استبق الرئيس الاميركي جورج بوش لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون غداً الاثنين بإعلانه عن رفضه توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية بوصفها تتنافى مع خطة خريطة الطريق التي تتمسك بها الولاياتالمتحدة. غير ان وزير الخارجية الاسرائيلي دافع في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية عن توسيع المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية وذلك في الوقت الذي كان شارون يستعد للسفر الى ولاية تكساس الاميركية للقاء بوش في مزرعته هناك وقال بوش في لقاء صحافي اجراه اول من امس على متن طائرته في طريق عودته الى بلاده بعد حضوره تشييع جثمان البابا يوحنا بولس الثاني:"طرحت مسألة المستوطنات علناً ... وسأطرحها في الاجتماع المغلق ايضا. ما اقوله في العلن هو ما اقوله في الاجتماعات المغلقة: خريطة الطريق تتضمن التزامات واضحة في ما يخص المستوطنات، ونحن نتوقع من رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يفي بالتزامات خريطة الطريق". وكان مسؤولون اسرائيليون سعوا الى اقناع واشنطن بأن الخطط الاسرائيلية لبناء 3500 وحدة سكنية في المنطقة ما بين مستوطنة"معاليه ادوميم"والقدس لا تتناقض مع خريطة الطريق. والتقى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز الخميس الماضي نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني وابلغه بأن اسرائيل"لا تنوي بناء احياء جديدة بالقرب من معاليه ادوميم في الوقت الحالي". ورغم ان بوش تفادى توجيه انتقاد مباشر للخطط الاسرائيلية بتوسيع المستوطنة، الا انه تمسك بضرورة عدم تقويض خريطة الطريق، فيما امتدح خطة الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وقال:"رئيس وزراء اسرائيل قرر الانسحاب من غزة، وانا ايدت هذا القرار عندما كان يجلس بجانبي في البيت الابيض. واعتقد الآن انه حان الوقت لتركيز اهتمام العالم على ما يمكن ان يحدث بعد ذلك"، مشيراً الى الجهود الاميركية المتحدة لتدريب قوات الامن الفلسطينية. وتابع بوش:"علينا ان نبذل مزيداً من الجهود وعلينا ان نتأكد من ان الاقتصاد يمكن ان يزدهر هناك". ومضى قائلاً:"نحتاج الى بناء مؤسسات ونحتاج الى جهود دولية تشجع الاقتصاد وتنشطه لتكون حكومة شكلت في غزة اكثر قدرة على التحدث عن آمال الذين يعيشون في غزة". واكد بوش ان"النجاح في غزة سيسهل النجاح في الضفة الغربية. سأتحدث مع رئيس الوزراء شارون عن ضرورة العمل مع الحكومة الفلسطينية ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيادة فرص النجاح". واشار الى ان على الفلسطينيين ان يفوا بالتزاماتهم ايضا، مشددا على ان هناك"فرصة كبيرة للمساعدة على تنمية الديموقراطية، انطلاقا من غزة". وقال مسؤولون اميركيون ان بوش فاجأ المراقبين بتصريحاته نظراً لاتفاق ضمني سابق بعدم اثارة اية قضايا خلافية خلال زيارة شارون بهدف تعزيز موقفه من خطة الانسحاب من غزة ومناطق في شمال الضفة الغربية. وكانت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس نفت الاسبوع الماضي معلومات تم تداولها عن وجود موافقة اميركية على السماح لإسرائيل بتوسيع مستوطنات في الاراضي الفلسطينية، مشددة على ان بناء المستوطنات يتعارض مع السياسة الاميركية. من جهة اخرى دافع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم امس وقال للاذاعة العبرية رداً على سؤال هل يعتقد ان مشروع توسيع مستوطنة"معاليه ادوميم"يتعارض مع خريطة الطريق بالقول ان"اسرائيل تنظر الى الكتل الاستيطانية على اساس انها جزء من اسرائيل، وبناء على ذلك نتمسك برأينا في هذه المسألة ... وانا متأكد من انه اذا اثيرت هذه القضية في اللقاء مع بوش فانه شارون سيوضح موقفه وهو ان الكتل الاستيطانية جزء من اسرائيل. وبين الاصدقاء يمكن الاتفاق على الاختلاف". الى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الاميركية المواطنين الاميركيين من زيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية في هذه المرحلة بسبب احتمال تصعيد العنف عشية تطبيق خطة الفصل الاسرائيلية، فيما نصحت الرعايا الاميركيين الموجودين حاليا في المنطقة بالمغادرة فورا.