أكد تقرير أمني اطلعت "الحياة" عليه ان الشرطة الاسبانية حذرت المغرب من وجود مجموعات اسلامية متطرفة "ارهابية للغاية" تتحرك في الأوساط الجامعية. وأشارت خصوصاً الى "حركة الشبيبة الاسلامية" و"الجماعة الاسلامية المقاتلة في المغرب" و"الحركة الاسلامية المغربية للجهاد". ويأتي اهتمام اسبانيا بكل هذه المجموعات في الوقت الذي تبرز فيه التحقيقات مع المعتقلين الاسلاميين الثمانية ان اسبانيا "لم تكن مجرد ممر للذين حضروا عمليتي نيويورك وواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي. بل كانت مسرحاً لتحضيرها الى جانب المانيا". رئيس الخلية وتفيد معلومات اسبانية ان رئيس الخلية التي فككت السوري عماد الدين بركات أبو دحدح لم يكن مجرد بائع ثياب مستحملة أو عامل بناء أو حاجب في المسجد كما كان يدعي، بل "رجل القاعدة في اسبانيا"، وان التنظيمات المتطرفة تتعامل مع بعضها البعض وتستعمل الواحدة منها البنية التحتية للثانية. وتضيف هذه المعلومات ان اعتقال عدد من أفراد "الجماعة السلفية للدعوة والجهاد" الجزائرية في ايلول سبتمبر ساعد في تحديد هوية بعض أعضاء "القاعدة" في تشرين الثاني نوفمبر. ويأتي التحذير الاسباني للمغرب من الشبكات المتطرفة في هذا السياق. وتوسعت دائرة التحقيقات مع ملاحقة الاسلامي المغربي منير المتصدق واعتقاله لاحقاً في المانيا، اضافة الى التحقيقات الجارية في الزيارتين اللتين قام بهما الطيار "الانتحاري" محمد عطا الى اسبانيا هذه السنة، وعلاقة هذا الأخير باليمني الفار رمزي بن الشيبه 29 عاماً الذي زار اسبانيا ايضاً في الخامس من ايلول سبتمبر الماضي باسم مستعار رمزي محمد عبدالله عمر، حيث يُعتقد بأنه التقى "أبو دحدح" ولم يستعمل بطاقة العودة الى المانيا. ويضيف التقرير الأمني ان المعلومات التي حصل عليها المحققون، بعد مراقبة طويلة بدأت عام 1994 ل"الخلايا النائمة" في اسبانيا والتي يتراوح عدد أفرادها ما بين 200 و300 شخص، تفيد ان اسامة بن لادن بدأ تحضير عملية الانتقام ضد قصف الاميركيين لمركزه في افغانستان في 20 آب اغسطس 1998 منذ تاريخ حصول القصف الاميركي. وفي الوقت الذي تؤكد التحقيقات التي يقوم بها القاضي بالتاسار غارثون ان ابن الشيبه هرب من المانيا الى احدى الدول العربية في الشرق الأوسط عن طريق اسبانيا، تحاول الشرطة معرفة عما اذا كان هو ذلك الشخص الذي اجرى اتصالاً بالانتحاريين من مقهى يقع قرب مركز اسلامي في مدريد في التاسع من ايلول سبتمبر الماضي. دور "أبو قتادة" ؟ ويحاول القاضي الاسباني في الوقت الحاضر كشف سر العلاقة التي ربطت "أبو دحدح" ب"أبو قتادة" الذي يوصف بأنه "الزعيم الروحي للمجاهدين" في بريطانيا و"أبو وليد" و"أبو مصعب" مصطفى ست مريم و"أبو حارث" في افغانستان وأبو بشير زعيم المجاهدين في البوسنة واليمن والتونسي طارق المعروفي في بلجيكا وسعيد منصور في الدنمارك و"أبو نبيل" رياض عقله وهو سوري يتزعم منظمة "الطليعة المقاتلة" في الأردن، و"أبو خالد" محمد بهيا، الذي عاش في مدينة غرناطة، جنوباسبانيا لسنوات عدة قبل الانتقال الى تركيا. ومع قائد أحد مخيمات "القاعدة" في اندونيسيا بارليندونغان سيريغار والزعيم الاسلامي "أبوصعيب" في استراليا. ونفت مصادر قضائية قرب حدوث أي اعتقالات جديدة لأشخاص تربطهم علاقة بمعتقلي المانيا وايطاليا، لكن الدلائل تشير الى عكس ذلك.