مثل 18 شخصاً امس امام قاضي المحكمة الوطنية بالتاسار غارثون بتهمة الانتماء لتنظيم "القاعدة"، بينهم الصحافي في قناة "الجزيرة" تيسير علوني، وأبلغهم القاضي وجاهياً التهم الموجهة اليهم. ونفى علوني، مثل جميع الموقوفين، كل التهم بشكل قاطع وأكد انه سيردّ عليها، تمسك بالاقوال التي كان قد ادلى بها سابقاً. ووجهت الى ثلاثة منهم، عماد الدين بركات الملقب "ابو دحداح" يشتبه في انه رئيس خلية اسبانيا التى كشفت عام 2001 وغصوب الابرش غليون الذي صور برجي نيويورك وادريس شبلي، اتهامات بالضلوع في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. ونقل عن "ابو دحداح" قوله للقاضي انه يرفض اتهامه بهجمات 11 سبتمبر وقال انه يعتبرها "مجزرة" و"عملاً همجياً وحشياً لا يقرّه الاسلام". واضاف: "انني اساند كل قضايا المسلمين كما في الشيشان والبوسنة وفلسطين لكني اقرف من مجزرة 11 سبتمبر". وحضر جلسة امس محامي علوني الجديد خوسيه لويس غالان ومن طرائف الامور انه يحمل نفس اسم احد الموقوفين بهذه القضية، ونفى علاقة علوني بتهم الانتماء ل "القاعدة" او المشاركة بعمليات التمويل او تجنيد المحاربين. واشار الى انه طلب اطلاق علوني بكفالة نظراً الى وجود موجبات تسمح بذلك، بينها كون علوني صحافياً معروفاً لا تسمح له شهرته بالقيام بما ينافي القوانين مثل الهرب من البلاد، كما انه اسباني و عائلته اسبانية ايضاً واولاده الاربعة دخلوا المدارس في هذا البلد. واشار المحامي الى وضع علوني الصحي حيث خضع منذ شهور قليلة لعملية في قلبه اضافة الى معاناة عائلته خصوصاً اولاده القاصرين من الوضع النفسي الذي يعيشونه بسبب اعتقاله. ووصف غالان التفسيرات التي تم تداولها لتصرفات علوني واتصالاته بأنها كانت مغرضة مؤكداً ان موكله سيشرح كل الاتصالات التي سجلت له واحدة واحدة. واوضح ان علوني طلب مترجماً سورياً للاستماع معه الى هذه التسجيلات. واضاف المحامي ان "القاضي اخذ في الاعتبار المقابلة التي اجراها علوني مع بن لادن رغم نفيه هذا الامر في القرار الظني". واعتبر ان غارثون خلط بين ما هو عمل صحفي وما هو دعم للارهاب. وبدت معنويات علوني لدى دخوله المحكمة مرتفعة رغم انه كان مكبلاً فحيا بعض زملائه الذين كانوا ينتظرونه وبينهم احمد كامل من "الجزيرة". ولدى خروجه كان هؤلاء لا يزالون ينتظرون ولم يتنبهوا الى وقت خروجه فصاح بهم: "شو يا شباب ما من احد يعطيني سيجارة" وحادثهم قليلاً.