هزّ اتفاق وقف النار أمس انفجار سيارة مفخخة في مستوطنة "تلبيوت" جنوبالقدس، ولم تقع خسائر في الارواح، وأعلنت "حركة الجهاد الاسلامي" مسؤوليتها عن التفجير الذي ألحق أضراراً في سيارات مجاورة. واعتبر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو ان التفجير "يؤكد عدم جدوى عقد الاتفاقات مع عرفات". واكد رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة محمد دحلان ل"الحياة" ان الاتصالات مع الاسرائيليين "وصلت الى طريق مسدود"، وان الجيش الاسرائيلي "يرغب في تصعيد الأوضاع، وماض في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين العزل". وتزامن تأكيده هذا مع دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز رئيس حكومته ارييل شارون الى اعادة اسرائيل الى الخط الاخضر وترسيم حدودها. وقال في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" امس: "ان العالم لن يقبل بمواصلة بقائنا في الأراضي الفلسطينية" و"ليكن واضحاً ان أحداً لن يعطي شرعية للمستوطنات". راجع ص 8 و 10. كما جاءت تصريحات دحلان بعد انتهاء لقاء امني امس في معبر "ايريز" العسكري الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل "من دون اي نتائج"، وفقا للمصادر الفلسطينية. وقال المسؤول الفلسطيني انه بحسب ما اتفق عليه في اجتماع الرئيس ياسر عرفات مع بيريز "كان من المفروض ان يبدأ الاسرائيليون من ظهر الجمعة الماضي برفع الحصار ووقف عملياتهم العسكرية ضد الفلسطينيين. غير ان ما حدث كان انه بعد مضي ساعات قليلة على عقد الاجتماع، قتل الجيش سبعة فلسطينيين واقتحم مناطق السلطة في رفح. ويوم الجمعة بدل ان يقدموا في الاجتماع الامني خططهم في ما يتعلق برفع الحصار وما التزم بيريز تنفيذه، قالوا لنا ان الحصار لن يرفع الا اذا نفذنا اعتقالات في صفوف الفلسطينيين، وهذا ما رفضناه ونرفضه رفضا قاطعا". واعتبر رد فعل الجيش على لقاء عرفات - بيريز "رسالة واضحة لبيريز نفسه بأن الجيش لا يقبل بما اتفق عليه". وفي رده على سؤال عن عقد لقاء جديد بين عرفات وبيريز كما كان مقرراً، قال دحلان ان "بيريز يسعى الى تهدئة الاوضاع واحياء العملية السلمية، الا ان ارييل شارون رئيس وزرائه والجيش من ورائه لا يريدون ذلك". وفي المقابلة مع "يديعوت احرونوت"، قال بيريز ان الشراكة الحكومية بينه وبين شارون تقترب من نقطة الحسم. ورأى ان استمرار الوضع الراهن الذي لا تتخذ فيه اسرائيل موقفاً حاسماً قد يقودها الى الضياع، وقال: "لا وقت لدينا وأوضاعنا تسوء من سنة الى اخرى" ناصحاً رئيس حكومته برسم حدود لاسرائيل مما يكفل حلاً جذرياً للنزاع. واعتبر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو أن "الفرصة التي اعطتها اسرائيل لعرفات تنتهي غدا اليوم وبعد ذلك لن يرتاح الارهابيون ولا دقيقة واحدة". الى ذلك، حذر الفلسطينيون من تفجر الاوضاع من جديد في مدينة القدس عشية اعلان منظمة يهودية متطرفة تطلق على نفسها اسم "أمناء جبل الهيكل" عزمها وضع "حجري اساس" للهيكل اليهودي المزعوم بعد غد الخميس. واشار بيان وزعته الحركة في القدس انه آن الاوان "لفرض السيادة اليهودية على جبل الهيكل اي الحرم القدسي".