أعلن في الخرطوم أمس أن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ناقش مع زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض محمد عثمان الميرغني، في مقر إقامة الأول في المدينةالمنورة، التسوية السياسية والسلام في البلاد. وعلم أن طه طلب من الميرغني العودة إلى السودان لممارسة نشاطه السياسي من الداخل، مؤكداً "أن البلاد مهيأة، وأن الحريات المتاحة تسمح بحرية التعبير والتنظيم". وقالت مصادر سياسية مطلعة ل"الحياة" إن اللقاء ناقش أيضاً مساعي السلام عبر مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد، وبروتوكول مشاكوس وتفاهم نيروبي الذي وقعه طرفا النزاع، وإمكان اشراك "التجمع" المعارض، في عملية السلام، كما تناولا تصعيد المعارضة عملياتها العسكرية في شرق البلاد على الحدود مع اريتريا. وأوضح أنه من المقرر أن يكون الرجلان واصلا حوارهما حتى وقت متقدم من مساء أمس على مائدة افطار دعا الميرغني طه إليها. وكان طه والميرغني اجتمعا في القاهرة مرتين خلال الفترة الماضية، وأثار اللقاء الأول جدلاً في أوساط الحزب الاتحادي الديموقراطي التي لم يحضر أي من قادته ذلك اللقاء، واقتصر على الميرغني وطه في حضور رجلي أعمال تربطهما صلة وثيقة بالميرغني والحكومة. على صعيد آخر، أفاد الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان أن زعيم الحركة جون قرنق عقد لقاء تشاورياً مع 300 من أبناء جبال النوبة أثناء زيارته الحالية للمنطقة، وأن 130 من هؤلاء أتوا من مناطق تسيطر عليها الحكومة. وتعيش منطقة جبال النوبة هدوءاً، ولا تشهد أي معارك منذ إقرار اتفاق وقف النار بداية العام الجاري. وأشار عرمان إلى أن ثلاثة من قيادات أحزاب منطقة جبال النوبة حضروا اللقاء، وهم الأب فيليب عباس غيوش والبروفيسور الأمين حمودة ومحمد حماد كوة. وزاد أن قرنق شدد أثناء حديثه ضرورة حل قضية المناطق المهمشة على أن "الدماء أغلى من حديث قاعات التفاوض"، واعتبر أن هناك "خمس قضايا رئيسية لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام من دون حلها، وقضية المناطق المهمشة الثلاث تأتي على رأس هذه القضايا". وأوضح ان القضايا الأربع الباقية هي العاصمة والرئاسة وقسمة الثروة ووجود جيشين خلال الفترة الانتقالية، مستبعداً احتمال استيعاب المتمردين في الجيش الحكومي. وأفاد عرمان أن المشاركين في اللقاء يبحثون في شأن مصير جبال النوبة، وأنهم منحوا حركة قرنق تفويضاً "على أن تكون منطقتهم جزءاً من الحركة الشعبية". ووصل زعيم "الجيش الشعبي" إلى جبال النوبة الأحد على متن طائرة خاصة "من دون إذن من الحكومة" حسب ما قال عرمان. وأوضح أن قرنق يزور المنطقة "للمرة الأولى منذ بداية الكفاح المسلح للجيش الشعبي في منطقة جبال النوبة قبل 16 عاماً". وفي واشنطن أ ف ب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء الاثنين أن وزير الخارجية كولن باول كثف الاتصالات الهادفة إلى عقد^ مؤتمر في واشنطن منتصف كانون الأول ديسمبر الجاري في شأن عملية السلام في السودان. وقال المصدر إن باول أجرى محادثات هاتفية يوم الجمعة الماضي مع الرئيس السوداني عمر البشير ومع قائد "الجيش الشعبي لتحرير السودان" جون قرنق. وأضاف ان باول سيجري أيضاً محادثات في واشنطن مع الجنرال الكيني لازارو سومبيويو رئيس فريق وسطاء السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد على مفاوضات السلام بين الخرطوم والمتمردين. وستكون مسألة السلام في السودان مدار بحث أيضاً خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الكيني دانييل أراب موي الخميس إلى البيت الأبيض. وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها تستعد لاستضافة اجتماع لممثلي الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين منتصف كانون الأول لاستئناف مفاوضات السلام في كانون الثاني يناير المقبل في كينيا.