سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبدى في خطاب رغبته في تغييرات جذرية في الحزب الحاكم ومعارضته انضمام تركيا لأوروبا . فرنسا : ساركوزي يخطف زعامة الديغوليين ويحقق أهم قفزة لخلافة شيراك في الاليزيه
حقق وزير الاقتصاد والمال الفرنسي نيكولا ساركوزي 49 عاماً امس، القفزة الاهم في سياق ارتقائه سلم السلطة، وذلك بتوليه رئاسة حزب "الاتحاد من اجل الحركة الشعبية" اليميني الحاكم، بفضل غالبية 1،85 في المئة من أصوات الاعضاء الحزبيين، خلال مؤتمر وصف بأنه قياسي لجهة عدد الحضور ومن حيث الكلفة. وفرض ساركوزي بذلك، نفسه على الرئيس الفرنسي جاك شيراك في موقع الركن الأساسي الذي يصعب تجاهله وتولى موقعاً يرشحه للرئاسة التي طالما صرح انها حلمه الكبير. لكن الامر مرهون بما سيكون عليه اداؤه على رأس الحزب الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية عام 2007. وحرص ساركوزي عبر الخطاب الذي ألقاه خلال المؤتمر امس، على تأكيد أن عمله سيتركز على الوحدة والتجديد والتغيير، كما حرص على صياغة خطابه بطريقة توحي بأن الحزب بات على عتبة جديدة او مفصل بحيث يكون هناك من الآن وصاعداً "ما قبل ساركوزي وما بعده". وبالنسبة الى الوحدة، أكد ساركوزي عزمه على تجاوز الحساسيات القائمة بينه وبين كل من رئيس الحكومة جان بيار رافاران الذي كان يطمح ليتولى رئاسة الحكومة بدلاً عنه، وبينه وبين شيراك الذي ينفر من طموحه اللامتناهي. ومعلوم ان شيراك رضخ اخيراً لأمر تولي ساركوزي رئاسة الحزب لكنه لا يزال يحجب عنه لقب خليفته. ومعروف ان حامل هذا اللقب هو رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه الذي انسحب من الحياة السياسية نتيجة تورطه في دعوى قضائية في شأن وظائف وهمية عندما كان يعمل الى جانب شيراك عندما كان الاخير يتولى رئاسة بلدية باريس. شكر لبرناديت شيراك وأكد الزعيم الجديد ل"الاتحاد من اجل الحركة الشعبية" الديغولي في خطابه، استعداده التام الى التعاون مع رافاران ومع عمله الاصلاحي على رأس الحكومة، وشكر زوجة الرئيس الفرنسي برناديت شيراك على مودتها وحضورها المؤتمر. ووجه كلامه اليها بالقول انها خلال الانتخابات الاقليمية في اذار مارس الماضي، قالت له انها بحاجة اليه وانه اليوم يقول الشيء نفسه انه بحاجة اليها. اما على صعيد التجديد في المواقف والطروحات، فأشار الى ان "فرنسا العمل" ينبغي ان تكون في "صلب كل السياسات"، داعياً الى مراجعة الاجراء الموروث عن الاشتراكيين ويقضي بخفض عدد ساعات العمل الاسبوعية الى 35 ساعة. وفي تعبير واضح على عزمه اعتماد سياسة يمينية والخروج من الابهام الذي بات يحكم الناخبين ويحول دون ان يميزوا بين سياسات اليمين واليسار، شدد على انه سيعمل على احلال القيم الاساسية للجمهورية "احترام العمل" و"احترام الوطن". وفي ابرز ملامح توجهاته الخارجية، اعلن ساركوزي أنه "يتمنى ان تكون تركيا شريكة لاوروبا، وليس منضمة اليها". وقال ان "اوروبا التي تشكل اكبر مشروع سياسي ووحدوي في النصف الثاني من القرن العشرين، لا يمكن ان توسع الى ما لا نهاية".