الانتقادات التي وجهت امس، من داخل الحكومة الاسرائيلية وخارجها، الى جريمة هدم منازل الفلسطينيين في رفح وتشريد اكثر من سبعين عائلة لم تسرق الأضواء من الحملة التي أطلقتها الدولة العبرية ضد "الخطر الايراني". راجع ص 3و4 واتهم وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ايران بأنها "بؤرة الكذب والخداع" مشدداً على أهمية كشف ذلك أمام الرأي العام العالمي. وقال، في حديث الى الاذاعة العبرية ان ايران "تموّل عمليات ارهابية ضد اسرائيل وان زعماءها يسعون الى تطوير قنبلة نووية بهدف تدمير اسرائيل... وحيال هذا الواقع لا يمكن اسرائيل التهاون أبداً". وكان رئيس الوزراء ارييل شارون ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من امس ان التعاون الايراني - الفلسطيني "تطور جديد وخطير" مشيراً الى "ضلوع طهران المباشر في قضية سفينة الأسلحة". وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر أوعز الى كل الاجهزة الأمنية تكثيف جهودها الاستخبارية لمتابعة التطورات في العلاقات بين ايران والسلطة الفلسطينية. ويتوقع ان يبحث المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية هذا الاسبوع "التطورات الاستراتيجية في المنطقة" التي أحدثها "التدخل الايراني في لبنان ومع السلطة الفلسطينية والعرب في اسرائيل" كما قال شارون. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان البعثة العسكرية الاسرائيلية برئاسة رئيس قسم الابحاث في هيئة الاستخبارات نجحت في اقناع الادارة الاميركية بأن الرئيس الفلسطيني اتخذ قراراً مبدئياً قبل شهر أيلول سبتمبر الماضي بتعزيز علاقاته مع ايران، وأن مرشد "الثورة" علي خامنئي قرر "استغلال الفرصة وتوسيع رقعة التدخل الايراني في الساحة الفلسطينية". ونفى وزير الدفاع الايراني علي شمخاني أمس الاتهامات الاسرائيلية. واعتبر قصة السفينة "كارين ايه" بمثابة "سيناريو وضعه نظام اسرائيل العنصري للإساءة الى صورة ايران". كما نفى "أي علاقة عسكرية مع السلطة الفلسطينية". ونفى الرئيس ياسر عرفات مجدداً، في حديث الى تلفزيون "الجزيرة"، تلقي السلطة الفلسطينية أسلحة من ايران. ووصف الحديث عن تورط ايران في قضية سفينة الأسلحة بأنه "ادعاءات لا أساس لها". وقال ان الفلسطينيين يستطيعون الحصول على السلاح من مهربين اسرائيليين لأن "الاسرائيليين يبيعون كل شيء". لكنه اكد ان الفلسطينيين لديهم السلاح "فنحن رجعنا الى الأراضي الفلسطينية بجزء من سلاحنا". على صعيد آخر اندلع أمس في اسرائيل جدل حول هدم عشرات المنازل في رفح. وانتقد وزراء حزب "العمل" عمليات الهدم لافتين الى الأضرار التي الحقتها بسمعة اسرائيل في العالم. لكن زعيم الحزب وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر تبنى رواية الجيش وقال: "في حال اتضح ان منازل مأهولة هدمت فسنرسل بيوتاً متنقلة لإيواء أصحابها". وانتقد معلقون في صحف اسرائيلية ما سموه "غريزة الانتقام" وحذروا من نتائجها. وكتب زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" ان ما جرى في مخيم رفح هو "عمل مخجل ومعيب للجيش الاسرائيلي وعموم الاسرائيليين". وقال ان ما جرى "عملية عسكرية تخلو من أي منطق انساني أو سياسي".