تأهبت الأطراف المتنازعة في كينيا أمس لصراعات جديدة في البرلمان والشوارع، على رغم محاولة دولية جديدة للتوسط في الأزمة التي تفجرت بعد الانتخابات وأسفرت حتى الآن عن سقوط 612 قتيلاً على الأقل. ويقول شهود عيان ان معظم القتلى سقطوا نتيجة الاقتتال بين طوائف عرقية متنافسة والاشتباكات بين الشرطة والمحتجين اضافة الى العنف الناجم عن جرائم السلب والنهب. ويبدأ الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم، مهمة الوساطة في الأزمة الكينية، كما اعلنت مؤسسته في جنيف أمس. وقالت ناطقة باسم المنتدى الإنساني العالمي، المؤسسة التي أنشأها الأمين العام السابق للأمم المتحدة منذ تخليه عن مهماته في نهاية 2006، إن"أنان سيصل الى نيروبي الثلثاء". والتقى أنان رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس الغاني جون كوفور، الذي فشل في وساطته بين الرئيس مواي كيباكي ومنافسه رايلا أودينغا. ووافق على العمل مع الطرفين في محاولة لحل الازمة. واعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن دعمه وساطة انان. ورسمياً، فاز رئيس الدولة المنتهية ولايته مواي كيباكي بالانتخابات التي أجريت في 27 كانون الاول ديسمبر، متقدماً على أودينغا بنحو 230 ألف صوت، لكن الحركة الديموقراطية البرتقالية المعارضة عبرت عن شكوك في صحة عمليات فرز الأصوات. ورسخ كيباكي موقفه بتعيين نصف أعضاء مجلس الوزراء وعقد البرلمان ومواصلة مهماته الرسمية. لكن المعارضة لديها عدد أكبر من المقاعد في البرلمان الجديد، ومن المنتظر أن تشهد الجلسة الافتتاحية اليوم شجاراً حاداً. ويهدد نواب الحركة الديموقراطية البرتقالية المعارضة بالجلوس على مقاعد للحكومة، يقولون انها من حقهم. وسيكون أول عمل للبرلمان تسمية رئيس له. ودعت الحركة الديموقراطية البرتقالية أيضاً لاحتجاجات على مستوى البلاد بدءاً من يوم غد، لكن الشرطة حظرتها. ودعا اودينغا كيباكي"الانسحاب بلباقة"من اجل وضع حد للازمة السياسية في البلاد. واتهمت المعارضة الكينية اوغندا بارسال قوات الى غرب البلاد بالاتفاق مع الرئيس كيباكي, لكن الناطق باسم الشرطة الكينية نفى ذلك. ورفض الناطق باسم الشرطة الكينية ايريك كيرايثي الاتهامات.