غرقت الولاياتالمتحدة أمس في حال من الحزن لم تشهد مثلها منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر العام 2001، فيما تعهد مسؤولو ادارة الطيران والفضاء الأميركية ناسا أن "يطرقوا كل الابواب" في اطار تحقيقات موسعة للوقوف على أسباب تفكك المكوك الفضائي "كولويت" فوق تكساس اثناء عودته الى الغلاف الجوي للارض أول من أمس، مما أدى الى مقتل افراد طاقمه السبعة. وفيما نعى الاميركيون مقتل سبعة من افضل و"ألمع" رواد الفضاء، ذرع افراد من قوات الجيش والشرطة في منطقة تكساس التي تلفها الكآبة جيئة وذهابا في عمليات بحث محمومة عن اي قرائن ترشد الى سبب تفكك المكوك وانفجاره قبل 16 دقيقة من الموعد المقرر لهبوطه. وأكد المسؤول الاداري في الوكالة شون اوكيفي ان "ليس لدينا في الوقت الراهن ما يشير الى ان الكارثة سببها اي شيء او اي شخص على الارض". راجع ص 10 وقررت "ناسا" اجراء تحقيقات شاملة دقيقة ومطولة في اعقاب وقف الرحلات المكوكية الى الفضاء حتى حل اللغز ومعرفة اسباب الحادث وتصحيح الخطأ. وتتضمن التحقيقات درس الصور الملتقطة للمكوك من خلال اقمار التجسس مع فحص كل اجزاء الحطام الذي تخلف عن المكوك في رحلته التي استغرقت 15 يوما و22 ساعة و20 دقيقة مع التركيز على ما تبقى من قمرة القيادة. وانضمت الى التحقيقات هيئات حكومية اخرى منها المجلس القومي لسلامة النقل والوكالة الاتحادية لادارة الطوارئ، فيما استدعيت قوات الجيش للمشاركة في عمليات البحث عن الحطام. وتناثرت قطع مختلفة الحجم من حطام "كولومبيا" في الحقول والطرق والمقابر. وأعلنت الشرطة في مناطق لوفكن وتكساس انه تم العثور على اشلاء بشرية، فيما قال احد سكان المنطقة انه رصد في فناء منزله بقايا شعر آدمي وسط الحطام. وفي توقيت لافت اثر تعليق "ناسا" الرحلات الى الفضاء حتى اشعار آخر، أعلنت موسكو انها اطلقت بنجاح المركبة "بروغرس ام-47" متوجهة الى المحطة الفضائية الدولية من قاعدة بايكونور في كازاخستان، وهي تحمل وقودا ومعدات علمية ومؤناً لطاقم المحطة، بعدما باتت روسيا حاليا الوحيدة التي يمكنها امداد المحطة بالمؤن وارسال رواد الفضاء اليها. وراقب العالم بصدمة كارثة انفجار المكوك، وقدمت دول عدة تعازيها. وفيما أعربت كوبا عن تضامنها مع الشعب الاميركي، وعزّت طهران عائلات "الرواد الاميركيين والرائدة الهندية" من دون ان تشير الى الرائد الاسرائيلي، اعتبر رد الفعل الشعبي بين العراقيين تحطم المكوك الاميركي "انتقاماً إلهياً".