أنقرة - "الحياة"، أ ب، أ ف ب - وصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى انقرة امس، لاجراء محادثات تتناول الحرب الاميركية على الارهاب وملفي قبرصوالعراق. وعلمت "الحياة" ان باول سيناقش مع الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء بولند أجاويد، احتمال توجيه ضربة عسكرية تستهدف الرئيس العراقي صدام حسين الذي أعلن رفضه "الرضوخ للتهديدات الاميركية". كما ستتناول المحادثات دور تركيا في مثل تلك الضربة والدعم اللوجستي الذي يمكن ان تقدمه، وفتح مطاراتها العسكرية للقوات الاميركية، وهو ما لم يستبعده مسؤول تركي. واستبقت بغداد وصول باول الى المنطقة بتجديد رفضها عودة مفتشي الأسلحة، بعدما اكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ان بغداد جاهزة للحرب، في الوقت ذاته نقلت وكالة "اسوشيتدبرس" امس عن الرئيس التركي قوله ان بلاده لا تريد "عملية اميركية خاصة بالعراق"، لكنه أضاف: "لا أعلم ما الذي سيقوله باول" خلال المحادثات راجع ص5. وصرح مسؤول أمني تركي رفيع المستوى امس ان انقرة ستدعم هجوماً اميركياً على العراق، اذا اعترفت الاممالمتحدة بضلوع بغداد بالارهاب، وإذا دعمها ائتلاف دولي واسع. وقال المسؤول الذي لم يرغب في كشف اسمه لوكالة "فرانس برس": "سندرس قرارات الاممالمتحدة المتعلقة بالارهاب واتساع الائتلاف الدولي". واشار الى ان تركيا لن تدعم عمليات عسكرية ضد العراق "استناداً الى رغبات فردية"، معتبراً ان رفض بغداد عودة المفتشين ليس كافياً لتبرير حملة عسكرية. وكررت تركيا منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في اميركا، معارضتها ضرب العراق، لكن وزير الدفاع صباح الدين تشكماك اوغلو أعلن الأسبوع الماضي ان "شروطاً جديدة" قد تؤدي الى "تقويمات جديدة" للأوضاع ولنظرة انقرة. وأوضح المسؤول امس ان تركيا قد تفتح قواعدها من أجل عملية ضد العراق، كما فعلت أثناء حرب الخليج، ورأى ان العمليات قد تبدأ بعد "بضعة اشهر" اذا كانت واشنطن تخطط لضرب العراق، وزاد: "حجم الانتشار العسكري الاميركي في المنطقة في اطار الحملة على افغانستان يجعلنا نعتقد ان هذه التحضيرات لا تهدف الى عملية واحدة". وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية ل"الحياة" ان انقرة ستشدد خلال المحادثات مع باول على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي العراق، والاعتماد على حكومة مركزية في بغداد، حتى في حال اطاحة صدام. وهدف الجانب التركي ضمان بقاء شمال العراق تحت سيطرة بغداد، وعدم السماح بكيان كردي هناك، كما سيشدد على حماية التركمان في ذلك البلد والحفاظ على "حقوقهم السياسية"، والحصول على دعم عربي للعملية العسكرية ضد العراق، خصوصاً دعم جيرانه. وفي سياق ازدياد احتمالات توسيع الحرب في افغانستان لتشمل العراق، وكذلك احتمالات تراجع بريطانيا عن استبعادها مثل هذه الضربة، افادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية امس ان لندن خففت معارضتها عملاً ضد العراق عندما أصر مكتب رئيس الوزراء توني بلير على ان القرارات المتعلقة بالمرحلة التالية من الحرب لم تتخذ بعد. وزادت ان مسؤولين بريطانيين بارزين لمحوا الى ان قدرة بغداد على انتاج اسلحة دمار شامل يمكن ان تكون قضية في تلك المرحلة. الى ذلك، نقلت وكالة الانباء القطرية عن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري ان بغداد ما زالت ترفض عودة المفتشين. ويأتي هذا الموقف بعدما وصفهم طارق عزيز أول من امس بأنهم "جواسيس"، على رغم تحذير الرئيس جورج بوش الرئيس العراقي من عواقب عدم التراجع عن رفض احياء الرقابة على برامج التسلح المحظورة. وكرر الوزير الذي كان يتحدث في الدوحة ان اسرائيل هي "المستفيدة من حملة التهديدات بتوجيه ضربة الى العراق بعد افغانستان".