تمسك الرئيس جورج بوش بفحوى خطاب "حال الاتحاد" الذي ألقاه الثلثاء، وشدد أمس لدى استقباله العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على ان "جميع الخيارات يبقى مطروحا" لضمان أمن الولاياتالمتحدة وحلفائها في مواجهة دول "محور الشر"، في اشارة الى العراق وايران وكوريا الشمالية. وفيما جدد انتقاد الرئيس ياسر عرفات، معتبرا ان عليه القيام "بعمل أفضل" لوقف الارهاب والعنف، كشفت مصادر اميركية ل"الحياة" ان الملك عبدالله اثار مع بوش موضوع حضور عرفات القمة العربية في بيروت، مضيفة ان الرئيس الاميركي استمع الى الشرح الاردني ووعد باثارة الموضوع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال لقائهما في واشنطن الاسبوع المقبل. من جانبه، قال شارون انه سيطلب من بوش مقاطعة عرفات، مشددا على انه ملتزم عدم المس به جسديا، رغم انه ابدى "ندما" على عدم تصفيته عام 1982. وكشف التلفزيون الاسرائيلي امس ان شارون التقى ثلاثة مسؤولين فلسطينيين على مستوى رفيع وطرح عليهم خطة لوقف النار سيطرحها على بوش، موضحا لهم انه على استعداد لمفاوضات سياسية جدية شرط وقف فوري للنار. راجع ص 3 وقابلت واشنطن تصريحات شارون عن "تصفية" عرفات ب"الأسف"، وفي حين وصفها الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر بأنها "غير مفيدة" و"لا تسهم في خفض حدة التوتر"، وان "واشنطن تنتظر من الطرفين، بما فيهما الحكومة الاسرائيلية، ان يسيرا في اتجاه ايجابي وان يتجنبا الملاحظات التي تؤجج التوتر"، تجاهلها الرئيس الاميركي، معتبرا ان "أفضل وسيلة للمضي قدما نحو السلام هو عدم نسيان ما يخرج عملية السلام عن مسارها: وما أخرجها عن مسارها هو الارهاب". واضاف: "هناك عملية سلام لكنها لا يمكن ان تنطلق الا بالتركيز الكامل على جهود مكافحة الارهاب، وعلى عرفات ان يقوم بعمل أفضل ونحن نعتقد انه قادر على ذلك". من جانبه، دعم العاهل الاردني موقف الرئيس الاميركي من دون تحفظ، موضحا "ان الرئيس كان واضحا جدا منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في شرح ان العالم تغير ... وان من مصلحة هذه البلدان ان تختار بسرعة". وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر نفى اول من امس تصريحات مسؤول اميركي اكد ان عمان تريد وضع عرفات "في زاوية" لحمله على اتخاذ تدابير فاعلة ضد الارهاب. وقال المعشر لوكالة "فرانس برس": "هذا غير صحيح، لم نقل ذلك ... لم نتحدث عن وضع عرفات في زاوية انما تحدثنا عن طريقة اخراجه من هذه الزاوية الموجود فيها مع الاسرائيليين". وكان المسؤول الاميركي صرح بان العاهل الاردني اكد لوزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال لقائهما صباح اول من امس انه يجب دفع عرفات "الى زاوية" حيث لن يكون امامه خيار سوى اتخاذ اجراءات ضد العنف، مؤكدا انه يستعيد تصريحات العاهل الاردني حرفيا. في غضون ذلك، نقلت الاذاعة العبرية امس عن مصادر فلسطينية قولها ان شارون التقى الاربعاء الماضي امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ومستشار الرئيس الفلسطيني خالد سلام، علما ان هذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها شارون شخصيات فلسطينية على هذا المستوى. وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان شارون طرح على المسؤولين الثلاثة خطة لوقف النار قال انه سيطرحها على بوش، كما ابدى استعدادا لمفاوضات سياسية جدية شرط وقف فوري للنار، مشيرا الى انه لا يهدف الى تقويض السلطة. واضاف التلفزيون ان شارون تلقى رسائل من قريبين من بوش ان عليه ان يستغل نافذة الفرص المتاحة للتوصل الى تفاهم مع بوش من خلال تقديم خطة سياسية يكون بمقدور اميركا دفعها الى امام وشرط ان تكون مقبولة للعرب والاوروبيين. وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت مقابلة مطولة مع شارون لمناسبة مرور عام على حكمه، قال فيها: "ليس لدينا اي نية اليوم لتصفية عرفات جسديا او لتفكيك السلطة الفلسطينية، اذ ان ذلك سيسيء الى اسرائيل"، في الوقت الذي اعرب فيه عن ندمه على عدم "تصفية" عرفات عام 1982 خلال اجتياح بيروت. وتأتي تصريحات شارون وسط تراجع التأييد لسياسته للمرة الأولى منذ انتخابه، اذ أيد 31 في المئة فقط من الإسرائيليين الذي شملهم الاستطلاع، رؤية شارون رئيساً للحكومة المقبلة، مقابل 32 ايدوا منافسه الأبرز بنيامين نتانياهو. وقال 69 في المئة إن شارون لن ينجح في "وقف الإرهاب" خلال السنة الجارية.