بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على انطلاقة برنامجيها "عالمكشوف" و"جريء جداً" على قناة المرأة العربية "هي"، تتجاوز الاعلامية ماتيلدا فرج الله حدود المجتمع اللبناني لتقارب قضايا المجتمعات العربية. سياسة الانفتاح هذه تأتي من باب تطوير هذين البرنامجين والدخول في خصوصية المجتمعات العربية لتطال المواضيع أكبر قدر ممكن من المشاهدين العرب. البداية كانت من تونس حيث عرضت ثلاث حلقات ضمن برنامج"عالمكشوف"لمواضيع مختلفة تتعلّق بقضايا المجتمع التونسي. وبعد تونس اختيرت مصر حيث صورت حلقات عن الحجاب والزواج العرفي وتعدّد الزوجات... وتتوقع فرج الله انّ تطول اللقاءات في مصر ربما لأشهر قبل الانتقال الى بلد عربي آخر نظراً لتشعّب المواضيع وكثرتها نسبة للكثافة السكانية. أما في تونس فلم يستغرق التصوير فترة طويلة بما أنّ النظام التونسي يجعل المرأة شريكة أساسية في المجتمع. وبالتوازي مع هذه الحلقات تعمل فرج الله على ظهور برنامج"جريء جداً"في قالب جديد من خلال"لقاء خاص"سيفتتح من مصر مع السيدة الأولى سوزان مبارك. وعن هذا تقول فرج الله:"اخترنا السيدة المصرية الأولى في بداية اللقاءات لأننا قناة المرأة العربية، والسيدة مبارك لها حضورها الفعّال والمتميّز في مصر كما أّنها ليست زوجة رئيس مصر فحسب بل تدعم جمعيات نسائية ومشاريع انسانية". أما اللقاء الثاني الذي تحضّر له حالياً في مصر، فسيكون مع وزير الاعلام المصري أنس الفقي للاطلاع على دور الإعلام في مصر والدول العربية. وتشير فرج الله الى أنّ هناك احتمال تعاون مع مدينة الانتاج الاعلامي في مصر حيث ستصوّر الحلقات. وتعتبر أنّ الذهاب الى ارض الحدث والتعاطي مع أهل البلد يجعلها تعيش القضية التي تطرحها، ما يعطي البرنامج زخماً أكبر. ولا تخشى فرج الله طرح المواضيع بجرأة حتى لو لم تكن في بلدها لبنان،"فأنا لديّ أسلوبي الخاص في طرح المواضيع إما أن يعجبهم ويحبونني أو لا. وهذا الأمر كان سبب استضافتي في ايطاليا في تلفزيون"راي 3"، كما انني تميّزت بالاستضافة في مصر عن غيري من الإعلاميين كوني أطرح المواضيع بطريقة مختلفة، فلست مجرّد طارحة سؤال بل أنا جزء من قضية في كلّ ما أطرحه". ولا تنوي فرج الله تغيير اسمي البرنامجين حتى لو وضعا في قالب مختلف، وتقول:"بعدما تعبت على ترسيخ الاسمين في أذهان الناس وبات البعض يناديني بهذين الاسمين وليس باسمي، لا يمكن لي أن أتخلى عنهما بسهولة". وعن احتمال انتقالها الى محطة ذات انتشار اوسع بعد تحقيق نجاحات في"هي"تقول فرج الله:"أكون كاذبة ان قلت لا، كما أكون كاذبة أيضاً ان قلت نعم، فأنا وصلت الى مرحلة أبحث فيها عن راحتي الشخصية، فاذا كان العرض يعطيني هذه الراحة ربما أفكّر فيه، ولكن أن أستبدل"هي"بجوّ ضاغط وبمنافسة شريرة بهدف الشهرة فلن أفعل. كما أنني حصدت انتشاراً على هذه القناة حتى لو لم يكن سريعاً. ربما في محطات أخرى لكنت حصلت عليه في سرعة أكبر ولم أتكبّد الجهد ذاته الذي تكبّدته". وتضيف:"حتى لو لم تكن المحطة ذات انتشار واسع، فالاعلامي هو الذي يصنع حضوره كما أن شعار المحطة لا يهمّ، ومع الوقت يشعر المقدّم بفخر عندما يرى أنّ المحطة لم تصل الى نسبة الانتشار ذاتها التي وصلها هو من خلالها". وتوضح أنّ عدم اطلالتها في برامج تلفزيونية سياسية والاكتفاء ببرنامج اذاعي عبر اذاعة"لبنان الحرّ"يعود الى قرار شخصي منها بما انّها تعتبر انّ الوضع السياسي اللبناني لا يسمح بوجود صحافة حرّة.