اعلنت اسرائيل انها اتخذت الاحتياطات اللازمة لاحتمال توجيه ضربة اميركية الى العراق، وان الولاياتالمتحدة ستبلغها قبل تنفيذ الهجوم، كذلك استعدت تركيا بإصدار الاوامر الى الجيش الثاني وقوات الامن باتخاذ تدابير صارمة لمنع تدفق النازحين اذا وقع الهجوم الاميركي. واكدت استراليا ان هناك مشكلة معلّقة مع العراق يجب حلّها. لكن وزير الخارجية المصري احمد ماهر اكد في واشنطن ان الهجوم لن يحصل. وأتت مواقف هذه الدول تعليقاً على تصريحات الرئيس جورج بوش الاثنين وتهديده العراق بعمل عسكري اذا رفض عودة المفتشين الدوليين، لكن وزير خارجيته رفض الاربعاء الكلام على هذا التهديد، مكتفياً بالقول انه "واضح وبليغ ولا يستدعي اضافات". تنسيق اميركي - اسرائيلي واعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس عن قناعته بأن واشنطن ستبلغه في حال قررت تنفيذ هجوم على العراق. وقال خلال مؤتمر صحافي قبل مغادرته تل ابيب الى واشنطن: "أعرف بالتأكيد اننا لن نفاجأ" في حال حصول هجوم. واضاف: "ان التنسيق ضروري بما انه قد تترتب علينا نتائج العمل العسكري الاميركي" في اشارة الى سقوط صواريخ عراقية على اسرائيل خلال حرب الخليج في 1991. وزاد: "لا اعتزم على الاطلاق اسداء النصح الى الاميركيين اذا كان عليهم شن هجوم ام لا .. لكن من جانبنا اتخذنا جميع الاجراءات والتدابير الاحترازية الضرورية. سأحاول معرفة نوايا الاميركيين" ورحب بالطريقة التي ابلغته فيها واشنطن مسبقاً بحملتها في افغانستان. وقال ان "الولاياتالمتحدة تصرفت بشكل صحيح تماماً بابلاغنا مسبقاً بنواياها وهذا لم يحصل في الماضي". واوضح ان باول ابلغه بالعملية "قبل يومين ونصف اليوم من اطلاقها" وأن بوش ابلغه شخصياً "قبل ساعة من شنها". واكد شارون قناعته أن العراق دولة "خطيرة للغاية على اسرائيل" لانه "يملك قدرات ودراية بأسلحة الدمار الشامل". واعرب مساعد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشي ايالون عن تأييده ضربات اميركية على مخازن الاسلحة في العراق. في انقرة قال رئيس الوزراء بولند اجاويد انه مستاء من تعرض الصحف الاميركية في مقالاتها الى تركيا وتحميلها دوراً في الهجوم المحتمل على العراق. واكد ان موقف انقرة ثابت في هذا الموضوع وانها تعارض اي هجوم لما سيكون له من تبعات سلبية على الاستقرار في المنطقة. وانتقد ضمناً تصريحات وزير دفاعه التي اشار فيها الى احتمال تغيير هذا الموقف، قائلاً انه "من الخطأ اثارة البلبلة حول هذا الموضوع وتضارب الآراء. فموقفنا يجب ان يكون واضحاً وهو لم يتغيّر". الا ان اجاويد اعترف ان الاشارات التي تحملها الصحف الاميركية حول الدور التركي في الهجوم على العراق وتبديل النظام فيه "تثير الانتباه وتستدعي التيقظ". تحضير نفسي واعتبرت مصادر عسكرية التقارير الصحافية الاميركية تحضيراً نفسياً. واشارت الى اتخاذ احتياطات وتدابير امنية على الحدود مع العراق تحسباً لهجرة جماعية تجاه الاراضي التركية مثلما حدث عام 1991 عندما نزح آلاف الاكراد. واكد رئيس الاركان حسين كفرك اوغلو ان الجيش البري الثاني يدعم قوات الجندرمة على الحدود مع العراق. لكن اجاويد نفى اي علم لديه حول رسالة من بوش سيحملها اليه باول الذي سيزور انقرة الثلثاء المقبل. استراليا مع انهاء المشكلة في كانبيرا اعلن وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس ان الولاياتالمتحدة لم تناقش موضوع ضرب العراق معه، لكنه اضاف ان اي طلب اميركي للمساعدة في الهجوم على بغداد "سنأخذه في الاعتبار". وزاد انه لا يريد ان يحمل ما قاله بوش اكثر مما يحتمل "لكن هناك مشكلة معلقة مع بغداد ويجب حلها". في لندن اعلن زعيم المعارضة المحافظة ايان دانكن سميث الذي توجه الى واشنطن لاجراء محادثات مع مسؤولين في الادارة الاميركية ان على التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة الارهاب التأكد من رضوخ الرئيس العراقي صدام حسين لمطالب الاممالمتحدة بعودة المفتشين الدوليين. وفي واشنطن اعلن ماهر في كلمة القاها في معهد بروكنغز: "نأمل بألا يحدث هجوم ونفهم انه لن يحدث". وسئل ماهر ما موقف مصر اذا وقع الهجوم فقال: "سيكون له اثر سلبي على الجميع. ونعتقد انه سيكون من الخطأ لا سيما في هذا الوقت اللجوء الى القوة ضد العراق او اي دولة عربية اخرى". ورداً على سؤال عما يجعله واثقاً من ان الولاياتالمتحدة لن تهاجم قال: "قد يكون حدساً، لديّ حدس بأن هذا لن يحدث". واعلن باول بعد اجتماعه مع ماهر انه "لا يوجد صعوبة في التوفيق بين الموقفين" المصري والاميركي "وهما متطابقان". واضاف ان مصر والولاياتالمتحدة "تدعمان قرارات مجلس الامن التي تلزم العراق تسيلم اسلحة الدمار الشامل والسماح للمفتشين بالعودة". وزاد ان البلدين يدركان "طبيعة هذا النظام والخطر الذي يمثله على المنطقة والعالم. جميعنا يريد ان يبقى العراق تحت الاحتواء".