توسعت الحملة ضد المشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" في عدد من الدول الاوروبية، وشنت الشرطة في عواصم أوروبية عدة عمليات دهم أسفرت عن اعتقال عدد من العرب بتهمة الانتماء الى هذا التنظيم. أعلنت وزارة الداخلية الاسبانية أن الشرطة اعتقلت أمس في مدريد مسؤولاً ثانيًا عن المالية في الفرع الاسباني لتنظيم "القاعدة". وأوضحت أن غصوب الأبرش الغليون على أنه شريك ومساعد للسوري الأصل محمد غالب كلاج زوايدة الملقب ب"أبو طلحة" الذي اعتقل أول من أمس بتهمة انتمائه الى الجهاز المالي لمنظمة "القاعدة". وفيما لم تشر الشرطة الى جنسية الغليون، توافرت ل"الحياة" معلومات تفيد أنه سوري الأصل وأنه كان في عداد المتهمين بالانتماء الى "الاخوان المسلمين" وكان ممنوعاً من دخول سورية. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ماريانو راخوري أن الغليون، الذي يعيش في أسبانيا مع اثنين من أشقائه ويعتبر من رجال الاعمال الناجحين، كان شريكاً لأبي طلحة في أعمال مقاولات البناء وبيع العقارات التي كانت تمول من الشبكة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وأضاف: "إن الشرطة الاسبانية تملك أدلة وقرائن تثبت أن الزوايدة، الذي اعتقل وأطلق سراحه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بأمر من القاضي نفسه الذي طلب توقيفه أمس، بالتاثار غارثون، أقدم على تحويل ما يزيد على 700 ألف يورو الى حساب ناشطين إسلاميين في مدريد. كما أنه كان يحوّل مبالغ أخرى الى الولاياتالمتحدة ودول خليجية وبلجيكا والصين وتركيا والاردن وفلسطين وسورية ودول أخرى". وتؤكد مصادر الشرطة الاسبانية أن غالب الزوايدة أرسل كميات من الأموال الى ألمانيا تسلمتها منظمات لها علاقة بالطيار الانتحاري محمد عطا. وتشير التقارير الى ارتباط المعتقلين بالاسباني السوري الأصل أيضاً عماد الدين بركات الملقب ب"أبو الياس" المعتقل في ألمانيا، كما أنها تعتبر أن انتماءهم جميعاً الى "المجموعة السلفية للتبشير والقتال" أصبح مؤكداً. وبعد اعتقاله يكون عدد المعتقلين بسبب انتمائهم الى منظمة "القاعدة" وصل إلى 21 شخصاً من جزائريين وسوريين وغيرهم لم يثبت على أي منهم حتى تاريخه أي تهمة من الممكن أن تحوّلهم الى المحاكمة. هولندا وأعلنت النيابة العامة الهولندية أ ف ب في بيان أن الشرطة أوقفت أمس عددًا من الاشخاص يعتقد بأنهم ينتمون الى"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الاسلامية الجزائرية المسلحة. وأوضح البيان "أن عشرة أشخاص أوقفوا في إطار تحقيق حول منظمةإسلامية متطرفة واعتقل أربعة منهم يشتبه بانتمائهم الى الجماعة". وأضافت النيابة أن هذه الجمعية "معروفة بقيامها بهجمات إرهابية في الجزائر وخارجها". والمشتبه بهم الاربعة الذين اعتقلوا هم من الجنسية الجزائرية وأوقفوا في مدن إيندهوفن جنوب وبرغن أوب زوم جنوب غرب وغروننغن شمال. وأكدت النيابة العامة الهولندية أن "المشتبه بهم كانوا يقدمون مساعدات لوجستية للجهاد الدولي، الحركة المسلحة ضد اعداء الاسلام". واستنادًا الى السلطات القضائية، من المرجح أن يكون المشتبه بهم يزودون أعضاء الحركة الاخرين بالمال ووثائق ثبوتية مزورة. وقال الناطق باسم النيابة فيم دي بروين "عثرنا على عدد كبير من جوازات السفر المزورة أثناء المداهمات". وأطلق سراح خمسة أشخاص آخرين أمس فيما سلم شخص آخر الى الشرطة المكلفة شؤون الاجانب لوضعه غير الشرعي في البلاد. وأضاف بروين "اعتبر القضاء أن هؤلاء الاشخاص الستة لا علاقة لهم مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وقال إن العملية التي تمت أمس لا تمت بصلة الى توقيف أعضاء يشتبه بانتمائهم الى منظمة "ارهابية" في هولندا بعد بضعة أيام من اعتداءات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. لندن وفي لندن، أفيد أن شرطة اسكتلنديارد اعتقلت مساء أول من أمس إسلامياً جزائرياً في منطقة ويمبلي، شمال غربي العاصمة البريطانية. كما تردد أنها اعتقلت أيضاً جزائرياً ثانياً، لكن لم تتوضح ملابسات الاعتقال ولا أسبابه. لطفي رايسي من جهة أخرى أُسقطت أمس إجراءات ترحيل الطيار الجزائري لطفي رايسي - الذي اتهمته الولاياتالمتحدة في السابق بأنه مُدرّب الانتحاريين الذين نفّذوا اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي - بعدما وجد القاضي ان ليس هناك أدلة كافية ضده. وبعد جلسة استماع دامت طوال النهار في محكمة بو ستريت في لندن، وجد القاضي كيم وركمان ان ليس هناك أدلة كافية لتبرير ترحيل رايسي الى الولاياتالمتحدة بتهمة انه كذب على سلطات الطيران الفيديرالية خلال تقديمه طلب تمديد رخصة الطيران في نيسان ابريل 2001. وكان القاضي أمر بالافراج بكفالة عن رايسي في شباط فبراير الماضي بعدما قضى خمسة أشهر في السجن إثر اعتقاله في لندن بناء على طلب واشنطن. وادّعى المدعون في البدء انه واحد من أهم الارهابيين المشتبه فيهم. لكنهم تراجعوا عن التهمة لاحقاً بعدما عجزوا عن ربطه بالارهاب.