رحبت السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ابو مازن أمس بدعوة الرئيس جورج بوش السلطات الاسرائيلية الى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية باعتباره"موقفاً ايجابياً ومشجعاً". وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم السلطة الفلسطينية:"نرحب بدعوة الرئيس بوش لاسرائيل بتجميد الاستيطان وهذا موقف ايجابي ومشجع لعميلة السلام". وأفاد بيان:"عبر الرئيس محمود عباس عن ترحيبه بتصريحات الرئيس بوش مساء الثلثاء التي أكد فيها تمسك الولاياتالمتحدة بتطبيق خريطة الطريق ومطالبة حكومة إسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية". وأضاف البيان نقلاً عن"ابو مازن"ان"الهدنة والتهدئة التي أعلناها والتزمنا بها، ونواصل العمل من دون تردد لتنفيذ الاستحقاقات المترتبة علينا في مجال الأمن وتوحيد الأجهزة الأمنية وخطوات الإصلاح الداخلي، تتطلب اتخاذ خطوات إسرائيلية سريعة لمباشرة تطبيق خريطة الطريق والتوقف الكامل عن بناء الجدار والمستوطنات في أرضنا الفلسطينية". وتابع ان ذلك هدفه"تعزيز الأجواء الإيجابية المواتية على المستويين المحلي والدولي لاستئناف عملية السلام والإسراع في تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش وجه الثلثاء، تحذيراً الى الاسرائيليين طالباً منهم تجميد توسيع مستوطنات في الضفة الغربية وذلك قبل اسبوع من استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مزرعته في تكساس. وقال بوش في معرض رده على أسئلة الصحافة بعد اجتماع لحكومته في البيت الابيض ان"موقفنا واضح جداً وهو ان خريطة الطريق مهمة وتدعو الى وقف توسيع المستوطنات". وأكد ابو ردينة"التزام السلطة الفلسطينية بخريطة الطريق"، مضيفاً ان"لدى السلطة الاستعداد الكامل للبدء فوراً بتنفيذ بنود الخريطة". وشدد على ان المهم هو"استجابة اسرائيلية من اجل تحقيق السلام الذي يتحدث عنه بوش". وكان الرئيس الاميركي وجه الثلثاء تحذيراً الى الاسرائيليين طالباً منهم تجميد توسيع مستوطنات في الضفة الغربية وذلك قبل اسبوع من استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في مزرعته في تكساس. وفي رد على سؤال الصحافيين عن خطط اسرائيل لتوسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"الضخمة الواقعة شرق القدس اثر اجتماع الحكومة في البيت الابيض، قال بوش:"ان موقفنا واضح جداً وهو ان خريطة الطريق مهمة وتدعو الى وقف تطوير المستوطنات". وأضاف:"انا متفائل في شأن امكان التوصل الى السلام في الارض المقدسة وانا متفائل لانني اعتقد بقوة ان ارييل شارون يرغب في شريك في السلام ويرغب في ارساء الديموقراطية في الاراضي الفلسطينية واعتقد ان محمود عباس يريد الشيء نفسه". ويلتقي بوش مع شارون في مزرعة الرئيس الاميركي في كروفورد الاثنين المقبل. وكانت مصادر حكومية اسرائيلية قالت اول من أمس ان اسرائيل"طمأنت واشنطن الى أنه لا توجد مشاريع بناء وشيكة في اطار خطة لتوسعة أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية ووصلها بالقدس". ونقل أحد المصادر عن وزير الاسكان الاسرائيلي اسحق هرتسوغ قوله لعضو مجلس الامن القومي الاميركي اليوت أبرامز في اجتماع في واشنطن الاثنين:"لا توجد خطط لطرح مناقصات انشاءات سنة 2005 انها ليست في مرحلة تنفيذية". ويخشى الفلسطينيون من أن يؤدي مشروع بناء 3500 وحدة سكنية للاسرائيليين بين مستوطنة"معاليه ادوميم"والقدس الى عزلهم عن القطاع الشرقي من مدينة القدس التي يريدونها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وكان شارون أثار قلق البيت الابيض في شأن الخطة التي اقرها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الشهر الماضي بقوله للجنة برلمانية الاثنين أنه يتعين ربط القدس ب"معاليه ادوميم". وفسرت تصريحات شارون على نطاق واسع في اسرائيل على أنها محاولة لتهدئة المستوطنين اليهود وانصارهم داخل حزبه اليميني"ليكود"في اطار التحضير لخطة الانسحاب من قطاع غزة في الصيف. وفي محاولة لرأب الصدع التقى شارون مع حوالى عشرة من قادة المستوطنين في مكتبه لمناقشة اقتراحهم بنقل مستوطنة"غوش قطيف"في غزة بكاملها الى موقع لا يبعد كثيراً على ساحل اسرائيل الجنوبي. ودان مجلس مستوطني غزة، الذي هدد باغراق الاراضي المحتلة بتظاهرات يشارك فيها مئات الالوف قبل الانسحاب، الحوار قائلاً ان شارون، الذي كان يُعد بطلاً في أعين المستوطنين من قبل، يطبق سياسة"فرق تسد". ويخشى الفلسطينيون من جانبهم أن تكون خطة الانسحاب من غزة مؤامرة لمقايضة القطاع الساحلي الفقير الذي يقطنه 8500 مستوطن بمساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية حيث تقيم غالبية المستوطنين اليهود وعددهم 240 الف مستوطن. استطلاع يتوقع اخلاءات في الضفة الى ذلك، قال 64 في المئة من الاسرائيليين، في استطلاع أجرته جامعة تل أبيب لحساب صحيفة"هآرتس"، إنهم يؤيدون بناء 3500 وحدة سكنية في مستوطنة معاليه أدوميم. وأعربت نسبة مماثلة عن رأيها بأن إخلاء المستوطنات في القطاع سيتبعه إخلاء أوسع في الضفة الغربية في إطار تسوية دائمة بين الفلسطينيين واسرائيل.