نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس قلق زعماء الدولة العبرية من انعكاسات الحرب الأميركية في افغانستان على الصراع العربي - الاسرائيلي أمنياً وسياسياً. وانتقد أبرز المعلقين في الصحف العبرية شارون "الذي لم يستوعب بعد أن قواعد اللعبة تغيرت بعد 11 أيلول سبتمبر الماضي" وان الولاياتالمتحدة أدركت أخيراً أن اهمالها النزاع في الشرق الأوسط لا ينسجم مع معالجة الارهاب الدولي، كما كتب جدعون سامت في "هآرتس". ونصح يوئيل ماركوس هآرتس شارون بمواصلة التزام الصمت والكف عن التباهي بأن اسرائيل قدمت للولايات المتحدة معلومات استخبارية لا تقدر بثمن. وزاد ان اسرائيل "تبذل جهداً كبيراً لتظهر انها جزء من المعركة التي لم تدع اليها. هذا يمس بالجهد الأميركي ويمس بنا ايضاً. فأي مصلحة لاسرائيل ان تصبح هدفاً للارهاب"، مضيفاً ان شارون "يبدو متحمساً لحرب على نطاق أوسع لكننا نحسن صنعاً ان توقفنا عن التبجح وترويع الناس بالحرب فأميركا تصنع لنا معروفاً باجلاسنا جانباً في هذه الحرب". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن وزير الخارجية شمعون بيريز قلقه على مستقبل اسرائيل وخشيته من تنامي الارهاب وقوله ان اسرائيل تقف اليوم امام منعطف حاسم: اما ان تقام الى جانبها دولة فلسطينية علمانية أو "دولة بنلادنية طالبانية". ودعا بيريز في مقال كتبه لمجلة "داجنز نيهتر" السويدية القوى الكبرى الى الانضمام الى حلف الأطلسي. وأضاف: "من الطبيعي ان يتغير الحلف ليضم روسيا والهند والصين واليابان"، مشيراً الى ان هيكل الدفاع العالمي بحاجة الى اعادة تشكيل لمحاربة الارهاب الذي اعتبر انه "يمكن أن يعرض للخطر أمن العالم وحريته". وتحدثت صحيفة "هآرتس" عن قلق يساور وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ايضا وتخوفه من ان تؤدي الحرب الأميركية على افغانستان الى زعزعة اركان دول عربية واسلامية و"لن تفلت اسرائيل من تبعات هذه الزعزعة". وأضافت ان بن اليعيزر وزملاءه في قيادة الدولة العبرية لا يعرفون الى أين تقود المعركة الحالية "لكنه يبدو متشائماً من نتائجها المحتملة". وتابعت ان بن اليعيزر يرى في "العنصر الاسلامي - الديني العمود الفقري في الهوية القومية لكل عربي مسلم"، ومن هنا قلقه من أن يصبح اسامة بن لادن، وبعد نجاحه في تفجيرات نيويورك وواشنطن "نموذجاً يحتذى ويستساغ في نظر زعماء عرب أو مسلمين آخرين". وقالت ان وزير الدفاع وقادة اجهزة الأمن لم يخفوا قلقهم من "فقدان الزعامة العلمانية للسلطة الفلسطينية ودول عربية سيطرتها على الشارع ما قد يشكل خطراً على الأنظمة العربية المحيطة باسرائيل". شعبياً، اعرب 69 في المئة من الاسرائيليين عن قلقهم من الأوضاع في اسرائيل. وقال 24 في المئة انهم قلقون اساساً من احتمال اندلاع حرب عالمية فيما أبدى 15 في المئة قلقاً من "عمليات ارهابية فلسطينية" وتخوف 12 في المئة من ارهاب كيماوي - بيولوجي و8 في المئة من صواريخ عراقية. وقال 55 في المئة ان حالتهم المزاجية سيئة أو غير مريحة. وجاء في الاستفتاء الذي نشرته "يديعوت احرونوت" انه رغم هذا القلق لم يغير غالبية الاسرائيليين أنماط حياتهم.