات الإماراتية، فحظي اللاعبون الذين ينظر إليهم على أنهم يشكلون مستقبل كرة الإمارات بدعم كبار المسؤولين في الدولة واتحاد كرة القدم الذين وفروا له إعداداً مثالياً. وأكد مهدي أن هدف الفريق في المونديال هو الوصول إلى نصف النهائي على الأقل، وتجاوز المركز الذي حققته الإمارات عام 2003، وقال:"أنا كمدرب أعشق التحدي، وأريد الوصول بفريقي إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة، لكن علينا أن نجتهد في المقابل ونقدم كل ما عندنا من أجل ذلك". وعن إمكان المنافسة على اللقب، قال:"كل شيء ممكن في كرة القدم، فقد نفوز باللقب والنتائج دائماً في عالم الغيب، لكن علينا أن نفكر أولاًً في مباراتنا الأولى مع جنوب أفريقيا وبعدها لكل حادث حديث". وتلعب الإمارات مباراتها الأولى في المجموعة السادسة مع جنوب أفريقيا في 27 أيلول سبتمبر الجاري، ثم مع هندوراس في 30 منه، وهنغاريا في 3 من الشهر المقبل، وضمت القائمة 21 لاعباً، هم: يوسف عبدالرحمن علي، ومحمد فايز، وسعد سرور، وأحمد خليل، وسيف يوسف، ومحمد فوزي، وسعود سعيد، ومحمد جمال، وحبيب الفردان، وماهر جاسم، ومحمد مرزوق، وأحمد محمود، ومحمد أحمد، وعبد العزيز هيكل، وعامر عبد الرحمن، ودياب عوانة، وعلي مبخوت، وسلطان مبخوت، وحمدان الكمالي، وأحمد علي، وعبد العزيز صنقور. نشر في العدد: 16974 ت.م: 24-09-2009 ص: 21 ط: الرياض