أعلن الحلف الأطلسي (ناتو) ان جنوده اسروا بالتعاون مع القوات الأفغانية في ولاية باكتيا (جنوب شرقي البلاد) أمس، حجي مالي خان الذي وصفه بأنه «زعيم بارز في شبكة حقاني» التي تتهمها واشنطن بشن هجوم على سفارتها ومقر قيادة ال «ناتو» في كابول في 14 أيلول (سبتمبر) الماضي، وبتفجير شاحنة في قاعدة عسكرية بورداك (وسط) مطلع الشهر ذاته، حين جرح 77 جندياً أميركياً. لكن حركة «طالبان» نفت اعتقال خان، وقال الناطق باسمها: «لا أساس لهذا النبأ، وصدر كي يضعِف معنويات المجاهدين». تزامن ذلك مع تشديد الولاياتالمتحدة ضغوطها على باكستان للتحرك ضد الشبكة في «معقلها» بإقليم شمال وزيرستان، إذ دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطات الباكستانية الى «معالجة مشكلة وجود شبكة حقاني على أراضيها». وأوضح الحلف الأطلسي أن مالي خان «يرتبط بصلة قرابة مع زعيم الشبكة سراج الدين حقاني الذي عمل مباشرة تحت إمرته، وكلفه مهمات بارزة بينها إدارة قواعد وإشراف على عمليات في أفغانستانوباكستان، ونقل قوات وأموال على الحدود لتنفيذ نشاطات إرهابية». ورجح أن يكون مالي خان أحد أعلى الكوادر رِتبة في الشبكة و»ربما قائدها في أفغانستان»، فيما أكد لطف الله مشعل الناطق باسم «المديرية الوطنية الأفغانية للأمن» (جهاز الاستخبارات الأفغاني) أن «مالي خان أحد أفراد عائلة سراج الدين، وربما أحد أبناء عمومته، لكننا لا نعرف إذا كان قائداً ناشطاً في الشبكة». وفي مقابلة إذاعية، امتنع أوباما عن تكرار اتهامات الرئيس المتقاعد لأركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن لباكستان باستخدام الشبكة «ذراعاً حقيقية لها» في أفغانستان، لكنه دعا إسلام آباد الى «التعامل مع هذه المشكلة». وقال أوباما: «عبّر حديث مولن عن الإحباط من الملاذ الآمن لشبكة حقاني في باكستان، ولا نملك معلومات واضحة ودقيقة كما نريد، عن طبيعة العلاقة بين الحقانيين وباكستان». وزاد: «سواء نشطت باكستان مع الحقانيين أو سمحت لهم فقط بالعمل من دون ملاحقة في بعض مناطق القبائل الحدودية مع أفغانستان، يجب أن تتعامل (إسلام آباد) مع هذه المشكلة». واعترف أوباما بأن العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد «ليست كما يجب أن تكون»، منذ تصفية وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد مطلع أيار (مايو)، لكنه أشاد بتعاون الباكستانيين في مكافحة التنظيم. وفي تقرير أرسله الى الكونغرس، اقرّ البيت الأبيض بتراجع عمليات الجيش الباكستاني ضد متطرفي مناطق القبائل في الشهور الأخيرة، ما تسبب في تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة بين حزيران (يونيو) وآب (أغسطس). لكن التقرير لم يذكر «شبكة حقاني» في صيغته المعدة للنشر.