في الوقت الذي تتضاءل فيه آمال المصريين لبلوغ بطولة كأس العالم للكبار، تحمل أقدام الفراعنة الصغار أحلام 80 مليوناً من مصر لتحقيق إنجاز دولي يحمل نكهة مشاركاتهم السابقة في كأس العالم للشباب، وإذا كان المنتخب المصري ظهر مرة واحدة فقط في مونديال الكبار خلال الثلاثين عاماً الأخيرة، ففي المقابل لعب في كأس العالم للشباب خمس مرات أبرزها عام 2001 حينما احتل المركز الثالث مقدماً أروع العروض، وخلال المشاركات التي بدأت عام 1981 في أستراليا ثم عام1991 في البرتغال، وعام 2001 في الأرجنتين ثم 2003 في الإمارات، وأخيراً في هولندا 2005 حين أسعد «الفراعنة» الصغار جماهيرهم بانتصارات على منتخبات عريقة مثل ألمانيا وإنكلترا وهولندا وباراغواي. ويؤمل المصريون تكرار الإنجازات السابقة حينما تقام البطولة للمرة الأولى على أرض الكنانة ولعل تعاقد الاتحاد المصري مع المدير الفني الحالي التشيخي ميروسلاف سوكوب عكس رغبة قوية في المنافسة على اللقب، وقاد سوكوب منتخب بلاده في البطولة السابقة في كندا إلى المباراة النهائية التي خسرها بصعوبة بهدفين في مقابل هدف واحد أمام الأرجنتين محتكر البطولة في السنوات الأخيرة. واختار المدرب التشيخي هاني رمزي أفضل وأشهر محترف مصري على الإطلاق ليساعده بدلاً من ربيع ياسين الذي يرجع إليه الفضل في تكوين الفريق، ويضم الفريق المصري نخبة من الواعدين في صفوف أندية الأهلي والإسماعيلي والزمالك وحرس الحدود وإنبي وهو نتاج طبيعي لسيادة الأندية الخمسة للمسابقات المحلية منذ فترة غير قصيرة، ويعد أبرز نجوم الفريق مهاجم الأهلي محمد طلعت ويتميز بالمهارات الفنية العالية. وفي الوقت نفسه، يتمتع صانع الألعاب محمود توبة بإجادته التصويب من خارج منطقة الجزاء ويرتدي شارة قيادة الفريق في غياب القائد الأول معاذ الحناوي، أما قلب دفاع الإسماعيلي أحمد حجازي فهو أبرز لاعبي الخط الخلفي لما يتمتع به من صلابة، وقدرة على تسجيل الأهداف بالضربات الرأسية، فيما يعاني الفريق من غياب أحمد نبيل «منجا» بعد إصابته بكسر، وبالنظر إلى بعض الملامح الفنية لأسلوب لعب سوكوب في التجارب الودية يتبين اعتماده على أحمد فتحي «بوجي» كمهاجم وحيد، بسبب قوة اللاعب وأسلوبه الشبيه بعمرو زكي، ويلجأ سوكوب لمحمد طلعت حين يختار الهجوم بلاعبين، لما يتمتع به لاعب الأهلي من قدرات فنية عالية خارج منطقة الجزاء. واستعد المنتخب المصري لهذه البطولة منذ فترة طويلة، ولعب ما يقارب 58 مباراة في بطولات قارية رسمية وأخرى ودية. وفي الجانب الإماراتي، سخر الاتحاد الإماراتي كل الإمكانات لمساعدة فريق الشاب لتجاوز إنجاز بطولة «الإمارات 2003»، عندما تأهل الجيل المشارك في تلك الدورة وسط جماهيرهم إلى ربع النهائي قبل أن يخسروا أمام كولومبيا بهدف نظيف، وتلعب الإمارات في المجموعة السادسة إلى جانب جنوب أفريقيا وهندوراس وهنغاريا، وهي مرشحة للتأهل إلى الدور الثاني على الأقل على غرار ما فعلته في مشاركتها الأولى عام 1997 في ماليزيا، بالنظر إلى أن مجموعتها تعتبر سهلة نسبياً. وخضع منتخب الإمارات بعد فوزه بلقب كأس أسيا إلى برنامج إعدادي مطول لمدة 100 يوم تقريباً، تضمن معسكرات عدة محلية وخارجية خلالها 20 مباراة ودية مع مختلف المدارس الكروية، وقف خلالها المدرب مهدي علي على مستوى لاعبيه، واختار أفضل العناصر في قائمته النهائية التي ضمت 21 لاعباً فقط، بحسب لوائح البطولة. كان فوز الفريق بأمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه أحدث اهتماماً غير مسبوق على صعيد المنتخبات الإماراتية، فحظي اللاعبون الذين ينظر إليهم على أنهم يشكلون مستقبل كرة الإمارات بدعم كبار المسؤولين في الدولة واتحاد كرة القدم الذين وفروا له إعداداً مثالياً. وأكد مهدي أن هدف الفريق في المونديال هو الوصول إلى نصف النهائي على الأقل، وتجاوز المركز الذي حققته الإمارات عام 2003، وقال: «أنا كمدرب أعشق التحدي، وأريد الوصول بفريقي إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة، لكن علينا أن نجتهد في المقابل ونقدم كل ما عندنا من أجل ذلك». وعن إمكان المنافسة على اللقب، قال: «كل شيء ممكن في كرة القدم، فقد نفوز باللقب والنتائج دائماً في عالم الغيب، لكن علينا أن نفكر أولاًً في مباراتنا الأولى مع جنوب أفريقيا وبعدها لكل حادث حديث». وتلعب الإمارات مباراتها الأولى في المجموعة السادسة مع جنوب أفريقيا في 27 (أيلول ) سبتمبر الجاري، ثم مع هندوراس في 30 منه، وهنغاريا في 3 من الشهر المقبل، وضمت القائمة 21 لاعباً، هم: يوسف عبدالرحمن علي، ومحمد فايز، وسعد سرور، وأحمد خليل، وسيف يوسف، ومحمد فوزي، وسعود سعيد، ومحمد جمال، وحبيب الفردان، وماهر جاسم، ومحمد مرزوق، وأحمد محمود، ومحمد أحمد، وعبد العزيز هيكل، وعامر عبد الرحمن، ودياب عوانة، وعلي مبخوت، وسلطان مبخوت، وحمدان الكمالي، وأحمد علي، وعبد العزيز صنقور.