تكثفت الاتصالات السياسية عشية التظاهرة العمالية المقررة في الثالثة بعد ظهر اليوم في بيروت، في محاولة لتدارك الاحتكام إلى الشارع وما يمكن ان ينتج منه، خصوصاً ان الحكومة كانت كررت ان اقتراح"التعاقد الوظيفي"ليس مدرجاً على الورقة الإصلاحية. وتسبب الأمر في انقسام الجسم النقابي في لبنان بين مؤيد للتظاهرة ورافض لها وبين معلق لموقفه في انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات. وفيما تردد ان"حزب الله"سيشارك في التظاهرة على مستوى القطاع التعليمي وليس على المستوى الشعبي كما يفعل في مسيرات يدعو إليها، فإن المشاركة من"التيار الوطني الحر"ستكون قطاعية ايضاً، أي من الطلاب والمعلمين والأساتذة. وكان رئيس التيار النائب ميشال عون دعا الى إسقاط الحكومة، وكذلك الحزب الشيوعي اللبناني، اما حركة"أمل"الممثلة نقابياً في هيئة التنسيق الداعية الى التظاهر، فإنها ربطت حجم مشاركتها بالنتائج التي ستؤول إليها الاتصالات الجارية. وفي ظل رفض نقابة المعلمين في المدارس الخاصة المشاركة في التظاهرة، فإن الأمر يبدو انه سيحصر بالجسم الطالبي والتعليمي في المدارس الرسمية. وهاجس الشغب الذي كان رافق تظاهرة الأشرفية قبل ثلاثة أشهر دفع بمؤسسات تعليمية الى تعليق الدراسة اليوم، علماً ان هيئة التنسيق النقابية اكتفت بالدعوة الى وقف التدريس ظهراً. ومثل هذا القرار اتخذته الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية التي فضلت في بيان لها الانسجام مع موقفها القاضي"بضرورة فصل السياسة عن الشؤون التربوية". وفي المواقف المؤيدة للتظاهرة اعتبر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي انها"تعبير عن الوجع"، ورأى ان اتهام التظاهرة بالتسيس والاستغلال"حجة مردودة لأن واقع الحال يثبت ان الناس قلقون على مستقبلهم"، لافتاً الى ان الطلب برحيل الحكومة"شيء مشروع في كل نظام ديموقراطي". وكان النائب عون تابع الاستعدادات للتظاهرة مع الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة الذي اكد مساندة قرارات"هيئة التنسيق النقابية". واعتبر"ان من سيّس التظاهرة وأهدافها هو من رفض الحوار الجدي الذي كان من المفترض ان يبحث مع الهيئات النقابية الورقة الإصلاحية فماطلوا بالحوار معها ولم يتعهدوا بسحب احد البنود إلا بعد التدخل السياسي". وفي المقابل، نبّه النائب روبير غانم الى"ضرورة الإصغاء الى العقل والتذكير بما كان يكرره الجميع من دعوات الى تجنيب الشارع الاستخدام السياسي".وأكد رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع ان تحرك اليوم"سياسي بامتياز، خصوصاً ان الورقة الإصلاحية لا تزال مطروحة للنقاش". وتمنى ألا تحصل التظاهرة معتبراً"ان البعض يريد العودة بالوطن الى ما كان عليه قبل 14 آذار ليستعيد مواقعه عبر نفوذ سوري جديد". ونبّه جعجع"النقابيين الجيدين الى الحركة السياسية التي تحصل"، وإذ أكد"ان حرية العمل النقابي لا يجوز المس بها"رأى ان"الاتجاه الذي ستسلكه التظاهرة سياسياً لا يتمناه هؤلاء النقابيون". ودعا الى عدم تكرار 8 آذار وپ14 آذار، مشيراً الى"أن قوى 14 آذار عدلت عن موضوع الشارع واستمرت بالطرق السياسية والقانونية والدستورية نظراً الى حساسية الوضع، فلماذا يحاول الآخرون النزول الى الشارع اليوم من دون موضوع فعلي؟". وأبدت اللجنة المركزية لحزب الطاشناق قلقها"من المنحى الليبرالي المتوحش في توجهات الحكومة الاقتصادية". ونأت عن التظاهر"جبهة التحرر العمالي"، ودعا حزب الوطنيين الأحرار مناصريه من عمال وموظفين الى اعتبار اليوم يوم عمل عادي. ونددت"حركة اليسار الديموقراطي"بالأهداف السياسية للتظاهرة"المتلطية بشعارات مطلبية". ودعا"تيار المستقبل"الى يوم دراسة عادي، وطالبت"الجماعة الإسلامية"الجميع"الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى بعيداً من ضجيج الشارع". ووصفت"حركة التجدد الديموقراطي"الإصرار على التظاهر بأنه"غير مبرر ويطرح علامات استفهام".