نقل مقربون من رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه ابلغ وزير خارجيته شمعون بيريز خلال اجتماعهما امس تمسكه بموقفه المعارض اجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين "في ظل تواصل العنف والارهاب". وزادوا ان شارون لن يقبل باعتبار الفترة الراهنة "فترة تهدئة" كما نص عليها تقرير "ميتشل" وانه على رغم اعترافه بانخفاض العمليات الفلسطينية ضد اهداف اسرائيلية لكنه يصر على ان يكون وقف النار تاماً. ونقلت اذاعة الجيش عن شارون قوله ان الاختبار سيكون اختبار النيّة وليس "اختبار النتيجة" وانه طالما تواصلت الانذارات الاستخبارية بامكان وقوع عمليات انتحارية او التخطيط لها فان عدّ فترة التهدئة لن يبدأ. وتكتم شارون وبيريز على نتائج لقائهما ولم يتطرقا الى موقف شارون من الوثيقة التي وضعها بيريز ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء. واكتفى مكتب شارون باصدار بيان جاء فيه ان الرجلين تباحثا في شؤون اقتصادية وموازنة الدولة للعام المقبل وفي سبل تحقيق وقف مطلق للنار. وكان بيريز اشاد بجهود الرئيس ياسر عرفات في محاربة الارهاب ومساعيه لخفض وتيرة العنف، لكنه اعتبرها غير كافية، مضيفاً ان بإمكان عرفات وقف العنف كلياً. ولفت بيريز الى قبول عرفات بعدد من المطالب الاسرائيلية، ومنها التوجه الى ابناء شعبه باللغة العربية ودعوتهم الى نبذ العنف والى حقيقة توقف اطلاق قذائق هاون باتجاه المستوطنات وانخفاض التحريض ضد اسرائيل "وعليه لا يمكن القول ان عرفات لا يعمل شيئاً". ورداً على سؤال للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن طبيعة المفاوضات مع المسؤولين الفلسطينيين واشتراط شارون حصرها في وقف النار، قال بيريز انها "مفاوضات غنية" وتشمل جوانب سياسية، مضيفاً انها ستستأنف قريباً. وزاد بيريز ان عرفات مخطئ في اعتقاده بأنه يمكن استئناف المفاوضات من حيث توقفت في مؤتمر كمب ديفيد الثاني. وتابع ان الفلسطينيين لا يملكون خيار العودة الى طريق الارهاب لانهم متعلقون الى درجة كبيرة بالمجتمع الدولي وبدعمه المالي والسياسي وان هذا المجتمع وبضمنه الاتحاد الاوروبي، اوضح موقفه بعد احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي "بأن لا تنازل او مساومة في محاربة الارهاب". وتابع ان اي اتفاق سيتم بين اسرائيل والفلسطينيين سيحظى بموافقة دولية ما يعني ان المجتمع الدولي لن يتردد في فرض عقوبات على من يخرق الاتفاق. وكان عرفات قال في حديث بثه "تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال" ال. بي. سي اول من امس ان "وقف اطلاق النار ليس رضوخاً للشروط الاسرائيلية". واضاف: "ان ما أثير منذ ايام عن اتفاق لقيام دولة فلسطينية وثيقة بيريز - ابو العلاء طرحه بيريز ونسفه شارون لا يمثلنا". وتابع: "ان شارون خرق الكثير من اتفاقات وقف النار منذ عام 1981 عندما كنت في لبنان". الى ذلك، استبعد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسورية قريباً حيال الخلاف في وجهات النظر بين الجانبين لجهة النقطة التي ستنطلق منها هذه المفاوضات، مضيفاً ان على اسرائيل ان تنهي أولاً المفاوضات مع الفلسطينيين ثم التفرغ للمسار السوري، وتابع مستدركاً ان أقواله هذه لا تعني عدم رغبة اسرائيل في ابقاء باب الحوار مفتوح. وكان بيريز يتحدث للاذاعة العبرية امس رداً على خبر نشرته صحيفة "معاريف" جاء فيه ان لقاء بين بيريز ووزير الدفاع السوري مصطفى طلاس كان مفروضاً ان يتم في العاصمة الفرنسية قبل ثلاثة اسابيع ألغي بعد ان تراجع السوريون في اللحظة الأخيرة. وزادت الصحيفة ان كريمة الوزير طلاس ناهد التي تقيم في باريس كانت وراء ترتيب اللقاء وانه تم وضع جدول أعمال اللقاء وسط تقديرات بأن تتجاوب سورية مع المطلب الاسرائيلي الحد من نشاط "حزب الله" مقابل استعداد اسرائيلي لبادرة حسن نية قد تتمثل في اطلاق أسرى لبنانيين من السجون الاسرائيلية ومن ضمنهم الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني. ورفض بيريز تأكيد النبأ أو نفيه، لكنه اعلن دعمه موقف رئيس حكومته ارييل شارون الرافض قبول الشرط السوري باستئناف المفاوضات من حيث توقفت قبل عامين ابان حكومة ايهود باراك، وقال ان اسرائيل مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة وعلى اساس قراري 242 و338. واعتبر بيريز الضغوط الاميركية على سورية لوقف دعمها وإيوائها "منظمات ارهابية" بداية فقط. واضاف ان سورية ستشعر لاحقاً بضغوط أكبر وستعي ان العالم قد تغير حقاً ولن يقبل اكثر بالمعادلة السورية التي تميز بين ارهاب جيد وارهاب سيء.