لا يزال الموقوف الاسباني من اصل سوري غصوب الأبرش معتقلاً في شكل احترازي وفي عزلة تامة للاشتباه في انتمائه الى الجهاز التمويلي لتنظيم "القاعدة". وأفادت مصادر أمنية ان عملاء للاستخبارات الأميركية يشاركون في التحقيق مع الابرش و"شريكه" الاسباني من أصل سوري أيضاً محمد غالب قلعجي الملقب ب"ابو طلحة" اللذين أوقفا في اليومين الماضيين. وأوضحت الشرطة ان ما أشار اليه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ماريانو راخوي حول وجود ادلة وقرائن في شأن تورط المعتقلين في تمويل "القاعدة" يعني قلعجي اكثر من الابرش، فيما أبدت مصادر امنية دهشتها لعمليات التمويل التي تعتبرها "معقدة جداً" اذ لم تكشف حتى تاريخه اي علاقة بين المجموعات التي تم اعتقالها. واكتشف المحققون الأمنيون من أوروبيين وأميركيين ان تنظيم المجموعات التي تتولى عمليات التمويل في اوروبا يختلف عن التنظيم الهرمي ل"القاعدة". وأكد خبراء الأمن الماليون ان المجموعات الثلاث التي تم تفكيكها في اسبانيا تجمع الأموال "من اجل الجهاد في شكل مستقل ومتواز" من دون ان تكون هناك علاقة بينها. وأشارت المصادر الى ان الشبكة المالية التي يديرها قلعجي ترتبط بعلاقة مع منظمات موّلت الهجوم على سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا من دون ان تكون لها علاقة بالجزائري احمد ابراهيم الذي اتهم في 14 الشهر الجاري بتمويل هاتين العمليتين واعتقل في برشلونة شرق قبل ان يغادر البلاد. وأكدت المصادر ان "شبكة مدريد" استعملت طرق تمويل غير شرعية لشركة بناء يملكها الابرش، اما "شبكة برشلونة" فاستثمرت في بناء اليخوت وبيعها في جزر الباليار. واستبعدت المصادر اي علاقة مالية ل"المجموعة السلفية للقتال والتبشير" التي اعتقل أفرادها في 26 ايلول سبتمبر الماضي بهؤلاء. وأكد الطبيب عبدالمؤمن الأبرش شقيق غصوب في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان شقيقه "يملك شركة بناء يستثمر فيها اشخاص عدة، بينهم ابو طلحة وأنه يجهل مصدر امواله". وأشار الى ان شقيقه "رجل اعمال متدين لم تهمه السياسة يوماً ويساعد جميع المحتاجين والمهاجرين من دون ان يفرق بينهم بسبب اللون او الدين". وأشار الى وجود عدد كبير من العمال المسيحيين في شركته. وقال: "اذا كانوا يريدون اعتقال من يصلّي فستطاول الاعتقالات كل المسلمين". وتوافرت معلومات ل"الحياة" ان لدى السلطات الاسبانية لوائح تشمل نحو 300 متشدد اسلامي يمكن اعتقال اي منهم في اي وقت، فيما لم تظهر بعد أدلة على تورط 21 معتقلاً. اذ ان كل المعتقلين، من فقراء ورجال اعمال، متهمون بوجودهم على رأس مجموعة ترتبط ب"القاعدة" او انهم "الساعد الأيمن لبن لادن". ولفت مراقبون الى ان اعتقالات الايام الاخيرة جاءت بعد توقيع اسبانياوالولاياتالمتحدة على اتفاق دفاعي يسمح للاستخبارات الاميركية بالعمل بحرية في اسبانيا. كما جاءت قبل ايام من تلبية رئيس الحكومة الاسباني خوسيه ماريا أزنار وزوجته دعوة الرئيس جورج بوش لقضاء عطلة نهاية الاسبوع في مزرعته في تكساس.