عادت وسائل الاعلام الاسبانية الى الاهتمام بتنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن و"خلاياه النائمة" في اسبانيا، بعدما تمكنت اجهزة الأمن من العثور على مكان وجود اسبانيين من أصل مغربي وجزائري كان القاضي بالتاسار غارثون اصدر مذكرتا توقيف بحقهما إثر اعتقال 11 شخصاً من رفاقهم في مدريد وغرناطة وإيداع ثمانية منهم السجن الاحترازي. وفي الثالث عشر من تشرين الثاني نوفمبر الماضي، تمكن المغربي الأصل نجيب شايب محمد والجزائري الأصل عثمان رسالي من الفرار، فور القاء الشرطة الاسبانية القبض على مجموعة يشتبه في انتمائها الى "القاعدة". وأصدر قاضي التحقيق الاسباني أمراً دولياً بالبحث والتحري عنهما وإلقاء القبض عليهما. واكدت مصادر قضائية ان هذين الشخصين كانا على علاقة بزعيم المجموعة السوري الأصل عماد الدين بركات أبو دحدح وقد سكنا في منزل معتقل آخر هو الاسباني لويس خوسيه غونثاليث غالان الذي عثر في منزله على اسلحة وذخيرة ومستندات تتعلق ب"القاعدة". واكدت أيضاً ان الشايب الملقب "الشيخ نجيب"، اجتمع بالزعيم الاصولي ابو قتاده في لندن، فيما زار رسالي مخيمات تدريب في اندونيسيا. ويبدو ان الاثنين لم يغادرا اسبانيا على رغم انهما يحملان جنسيتها كما يمكنهما التحرك بسهولة بين مئات آلاف المهاجرين المغاربيين من دون التعرف على هويتهما. فالمغربي الأصل "الشيخ نجيب" حصل على المواطنية الاسبانية منذ بضعة شهور فقط، لكن شرطة اسبانيا كانت تبحث عنه وعن رفيقه تحت هوية اخرى لم تكشفها بعد، بل كشفت مكان وجوده منذ مدة طويلة إثر زيارته لإحد مساجد منطقة اوسبيتاليت القريبة من برشلونة شرق البلاد، لكنها آثرت ملاحقته وعدم اعتقاله لكشف هوية زملاء له بينهم الجزائري الأصل الذي انتقل للسكن معه في منزل شقيقته منذ حوالى اسبوعين. وعلى رغم ان السلطات القضائية الاسبانية أمرت باعتقال 21 شخصاً منذ الحادي عشر من ايلول سبتمبر الماضي، نظراً الى الاشتباه في علاقتهم بتنظيم "القاعدة" واعتداءات نيويورك وواشنطن، لكنها لم تتمكن من الحصول على أي ادلة ثابتة تورطهم. وما زال قيد الاعتقال 17 شخصاً بمن فيهم الجزائري محمد بن صخرية الذي سلمته اسبانيا الى فرنسا. اما الأمر الذي تأكدت منه فعلاً هذه الاجهزة فهو زيارة الطيار محمد عطا الى اسبانيا وقيامه بجولة قطع خلالها نحو الفي كيلومتر بسيارة مستأجرة ومحاولته زيارة احد الموقوفين الذي تجهل اجهزة الأمن الاسبانية هويته الحقيقية حتى الآن، في سجن قريب من برشلونة. وغادر عطا البلاد من مطار مدريد قبل حوالى شهر ونصف من اعتداءات الولاياتالمتحدة بعدما بعث برسالة من طريق البريد الالكتروني مجهولة الوجهة والمضمون من جهاز داخل المطار.