نيويورك، الناصرة - "الحياة"، أ ف ب - وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون صباح امس الى نيويورك في زيارة للولايات المتحدة تستمر خمسة ايام يلتقي خلالها الرئيس جورج بوش. وقال الناطق باسمه ارنون برلمان ان شارون ابقى على زيارته رغم الهجوم الانتحاري في بلدة الخضيرة شمال اسرائيل مساء اول من امس، لانه من المهم جداً "التعبير عن تضامننا في وجه الارهاب". وكان مقرراً ان يزور شارون صباحاً موقع برجي مركز التجارة العالمية برفقة جولياني وخلفه مايكل بلومبرغ. ويتوجه غداً الى واشنطن حيث يستقبله صباحا بوش في البيت الابيض، ويلتقي بعد غد وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الرئيس لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. كذلك يلتقي الثلثاء مسؤولين في البنتاغون، اضافة الى ممثلين للمجموعة اليهودية، ويزور الكونغرس على ان يغادر مساء. وتوقعت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب ان تكلل زيارة شارون بالنجاح، مما يعني حسب القاموس الاسرائيلي الابقاء على الوضع الراهن في المنطقة وعدم ممارسة ضغوط علىه لتليين مواقفه المتشددة. وكتب المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" العبرية حيمي شليف أمس ان جل هم شارون من زيارته هو تبادل الآراء مع الادارة الأميركية ومصافحة الرئيس الأميركي والتأكيد أمام الرأي العام الأميركي ان اسرائيل في عداد "مجموعة الأخيار" التي تؤيد الحرب الأميركية ضد الارهاب. وزاد ان شارون يصل الولاياتالمتحدة في التوقيت المريح جداً له "إذ خف شأن المركب العربي في التحالف الدولي ضد الارهاب وبات الرأي العام الأميركي معادياً جداً للعرب". وأضاف ان شارون يسعى الى ان تتركز محادثاته في واشنطن على مسألة محاربة الارهاب لصرف النظر أولا عن النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني ولتنسيق المواقف بين الجانبين في حال قررت الولاياتالمتحدة توجيه ضربة عسكرية للعراق وامكان ان يرد العراق على قصف مدن اسرائيلية. وشاطرت غالبية المعلقين في الصحف الأخرى هذه التقديرات، لكن مراسلة صحيفة "يديعوت احرونوت" في واشنطن أورلي ازولاي كتبت ان الرئيس الأميركي لن يتردد في ابلاغ شارون انه ينتظر منه مرونة وتحديداً في مسألة رهن استئناف المفاوضات بسبعة أيام من الهدوء وبتنفيذ "الانسحاب الثالث" من الضفة الغربية وتجميد بناء المستوطنات. وتابعت ان مطالب بوش هذه ستكون مقدمة لتحقيق "رؤيته للسلام في الشرق الأوسط وتعتمد أساساً انسحاباً اسرائيلياً شاملاً من المناطق الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 مع وضع ترتيبات خاصة لحل المسائل المستعصية". الى ذلك، تطرق المعلقون الى زيارة "طاقم السلام" الأميركي الى المنطقة مشيرين الى ان الحكومة الاسرائيلية استبقت وصوله بخفض سقف التوقعات من مهمته. وكتبت ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت" ان الخلاف بين شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز في شأن عدم تعيين الأخير رئيساً لطاقم التفاوض الاسرائيلي واختيار الجنرال المتقاعد مئير داغان، مرده ان بيريز يشكك في جدية اعلان رئيس حكومته استعداده القبول بدولة فلسطينية أو حتى اجراء مفاوضات سياسية في شأن هذه المسألة. وتابع برنياع ان شارون مقتنع ان مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين لن تتم في عهده. وحسب عوزي بنزيمان في "هآرتس"، فإن شارون يرى في مهمة زيني عقبة يتحتم عليه ان يتجاوزها بسلام "وليس خشبة انقاذ يجب الامساك بها بكلتا اليدين". وزاد ان رئيس الحكومة أبلغ وزراءه الاسبوع الجاري ان ايفاد المبعوثين الأميركيين الى المنطقة فرضه وزير الخارجية الأميركي كولن باول على بوش الذي فضل عدم اقحام افق ادارته في الصراع "وعليه فإن الحكومة ليست مطالبة بتقديم أي تنازلات انما اجتياز زيارة المبعوثين بسلام".