سارعت الوزيرة في الحكومة الاسرائيلية المسؤولة عن الاعلام تسيبي ليفنه الى نفي صفة الانهزامية عن انسحاب قوات الاحتلال من بيت جالا فجر امس وزعمت ان قرار المطبخ السياسي الامني الانسحاب اتخذ "بعد ان حققت عملية الاقتحام اهدافها كافة". وأيّدها في هذا الرأي الوزير الجديد في الحكومة زعيم حزب المركز دان مريدور الذي رأى ان الرئيس الفلسطيني وافق على وقف اطلاق النار على مستوطنة "غيلو" بفعل الضغط العسكري والسياسي الذي شغلته اسرائيل على السلطة الوطنية الفلسطينية. واضاف مهدداً ان الجيش الاسرائيلي لن يتردد في اعادة اقتحام مدينة بيت جالا مجدداً اذا ما أُطلقت النار على مستوطنة "غيلو" وقال: "هذه المرة سيكون الاقتحام بجرأة وقوة اكبر". واضاف ان التفاهم حول الانسحاب ووقف النار يمكن ان يشكل مثالاً يحتذى في المواقع الاخرى المشتعلة، "واذا ما هدأت النيران سيكون ممكناً الدخول في مفاوضات سياسية على امل ان نجد شريكاً جدياً لها". وانهى ميردور في حديث للاذاعة العبرية بالتشديد على ان "اسرائيل ستعمل على وقف الارهاب الفلسطيني من دون ان يحصل الفلسطينيون على اي مكسب سياسي". وتطابقت تقديرات المحللين الاسرائيليين للتطورات التي قادت نحو الاتفاق على الانسحاب ووقف النار ورأت انه تحقق بفعل تدخل اميركي واوروبي مكثّف ومباشر. وكان المطبخ السياسي الامني الاسرائيلي المصغّر، الذي يضم رئيس الحكومة ارييل شارون وستة وزراء آخرين، قرر منتصف ليل الاربعاء الخميس القبول بالاتفاق الذي تم بين وزير الخارجية شمعون بيريز والرئيس الفلسطيني "شريطة ان لا تطلق النار على مستوطنة غيلو" بهدف اختبار التزام الرئيس الفلسطيني. وبعد مرور اربع ساعات من فجر امس اعطيت الاوامر للقوات العسكرية بالانسحاب وتم ذلك خلال 15 دقيقة حسب المصادر الاسرائيلية التي اضافت ان القوات لم تنسحب انما تراجعت لترابط على مشارف بيت جالا. وحسب الاذاعة العبرية فان قرار "المطبخ" قبول الاتفاق لم يخضع للتصويت انما جاء بناء لبيان قدّمه شارون، اجمل فيه النقاش. وزادت ان شارون وبيريز فقط ايدا القرار فيما عارضه بشكل بارز وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر وقادة اجهزة الامن المختلفة الذين طالبوا بالبقاء في بيت جالا 24 ساعة اخرى. من جهتها نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن اوساط امنية قولها انها لا تثق بالتزامات الرئيس الفلسطيني وان مسألة اعادة اجتياح بيت جالا، مسألة وقت. واضافت ان شارون طلب من وزير الخارجية كولن باول حين ابلغه قرار الانسحاب تحذير الرئيس الفلسطيني من مغبة استئناف اطلاق النار من بيت جالا باتجاه مستوطنة "غيلو". الى ذلك كتب المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية، الوف بن امسي، يقول ان الادارة الاميركية تصر على عدم التدخل المباشر في النزاع الدائر بين الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية وانها ما زالت تستند في سياستها الى ثلاث ركائز الاولى انها ترى في تقرير لجنة ميتشل وتوصيات تينيت الهيكلية الوحيدة والمتفق عليها لحل النزاع، والثانية تقضي بأن يقوم الفلسطينيون اولاً بخطوات "لوقف العنف والارهاب" ثم يأتي دور شارون في ذلك. والركيزة الثالثة لهذه السياسة ان الولاياتالمتحدة لا تنظر بعين الرضى الى بعض الردود العسكرية الاسرائيلية على "العنف" الفلسطيني، ولا سيما الاغتيالات واقتحام المناطق الخاضعة لسيادة السلطة الفلسطينية. وارتباطاً بالاوضاع الامنية المتردية في اسرائيل افاد استطلاع جديد للرأي بثت نتائجه الاذاعة العبرية امس ان الحالة المزاجية السيئة والخوف والقلق تلف ثلثي الاسرائيليين فيما وصف 85 في المئة منهم الوضع الاقتصادي بالسيء. وقال 78 في المئة انهم لا يؤمنون بإمكان التوصل الى سلام مع العرب في السنوات المقبلة. وحسب الاستطلاع فإن 66 في المئة قلقون على مستقبل اسرائيل.