لفتت المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم للشباب المقامة حاليا الانتباه بمستوياتها ونتائجها والتي جعلت من اصعب التكهن ببطل البطولة حتى الان، بل وحتى من الصعوبة بمكان التوقع بنتيجة اي مباراة من مباريات البطولة، فلاول مرة ربما يحدث بأن تكون جميع المنتخبات المشاركة تملك فرصة المنافسة على التأهل للدور الثاني باستثناء منتخبين فقط، حضرت من اجل المشاركة ونستطيع ان نعدها وهي منتخبي تاهيتي وترينداد وتوباغو. نتائج المباريات في الدور الاول اكدت هذا الاستنتاج، وباستثناء منتخبات كالبارجواي وغانا والبرازيل واسبانيا، كانت المنتخبات الاخرى تتأرجح في مستوياتها ونتائجها، حتى المنتخبات التي سجلت انتصارات مميزة كالمانيا والتشيك والاوروجواي لايمكن المراهنة على ادائها في الادوار المتقدمة. كأس العالم للشباب في مصر شهدت صعود وهبوط المنتخبات المشاركة، وشاهدنا المنتخبات تقدم مستويات عالية ثم تعود في المباراة التالية لتقدم مباراة اقل مستوى وربما بنسبة 100% ، وهناك العديد من المباريات التي صعقتنا بنتائجها، فالمنتخب المجري مثلا خسر في اولى مبارياته امام فريق متواضع هو منتخب هندوراس قبل ان يعود ويكتسح منتخب جنوب افريقيا برباعية ثم يهزم الامارات بهدفين. المنتخب الايطالي ايضا قدم مستويات متذبذبة وظهر مستويات متذبذة في مبارياته الثلاث التي خاضها في الدول الاول، ولم تكن تشكيلة تحمل الاسماء التي يمكن ان نقول عليها انها تستحق ارتداء فانيلة الازوري الايطالي، وكانت خسارته امام منتخب مصر بالاربعة كارثية ليس على الطليان فحسب بل لكل من يعرف ويتابع كرة القدم ومنتخباتها، لكن ماحققه في الدور ثمن النهائي امام اسبانيا القوية والمرشحة وفوزه عليها بثلاثية كانت مفاجأة بكل المقاييس، ولم يكن احد يتوقع هذا السقوط المرير للاسبان اما منتخب لايحمل من الطليان غير القميص الازرق. منتخبات كالكاميرون والولايات المتحدة وفنزويلا وكوستاريكا وحتى هندوراس لم تكن سيئة في هذه البطولة، لكنها ايضا شهدت تذبذب في مستوياتها ففي مباريات يكون حضورها مميزا وفي اخرى تكون في اسوء حالاتها، لدرجة انه ولآخر مباراة في الدور الاول كان يصعب تحديد من المتأهل في معظم المجموعات ومن سيقابل من في الدور الثاني، وشكلت عودة كوستاريكا الخاسرة من التشيك بثلاثية للدور الثاني مفاجأة اقصت بها منتخبات كالولايات المتحدة والكاميرون كانت مرشحة للتأهل. لايمكن ترشيح البطل ربما ومع نهاية الدور الاول كانت هنالك اربع منتخبات مرشحة بقوة لاحراز اللقب يأتي في مقدمتها منتخب اسبانيا المنتخب الوحيد الذي جمع النقاط التسع كاملة بتحقيقه ثلاث انتصارات، سجل خلالها اكبر عدد من الاهداف، لكن خسارته امام ايطاليا الضعيفة وبثلاثية جعلت الجميع ينسحب من ترشيح البطل، والاكتفاء بترقب نتائج الدور الثاني والادوار التالية لمعرفة من قد يصمد ومن سيواصل الصعود والهبوط في المستوى في وقت اصبح التعويض غير ممكن. لكن وان حاولنا معرفة المنتخبات التي قد تكون قريبة من اللقب فالمنتخب البرازيلي تصدر مجموعته السادسة وكان اداؤه مميزا من فوزين على كوستاريكا واستراليا وتعادل من التشيك، ونجوم السامبا لايحتاجون للحديث عنهم فالبرازيل دائما تقدم المواهب وهي منافس دائم على كل بطولات كرة القدم في مختلف الفئات السنية ,و لاعبو السامبا قادرون على حسم كل المباريات والبطولات، وتظل كرة القدم حبلى بالمفاجأت. منتخب تشيكيا من المنتخبات التي سجلت حضورا قوياً في البطولة واثبت انه قادر على المنافسة على اللقب، وتعادله مع البرازيل في الدور الاول اكد من خلاله المننتخب التشيكي انه لن يكون رقما سهلا في هذه البطولة. المنتخب الغاني قد يكون المنتخب الذي يمكن للقارة السمراء ان تراهن عليه فهو المنتخب الافضل اداءا في الدول الاول بشهادة الجميع ، ولاعبوه كلهم محترفون وقادرون على جعل مشاركتهم في مصر ذكرى اكثر من رائعة، واللقب ليس بعيداً عليهم، فهم ابطال افريقيا وسبق ان وصلوا للمباراة النهائية لكأس العالم وكانوا قريبين من اللقب. مع هذه المنتخبات الاربعة الاقوى للمنافسة على لقب كأس العالم لايمكن ان نغفل منتخبات قد تكون صاحبة الكلمة العليا في هذه البطولة، فاملنتخب الالماني يعد من الفرق القوية والمميزة رغم انه يفتقد للعديد من عناصره الاساسية التي لم تحضر الى مصر لرفض الاندية السماح لهم بالمغادرة في اول الموسم، الا ان الاسماء الموجودة اثبتت جدارتها بتصدر مجموعتها. المنتخب الباراجوياني دخل البطولة بحماس كبير وجاءت نتائجه في الدول الاول رائعة ويكفي انه المنتخب الذي اقصى منتخب الارجنتين، وتأهل للمونديال على حساب ابناء التانجو، وفوزه على المنتخب المصري رغم انه لعب بعشرة لاعبين منذ الشوط الاول دليل على قوته وتميزه لكنه خذل محبيه سريعا وخرج بثلاثية امام كوريا الجنوبية التي قدمت نفسها بطريقتها الخاصة. ممن المنتخبات الاخرى التي قد تكون لها الكلمة منتخب الاوروجواي فهو منتخب لديه لاعبين مهرة وسريعين ويعرفون كيف يتعاملون معالمباريات واستبعاد الاوروجواي من المنافسة ان حصل خطأ كبير لكل المتابعين. الارجنتين الغائب الأكبر غياب الارجنتين عن البطولة الحالية شكل مفاجأة للمتابعين خصوصاانها حاملة اللقب الاخير ومن اكثر المنتخبات فوزا باللقب بعد البرازيل ليس هذا فسحب فقد عودنا المنتخب الارجنتيني في كل بطولة يشارك فيها ان يقدم لنا اكثر من لاعب واكثر من موهبة حتى اصبحت مونديالات الشباب موعدا للابداع الارجنتيني وموعدا لميلاد نجم جديد من ابناء التانجو ولعل ميسي واغويرو ورودريغز كانوا ابرز من قدمتهم الارجنتين في بطولتي كأس العالم الماضيتين. كذلك اثار غياب الارجنتين العديد من الاصوات التي كانت ضد قرار الفيفا بإلغاء نظام التأهل المباشر لحامل اللقب فغياب حامل اللقب عن اي بطولة يشكل نقطة ضعف وهو ما حصل في هذه البطولة التي افتقدت لواحد من اهم المنتخبات وهو منتخب الارجنتين.