أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون عن ندمه لعدم قتل الرئيس ياسر عرفات خلال اجتياح بيروت عام 1982، ورفض وثيقة "بيريز - أبو العلاء" التي دعت باريس الى "أخذها على محمل الجد"، محذرة واشنطن من ان "المجازفة" بالدعم المتزايد لاسرائيل قد يفقدها دورها ك"وسيط نزيه". وتشهد واشنطن اكثر من لقاء تشاوري ابرزه المحادثات التي اجراها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مع الرئيس جورج بوش، إضافة الى اللقاء الرباعي الذي ضم مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز ومبعوثي السلام الاوروبي ميغيل انخيل موراتنيوس والروسي اندريه فودوفين ومبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن، في مسعى اوروبي لاحتواء حملة الانتقادات الأميركية للسلطة الفلسطينية. في غضون ذلك، واصل شارون تصعيده ضد الرئيس الفلسطيني، واعرب في مقابلة مع صحيفة "معاريف" عن أسفه لقرار الحكومة الاسرائيلية عدم تصفية عرفات عام 1982، مما دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الى القول ان شارون "سيقتله الان وهذا يدل على عقلية رجل مافيا ورجل عصابات وليس رئيس وزراء". وعلى رغم اعلان شارون في المقابلة ان "دولة فلسطينية مستقلة ومنزوعة السلاح ستقوم في نهاية المطاف"، الا انه اعتبر وثيقة "بيريز - ابو العلاء" التي صاغها وزير خارجيته شمعون بيريز مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء "غير مقبولة"، مشيرا الى انه سيقنع بيريز بصوغ وثيقة سياسية مشتركة ك"جزء من اتفاق وقف النار مع السلطة الفلسطينية". وزاد انه مستعد لرؤية عرفات شريكا في المفاوضات اذا نفذ المطلوب منه، الا ان المراقبين رأوا هذا الشرط تعجيزيا لانه يعني عمليا اذعان عرفات لاملاءاته، ولان شارون نفسه صرح لصحيفة "يديعوت احرونوت" بأنه سيطلب من الرئيس الاميركي خلال لقائهما مقاطعة عرفات، مشيرا الى "وجود زعماء فلسطينيين غير عرفات، وسأجتمع معهم". ومن غير المستبعد ان يودي موقف شارون من وثيقة "بيريز - ابو العلاء" الى اسقاط حكومته، خصوصا في ضوء ما نقلته "معاريف" عن مقربين من بيريز نيته الاستقالة من الحكومة اذا استمر التدهور وفشلت لقاءاته السياسية مع قريع ومسؤولي الادارة الاميركية. واضافت ان بيريز وقريع توصلا الى اتفاقات جديدة لوقف النار وتسوية مرحلية قد تحظى بدعم اميركي. والفكرة الرئيسية في مشروع "بيريز-ابو العلاء" كما قدمها قريع هي بدء المفاوضات باعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967، معتبرا ان مثل هذه المقاربة من شأنها ان تسهل المفاوضات على اساس انسحاب اسرائيل لانها ستعطي الفلسطينيين "فكرة واضحة عن العملية"، كما انها "ستطمئن" الاسرائيليين الى ان الفلسطينيين يعترفون بدولتهم. ويعزز موقف بيريز ازاء استئناف عملية السلام، وقوف اوروبا مع التسوية السياسية ورفضها القضاء على السلطة وتمسكها بعرفات محاورا وممثلا للشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في مداخلة امام المعهد الفرنسي للعلاقات الخارجية ريفري الى ضرورة أخذ خطة "بيريز - ابو العلاء" على محمل الجد، معتبرا ان الافكار التي تقدمت بها فرنسا اخيرا، وتنص على اجراء انتخابات في المناطق الفلسطينية واعلان الدولة الفلسطينية كنقطة انطلاق لاستئناف المفاوضات، تهدف الى دعم خطة "بيريز - ابو العلاء" ودفعها الى امام. كذلك عبر فيدرين في مقابلة مع اذاعة "فرانس انفو" عن قلق اوروبا من الموقف الاميركي، معتبرا ان واشنطن "تجازف" بدعمها المتزايد لاسرائيل وقد تفقد دورها ك"وسيط نزيه". وكانت هذه "الافكار" الفرنسية مدار بحث خلال اجتماع رباعي في واشنطن امس بين موراتينوس ولارسن وفدوفين وبيرنز. وتعمل الديبلوماسية الأوروبية لصوغ أفكار يجري التشاور حولها مع الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وبعض البلدان العربية. فاضافة الى الافكار الفرنسية، تجري اسبانيا بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي مشاورات مع الأطراف الدولية والعربية لعقد مؤتمر دولي "مدريد 2" في غضون الأشهر المقبلة. من جهة اخرى، ذكرت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ان بن اليعيزر يجري منذ اكثر من شهر قناة اتصال سرية مع مسؤولين في السلطة.