أصدر قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية الاسبانية، بالتاثار غارثون، مذكرات توقيف وجاهية بحق ثمانية من أصل 11 موقوفاً يُشتبه في ارتباطهم بتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. واطلق غارثون السوريين محمد غالب تلجو وأحمد راغد مارديني واللبناني محمد عربي شحيمي لعدم ثبوت أدلة كافية لاتهامهم. لكنه اشترط عليهم ألا يغادروا مكان اقامتهم وان يكونوا حاضرين للمثول أمام المحكمة عندما يُطلب منهم ذلك. وقال قاضي التحقيق غارثون في قرار الاتهام ان الخلية الإسلامية التي ينتمي اليها المتهمون الثمانية ويقودها الإمام الاسباني، السوري الاصل، عماد الدين بركات، "قد تكون على علاقة مباشرة بتحضير وتنفيذ الاعتداءات التي قام بها خاطفو الطائرات الانتحاريون في 11 ايلول" في نيويورك وواشنطن. واستند القاضي في قراره إلى محادثات هاتفية رصدتها الشرطة بين عماد الدين بركات ومسؤولين آخرين في خلايا اسلامية، وكون بركات يعرف محمد عطا، أحد منفذي الهجوم على مركز التجارة العالمية في نيويورك. واستمرت التحقيقات التي قادها المدعي العام بيدرو روفيرا نحو عشرين ساعة، احترمت خلالها المحكمة طلب المعتقلين ان يؤدوا فريضة الصوم. وأمر القاضي بإيداع كل من لويس خوسيه غالان غونزاليس، الاسباني الذي اعتنق الاسلام والذي مثّل عام 1989 حزب "هيرري باثاسونا" ذراع منظمة "ايتا" الباسكية في الانتخابات الأوروبية، وجاسم مهبول، وبسام دالاتي، واسامة الدرة، ومحمد نضال كايد، وسعيد الشداد، ومحمد ظاهر الأسدي السجن غير المشروط بالإضافة الى رئيس المجموعة الذي اعتبره ممثل "القاعدة" في اسبانيا، عماد الدين بركات. ووجه القاضي الى الثمانية تهمة تشكيل منظمة مسلحة تنتمي الى شبكة "القاعدة"، وتزوير مستندات والسرقة عن طريق العنف. واكدت مصادر قضائية ان هذه المجموعة تشكل "خلية دعم مهمة لتنظيم اسامة بن لادن، عن طريق تجنيد شباب اسلاميين متطرفين لإرسالهم الى معسكرات التدريب في افغانستان ومناطق اخرى"، بالإضافة الى تمويل "حركة المجاهدين" التي ينتمون اليها، وتنضوي تحت لواء "القاعدة"، وذلك بعد جمع الاموال الواردة اليهم من جهات عدة، بينها استعمال بطاقات الائتمان المسروقة - وارسالها الى "المركز المالي الرئيسي" في هامبورغ. وتضيف المصادر ان السلطات الأمنية التي كانت طلبت الجمعة الماضي تمديد الاعتقال الاحترازي للموقوفين من اجل جمع معلومات اكثر عن نشاطاتهم، اصبحت تملك "أدلة كافية" على تورط معظم أفراد المجموعة بتنظيم الدعم اللوجيستي ل"القاعدة"، خصوصاً ان عماد الدين بركات الملقب "أبو دحدح" كان على علاقة مباشرة بالمسؤول العسكري فيها محمد عاطف أبو حفص المصري والتقى بن لادن اكثر من مرة. واكد القاضي غارثون ان الذين اودعوا السجن ومعظمهم من السوريين ينتمون الى فئتين تختلف مسؤوليتهما داخل المجموعة. اذ ان لبعضهم علاقة مباشرة ب"القاعدة". أما الفئة الاخرى فيشتبه في علاقتها بهذا التنظيم لكن لا أدلة ثابتة على ذلك. وينفي جميع المعتقلين الاتهامات بانتمائهم الى أي مجموعة اسلامية. وذُكر ان المراقبة الهاتفية كانت اساس المعلومات ضدهم منذ 1996، وهي التي كشفت علاقتهم بخلية "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية والتي فُككت في ايلول سبتمبر الماضي.