في اول حكم يتعلق باعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، اصدرت المحكمة الوطنية الاسبانية في مدريد حكمها الخاص بخلية"القاعدة"في اسبانيا، ودانت 18 شخصاً وبرّأت ستة اشخاص هم غصوب الابرش والشقيقان وحيد واحمد قوشجي وبسام دالاتي ومحمد خير السقا وسيد احمد بودجله. وبعد ايام من المداولات التي كانت"حادة"احياناً، اجمع القضاة الثلاثة في المحكمة التي عقدت جلساتها ما بين الثاني والعشرين من نيسان ابريل والخامس من تموز يوليو الماضيين، على ادانة من يعتبرونه رئيس الخلية السوري الاصل عماد الدين بركات ابو دحدح باقصى عقوبة وفترتها 27 عاماً. وتراوحت العقوبات الاخرى بالسجن بين 11 سنة للسوريين اسامه درة وباسم مهبوله وست سنوات لجمال حسين وادريس شبلي وكمال حديد. اما عقوبات الآخرين فتوزعت مدتها ما بين تسع وثماني وسبع سنوات كما هي الحال لمراسل قناة"الجزيرة"تيسير علوني. وأوضحت المحكمة انها رفضت اقوال الشهود التي لم تكن مثبتة بأدلة، واخذت بالتسجيلات الهاتفية التي قامت بها السلطات الامنية لعدد من المدانين منذ اوائل التسعينات ابو دحدح وعلوني وغيرهما. لكنها لم تعتبرها ادلة، بل اوضحت لها ارتباطهم ببعضهم البعض. وبالنسبة الى بركات الذي كان طلب له المدعي العام اكثر من 74 الف سنة، رفضت المحكمة ادانته بالتعاون او المشاركة بالاعتداءات في الولاياتالمتحدة لعدم كفاية الادلة لكنها حاكمته بالانتماء وقيادة تنظيم ارهابي 12 سنة وبالتآمر من اجل القيام باعتداءات ارهابية 15 سنة. ولكنها ابرزت انها تملك ادلة تؤكد ان بركات"كان على علم بالتخطيط للاعتداءات على الولاياتالمتحدة.... وانه تبناها وكان يطلع على تحضيراتها بدقة....". لكنها لم تدنه بالمسؤولية عما تسببت به الاعتداءات من قتلى وجرحى بل بالتآمر"على رغم معرفتها بعلاقته بخلية هامبورغ" محمد عطا وزياد الجراح.... بحسب حيثيات الحكم. وكان لافتاً قرار تبرئة غصوب الابرش الذي طلب له المدعي العام اكثر من 74 الف سنة، كما تمت تبرئة المغربي ادريس شبلي، المتهم ايضاً في ملف اعتداءات قطارات مدريد عام 2004، من التعاون او المشاركة في تحضير اعتداءات 11 ايلول، ودانته بالتعاون مع تنظيم ارهابي. اما علوني الذي كان نفى وجود"علاقة قوية ومستمرة"بينه و"ابو دحدح"منذ عام 1995ً، فعوقب بالسجن 7 سنوات وتغريمه بمبلغ من المال مع فقدان بعض حقوقه المدنية كمواطن اسباني مثل حق التصويت او العمل في البلاد. واشار الحكم الى ان علوني لا ينتمي الى خلية"القاعدة"التي يترأسها"ابو دحدح"لكنه"تعاون"معها وساعد بعض اعضائها"بشكل معروف...". وأضاف نص الحكم:"بما ان الحقيقة الاعلامية، مثل كل الحقائق، لا يمكن الحصول عليها بأي سعر كان، فان علوني الذي اراد الحصول عليها من اشخاص بوزن مصطفى الست مريم ومحمد بهائية، ارتكب جرم التعاون مع تنظيم ارهابي وعليه ان يتحمل مسؤولية فعله الآن...". واشار الحكم الى مقابلة علوني مع بن لادن التي"رتبها الست مريم". ويذكر ان هذا الحكم قابل للاستئناف.