سقط ستة فلسطينيين، بينهم أربعة من أفراد الامن الوطني، شهداء فجر أمس عندما نفذت قوات الاحتلال الاسرائيلي مذبحة جديدة بدم بارد خلال توغلها داخل الاراضي الفلسطينية المصنفة أ شمال بلدة بيت لاهيا في الجزء الشمالي من قطاع غزة... بعد بضع ساعات على تنفيذ مقاتلين من "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس" عملية جريئة داخل مستوطنة "ايلي سيناي" القريبة من بيت لاهيا.راجع ص 7. وجاء هذا التصعيد الخطير في وقت اكدت مصادر اميركية مجددا ل"الحياة"انها كانت في صدد اتخاذ عدد من الخطوات لتهدئة الوضع في المناطق الفلسطينية والانتقال الى المفاوضات، ومنها تأكيد تأييدها قيام دولة فلسطينية. وفي هذا السياق حصلت "الحياة" على نص رسالة أبرق بها العاهل الاردني عبدالله الثاني الى الرئيس جورج بوش قبل ثلاثة أيام من احداث نيويورك دعا فيها واشنطن الى "وجوب ربط شروط وقف النار مع بدء المفاوضات وليس بشروط غامضة لانهاء العنف". وجاء في الرسالة: "ان اعلان الولاياتالمتحدة التزامها الدعم والتأييد بدء مفاوضات تهدف الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وضمان امن اسرائيل وسلام دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين يمكن ان يشكل حافزاً مقبولاً للفلسطينيين". ودعا الملك الى اخذ عدد من الامور في الاعتبار اثناء العمل لتطبيق "توصيات لجنة ميتشل" وهي: التسريع في مفاوضات الوضع النهائي اختصاراً لفترات التهدئة واجراءات بناء الثقة الى الحد الادنى. وقال: "ان العنف المتبادل هو من اعراض المشكلة وليس سبباً لها". وشدد على وجوب الحزم في تجميد الاستيطان خلال المفاوضات بما في ذلك "التوسع الطبيعي". وعلى رغم اصرار الادارة الاميركية على انها كانت تعد لتحرك مكثف بالنسبة الى عملية السلام يعيد التوازن الى سياستها في الشرق الاوسط، فإنها تعرضت لحملة انتقادات من انصار اسرائيل بعد تصريحات الرئيس بوش عن تأييد ضمني اميركي لاقامة دولة فلسطينية وتشجيع بعض المسؤولين الاميركيين لترتيب لقاء بين بوش والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واعلنت منظمة "ايباك" اللوبي الاسرائيلي في بيان امس "ان هؤلاء الذين يدعون الرئيس بوش إلى لقاء عرفات الذي يسمح لمجموعات ارهابية مثل حماس والجهاد الاسلامي بالعمل بحرية، والى الاعلان عن دعم قيام دولة فلسطينية في هذا الوقت، انما يقوّضون حرب الولاياتالمتحدة على الارهاب". واضاف البيان الصادر عن رئيس "ايباك" تيم ويليغر والمدير التنفيذي هاورد كوهر ان هؤلاء "يشجعون الرئيس على مكافأة الذين يساندون ويؤون الارهاب بدلاً من معاقبتهم". وعن رد الفعل الاسرائيلي على اعلان بوش، بثت الاذاعة العبرية الرسمية امس ان حكومة آرييل شارون فوجئت، وقالت ان ثمة سؤالاً يوجه الى أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية التي لم تتوقع مثل هذا الاعلان و"المبادرة الجديدة" التي قد تطلقها الخارجية الاميركية لحل النزاع في الشرق الاوسط. وافادت الاذاعة ان السفير الاميركي في تل ابيب سارع الى طمأنة مكتب شارون بالقول ان لا مبادرة جديدة تلوح في الافق وان الحديث هو عن "مجرد افكار لموظفين صغار" في الخارجية الاميركية. ورأى المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية الوف بن ان اعلان بوش والمبادرة الجديدة المتوقعة يقودان شارون "نحو مفترق طرق حاسم، إذ سيكون مطالباً بالحسم بين القبول بالمبادرة، وهذا يعني ابعاد شركائه من اليمين عنه، وبين رفضها مما يعني تفكيك حكومة الوحدة".