يخشى أن يقوض القتال المستجد آمال التوصل الى حلّ في كينيا بعد اجتماع الرئيس مواي كيباكي مع خصمه زعيم المعارضة رايلا أودينغا الخميس الماضي. قال شهود إن أصوات رصاص دوت في بلدة ناكورو الكينية غرب أمس، وان مجموعات مسلحة تحرس حواجز طرق في البلدة التي تقع في الوادي المتصدّع حيث قتلت الاشتباكات العرقية عشرة أشحاص على الأقل في الساعات ال24 الماضية. ونفذت قوات الأمن دوريات حراسة في عاصمة الإقليم، التي كانت في السابق في منأى عن أعمال العنف الدامية التي تفجرت بعد الانتخابات التي أجريت في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل حوالى 800 شخص. وفرضت السلطات حظر التجول من الغروب وحتى الفجر في ناكورو في محاولة لاحتواء المعارك الدامية بين مئات من المجموعات القبلية المسلحة بالمناجل والهراوات والأقواس والأسهم. كما شهد القتال، الذي دار أول من أمس، أول انتشار للجيش الكيني منذ بدء أعمال العنف. وانتشرت في ناكورو حواجز يسيطر عليها رجال مسلحون بسواطير، وأزالت قوات الأمن التي سمحت بالتجول بعد حظره ليلاً حاجزاً منها. وكان حوالى مئة شخص بعضهم يحمل سواطير أغلقوا الطريق المؤدية الى غرب البلاد بشاحنة وحجارة. وقال شاهد انه رأى في الطريق جثة رجل قرب أحد هذه الحواجز التي أقيمت خصوصاً قرب مدينة الصفيح كابتيمبوا حيث أحرقت عشرات المنازل العائدة لأفراد من أثنية الكيكويو أول من أمس. وذكر شاهد آخر انه رأى 16 جثة متفحمة تُنزل من شاحنة شرطة خارج مشرحة أمس، بينما قال طبيب في المستشفى الرئيس في المدينة انه سجل وصول تسع جثث أخرى. وأكد سكان أن منازل كثيرة أحرقت كما نهبت متاجر في الوقت الذي حصلت مواجهات بين شبان مسلحين بحجارة وسهام وبنادق محلية الصنع. وقال ناطق باسم الشرطة في بيان ان اشتباكات تفجرت بين مجموعات قبلية في أربع من ضواحي ناكورو، ولكن تمّ فرض الهدوء. ورفض الناطق روايات شهود عن مقتل أكثر من 10 أشخاص، قائلاً ان رجال الشرطة يحققون في 4 حوادث قتل محتملة وان"اجراءات شاملة"اتخذت لضمان الأمن. على صعيد آخر، أعلن الوسيط في الأزمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في نيروبي انه"شاهد انتهاكات منهجية وخطرة لحقوق الإنسان"خلال جولته أمس في غرب كينيا الغارق في الفوضى. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في نيروبي في اختتام جولة استمرت بضع ساعات على المناطق التي شهدت اضطرابات،"لا يمكننا السماح"بأن تمرّ هذه الانتهاكات"من دون عقاب". الى ذلك، دعا ماينا كياي رئيس اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان مجلس الأمن الى تنظيم دورة خاصة للبحث في الاضطرابات السياسية والعرقية التي تهز بلادهما. وأعلن كياي خلال زيارة الى مقر الأممالمتحدة في نيويورك ان"نداءنا موجه الى مجلس الأمن ليبحث بجدية ويعقد دورة خاصة حول كينيا منذ الآن قبل أن يفوت الأوان". وحضّ كياي، الذي ترافقه مديرة لجنة حقوق الإنسان في كينيا موثوني وانيكي، الأعضاء ال15 في مجلس الأمن على التحرّك الفوري لدعم الوساطة التي يقوم بها أنان. وأضاف كياي الذي ينتقد حصيلة الحكومة الكينية في مجال حقوق الإنسان, ان الوساطة"تواجه خطراً كبيراً وقد تفشل". وزاد:"بدلاً من انتظار أن تخرج الأمور عن السيطرة, من المهم ان يفعل مجلس الأمن شيئاً لم يسبق ان فعله"أي"التحرك قبل ان تتفاقم الأزمة". من جهته, اتهم الناشط في مجال حقوق الإنسان موتوني وانيمي منظمة"هيومن رايتس ووتش"بأنها لا تعزو مسؤولية أعمال العنف في الوادي المتصدع الا الى المعارضة وحدها, فيما تعتبر ان المسؤوليات متساوية. إشادة أميركية وفي واشنطن، أعلن توم كايسي الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ان اللقاء بين الرئيس كيباكي وأودينغا"خطوة اولى مهمة"لحل الأزمة الكينية. وأضاف في بيان ان الولاياتالمتحدة تشيد باللقاء الذي عقد بوساطة من أنان الذي يقوم بمهمته تحت إشراف الاتحاد الأفريقي. وأضاف بيان الخارجية الأميركية:"نضم صوتنا الى نداءات الكينيين من الاثنيات السياسية والاجتماعية كلها لوقف العنف الذي اتخذ منحى تخريبياً كبيراً". وأكد ان"الولاياتالمتحدة بصفتها شريكة وصديقة لكينيا ستستمر في دعم الجهود الجارية لحلّ المشاكل العالقة حتى يتمكن الكينيون من أن ينعموا بسلام دائم وبالعدالة والازدهار". وخلص الى أن كينيا وبمساعدة حلفائها"ستغتنم الفرصة الناتجة من هذه الأزمة لتعزيز المؤسسات الديموقراطية"لمصلحة الجميع.