القبض على شخصين في تبوك لترويجهما الحشيش و(9000) قرص "إمفيتامين"    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إذاعيون: نحترم عقل المستمع.. وغير المتمكن ينكشف بسهولة
صوتهم عبر الأثير يطحن ثقافة.. أغلبهم جاء من الصحافة 1-2
نشر في الجزيرة يوم 15 - 10 - 2016

وقل للمارين بين الكلمات العابرة قل أرأيتم أن هذا الصوت القادم من خلف الجبال والسهول والمنازل العتيقة والشوارع والحدائق والفوانيس المعلقة أشجاه الزمن هذا الصوت القادم من الريح وخلف المدى وعبر الأثير السماوي يعصر حياة ويطحن ثقافة فلما هو مبحوح هذا الصوت الرخيم الدافئ أمن عناء أم من جفاء الآذان والأسماع أم من تعب الذائقة المترهلة المتفحمة في سفاسف القول والفكرة المزجاة، المستمع لهم يخاله بين ذاكرة الزمان وصدر الكتب والمستمع لهم يطاله من الحلاوة ونشوة الأدب؛ أيها المذيعون والمذيعات لله دركم ودر أصوات تنادي هل تجاوزنا الزمن أم أصواتنا حلت على الأرض قبل ميلاد هذا الزمن؟.. الثقافية تفتح ملفًا إذاعيًا كان يصغي له الأحد وكل الأحد؛ واليوم أيقول الأحد لم يبق أحد.
كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة السابق إبراهيم بن أحمد الصقعوب أنه لم يعش المرحلة الأولى لبداية الإذاعة فقد التحق بها عام 1397ه، بعد قرابة 30 عاماً من بدايتها (عام 1368ه) وقال للثقافية: لكنني التقيت ببعض من عايشوا مرحلة تأسيس الإذاعة وعملوا فيها. كانوا كوكبة من الأدباء والمثقفين الذين جاء أغلبهم من الصحافة بحكم أنها الوسيلة الإعلامية الأولى التي بدأت في المملكة. وبيّن أنه عندما نعود إلى التسجيلات القديمة لبرامج الإذاعة نلمس العمق الثقافي الذي يبرز من خلال المحتوى وطريقة التقديم.. وأنا هنا أتحدث عن فترة السبعينيات والثمانينيات الهجرية قبل أن يقتحم التلفزيون الساحة ويسرق أغلب المعدين والمقدمين لبريقه، وانبهار المتلقين به. ومع ذلك حاولت الإذاعة المحافظة على تميزها واستمرت في عطائها، صحيح أن موقعها تغير لكنه لم يختف. نافيًا أن تكون الإذاعة في بداياتها موجهة للقلة من النخبة من المستمعين المهتمين بشؤون الثقافة في البلاد أو متجاهلة القضايا الشعبية والمجتمعية.
وتابع: من وجهة نظري الإذاعة لم تكن نخبوية، فقد وجهت برامجها للجميع، وكان لها دور كبير في التوعية ونجد أنها قدمت برامج الأطفال وبرامج الأسرة وبرامج الرياضة إلى جانب البرامج الأخرى منذ منتصف السبعينيات الهجرية. أما من ناحية المعدين ومقدمي البرامج، فكانت تحرص على المتمكنين في الثقافة واللغة العربية لتمارس دورها في تنمية ثقافة المجتمع من خلالهم. مؤكدًا في الوقت نفسه أن أرشيف الإذاعة يزخر بالعديد من البرامج واللقاءات النوعية.. وتابع: نعم، يزخر أرشيف الإذاعة بكنوز ثمينة من البرامج الثقافية والفكرية ولقاءات توثق تاريخ المملكة وما شهدته من تطور حضاري، من خلال رجال عايشوا هذا التحول.
وقد نفذت الوزارة قبل حوالي ثماني سنوات مشروعاً ضخماً لأرشفة هذه البرامج على وسائط إلكترونية لتسهل عملية العودة إليها، لكن هذه الأرشفة تحتاج إلى استكمال شرح محتوى ومحاور هذه البرامج حتى يستفيد منها كل باحث، ويمكن أن تقدم نسخة من هذه المواد لمن يريد أن يستفيد منها بسعر رمزي.
الإذاعة والأندية الأدبية
وتحدث الصقعوب عن تجربته الإذاعية قائلاً: عندما أتحدث عن تجربتي الشخصية كمذيع، أجد أنها ثرية، قدمت خلالها عددا من البرامج كلما أتاحت لي الفرصة للقاء بعدد من رجال الفكر والثقافة والمهتمين بالتراث من خلال 500 حلقة وثقت فيها مسيرتهم في برنامج أماكن في ذاكرتهم، والذي أعتز بتقدير جهدي فيه من دارة الملك عبدالعزيز باعتباره إحدى قنوات توثيق التاريخ الشفوي للملكة العربية السعودية، وقد تسلمت عليه شهادة تقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وكان راعياً لمناسبة كبيرة أقامتها الدارة لتكريم عدد من الرواد.
أما عن تجربتي كمسؤول، فقد قدمت الإذاعة عدداً من البرامج الثقافية التي كانت تبث مباشرة من الأندية الأدبية في المملكة وكانت تمثل رابطاً قوياً لأبناء المناطق التي يبث منها البرنامج مع الإذاعة, وأعتقد أننا كلما اقتربنا من المستمع اقترب منا، فالمنافسة اليوم شديدة والوصول إلى المتلقي يتم من خلال البحث عن اهتماماته.. مشددًا على أن الإذاعة ما زالت تحتفظ بمكانتها على مستوى العالم، وقد تضاعفت هذه المكانة مع انتشار موجات (الإف إم). وتطبيقات الهواتف الذكية، وعادة الوسيلة الإعلامية يحدد حضورها وغيابها قدرتها على تقديم مادة تشد المتلقي، وعلى سبيل المثال تبث في الفضاء أكثر من 800 محطة تليفزيونية ومع ذلك لو أجريت بحثا لوجدت ما يتابع منها لا يتجاوز أصابع اليد، فأنا أعتقد أن الإذاعة كلما كانت قريبة من المجتمع ووجد فيها المستمع نفسه ستحافظ على مكانتها.. لكن التحدي هو في قدرتها على مخاطبة الشباب وفتح قنوات تواصل معهم والتأثير فيهم.
وحول عدم استفادة الإذاعة من الطفرة والثورة في عالم الاتصالات والشبكات الرقمية «السوشل ميديا» قال الصقعوب أنا الآن متقاعد، ومن الصعب أن أجيب على هذا السؤال المتعلق باستفادة الإذاعة من وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني أعتقد أن هناك اهتماماً كبيراً بتوظيف هذه الوسائل لخدمة البث الإذاعي والتلفزيوني باعتباره الوسيلة الأسهل لانتشاره على مستوى العالم. واليوم ومع وجود عشرات الآلاف من الطلاب خارج المملكة، فإن من المهم أن يجد المبتعث والمسافر إذاعة بلده ومحطاتها التلفزيونية بين يديه من خلال استخدام تطبيقات حديثة وميسرة، وأعتقد أن هذا هدف استراتيجي يجب أن ينفذ بشكل جيد يتفادى السلبيات في السابق. ورؤية السعودية 2030 تفرض على وسائل الإعلام أن تكون عنصراً فاعلاً لحشد الجهود للعمل على استيعابها وتحقيقها.
الذائقة الأدبية في الإذاعة
ودورها التثقيفي
وقال مستشار رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون مدير عام إذاعة الرياض سابقاً سعد بن محمد الجريس أتصور أن دور الإذاعة التثقيفي ومهمتها التوعوية ومسؤوليتها الاجتماعية تحتم عليها الرقي بالمستمع والارتفاع بذائقته الأدبية وتقديم ألوان الثقافة والأدب في قوالب وبرامج إذاعية تحمل التشويق والامتاع وأتصور أن إذاعتنا وعبر عمرها المديد قدمت هذا الجانب في برامج لازالت حتى الآن عالقة في الأذهان ولايزال لها قبولها فيما لوتمت إعادتها. موضحًا أن الخلاف بين الإذاعات العامة والإذاعات الخاصة أو إذاعات ال«إف إم» كما يحلو للبعض أن يصفها انطلاقا من آلية بثها فهذا جانب أشبعه المتخصصون في العمل الإذاعي بحثاً ونقاشاً عبر العديد من اللقاءات والمهرجانات والحوارات المتخصصة وقد أفرد اتحاد إذاعات الدول العربية العديد من الدراسات والأبحاث وعقد جلسات نقاش خاصة بهذا الاختلاف والذي يرتكز على رؤية أن إذاعات ال «إف إم» إذاعات خفيفة مباشره تعتمد الإعلان دخلاً وهذا يبرر لها ما لا يبرر لغيرها, في حين أن الإذاعات العامة إذاعات رزينة تحمل مسؤولية اجتماعية وتعنى بأهداف وغايات لابد أن تخطط لها عبر برامجها وبتوازن دون أن يطغى هدف على آخر ودون أن تغفل أي شريحة من شرائح المجتمع وهذا هو قدر الإذاعات العامة أو الإذاعات الرسمية.
إذاعة متخصصة بالجوانب
الثقافية والأدبية
وحول غياب أرشيف إذاعات البرامج الثقافية عن التأثير الثقافي قال الجريس في الحقيقة أن هذا المحور يثير كثيراً من التطلع ويغري بالحديث عن حلم يراود المهتمين بالجانب الثقافي في العمل الإذاعي وأتمنى وعبر صحيفتكم الغراء وعبر هذا التحقيق أن يجد القبول والنقاش، ألا وهو الحاجة إلى إذاعة متخصصة بالجوانب الثقافية والأدبية وعموماً مثل هذا الصوت موجود في اغلب بلداننا العربية، حيث تجد إذاعة خاصة بالعمل الثقافي والأدبي والفني ومتخصصة فيه تقدم ألوانه ورجاله وكافة همومه والمملكة العربية السعودية بما حباها الله من نعمة التنوع الثقافي العميق وتعدد ألوانه ومناشطه الأمر الذي يجعل هناك مادة دسمة لإذاعة ثقافية خاصة تواكب المشهد الثقافي وتستثمر رجال الثقافة والأدب والمبدعين في برامج متخصصة, ثم وعودة إلى جزئية هذا المحور وهي الإرث الضخم الموجود في المكتبة الإذاعية من برامج ثقافية وأدبية نفيسة يمكن أن يتم استثمارها في هذه الإذاعة المتخصصة كما يمكن العمل على استثمارها أيضًا عبر مقاطع «يوتيوب» تثري وتدر دخلاً إذا ما وجدت من يتقن الاختيار والتبويب.
كما تناول الجريس الحديث عن تجربته وخاصة في العمل الإذاعي واصفًا إياه بالحديث ذو شجون حيث قال: لكل إعلامي بل وإذاعي تجربته الخاصة وأنا أحدهم، بدأت عملي معد ومخرج برامجي تتلمذت على أيدي عمالقة في العمل الإذاعي أمثال مهدي يانس ومهدي الريمي وكمال سرحان وزكريا شمس الدين وإبراهيم الذهبي وإداريين أفذاذ مثل محمد المنصور والدكتور علي الخضيري والدكتور عائض الردادي وعبدالمحسن الخلف وعبدالله الخريف والدكتور عبدالعزيز الحسن وزاملت العديد من القيادات الإعلامية التي أثرت تجربتي, وإن كان عملي في ستوديو الإذاعة في الدمام كمدير له على مدى خمس عشرة سنة هو الذي بلور تجربتي كمنتج إذاعي ومخطط برامجي إضافة إلى مشاركاتي في اتحاد إذاعات الدول العربية وترؤسي اللجنة الدائمة للإذاعة فيه وهي مجموعة عمل تضم جميع مديري عموم الإذاعات العربية الأمر الذي معه استطعت أن أقف على العديد من التجارب الإذاعية عربيًا, وكان للزيارات المتبادلة وخاصة إلى الإذاعات الدولية المميزة والعريقة مثل ال «بي بي سي» وراديو فرنسا وإذاعة الصين وغيرها كان لذلك أثر بالغ فيما حققت ولله الحمد.
كما تطرق الجريس في حديثه «للثقافية» للأسماء التي أسهمت في صناعة الإذاعات والبرامج الإذاعية الثقافية دون أن يذكر أحداً منها وقال: عند الحديث عن الأسماء سواء كانت لبرامج أو لأشخاص يقف الإنسان طويلاً ثم يصمت كي لا ينسى ذوي الفضل أو يختزل الكل بالبعض لكن وللحق والتاريخ إن الإذاعة السعودية ممثلة بإذاعة الرياض وإذاعة جدة استطاعت وعبر مسيرة عمل مشرقة أن تقدم الشخصيات الثقافية والأدبية وبكافة الأشكال البرامجية وأن تثري المستمع بنتاج هؤلاء الأفذاذ.
مؤكدًا أنه لم ولن يقل دور الإذاعة ولن يتأثر مع كل ماذكر, فقط هو التخطيط الجيد وملامسة اهتمام جمهور المستمعين والتحري في الوصول إلى مايجذبهم ويدخل دوائر اهتمامهم ثم إن النجاح ليس كيف تضيف مستمع بل المحافظة على ما لديك من مستمعين وخلق التواصل معهم بما تعد وتقدم من برامج. المسألة ليست ملء ساعات البث كيفما اتفق وإنما العبرة برسم الأهداف والعمل على تحقيقها عبر برامج ذات مغزى ومضمون والتحدي هو الأسلوب الإخراجي لهذا المحتوى.
منوهًا إلى أن هناك العديد من البرامج استطاعت أن تواكب وسائط التواصل الحديثة وتستثمرها وإن كنت أتوقع أننا لازلنا ننتظر المزيد لكن مايطمئن هو أن في إذاعاتنا شباب إذاعيين مبدعين طموحين يحتاجون فقط إلى التطوير وإثرائهم من خلال إتاحة الفرصة لهم بمعرفة تجارب نظرائهم عبر تبادل الزيارات ودورات العمل الميدانية.
وختاماً أؤكد على أن الإذاعة لم ولن تتأثر بغيرها من الوسائل والوسائط ولكل دور إذا مانظرنا لطبيعة كل وسيله وكل وسيط وخصائصها فقط المحرك الأساس هو التخطيط ثم التخطيط ثم التخطيط واختيار العناصر المشاركة بدقة وعدم المجاملة في العمل الإذاعي ومتابعة المنتج بكل دقة وحرفية ومراعاة الأعراف والتقاليد الإذاعية والمرونة في التجديد في مالا يؤدي إلى فساد المنتج، وختاماً أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة للبوح عبر هم أحببته كثيرًا.
هرب كثير من نجوم الشاشات عن الإذاعة لأنهم غير متمكنين!
وقال المستشار الإعلامي سلامة الزيد بداياتي كانت صحفيه ثم تلفزيونية وانتهت إذاعية ولعلها خير ختام لأن الإذاعة مدرسة لصقل الإعلامي وتقوية مهاراته؛ فالمستمع يتعامل مع صوت ومادة وغير المتمكن ينكشف بسهوله لذلك يهرب كثير من نجوم الشاشات عن الإذاعة حتى لا يواجهوا امتحان القدرة والإمكانيات والمهارة ولعل ما ميز الإذاعات الرسمية أنها تحرص على تقديم ماده تحترم عقل المستمع وثقافته وأخلاقه ولو فكرت بالمزج بين قوة المادة ورشاقة الأسلوب لأنهت الإذاعات الخاصة ولعل هذا ما عملت والزملاء عليه بعد تعييني مديرًا عامًا لإذاعات جده الأربع وحققنا نجاحًا شهد له القاصي والداني حتى أن الإذاعات الخاصة بدأت تشعر بخطورة وضعها.. وأتذكر موقفًا بمنزل معالي الوزير السابق د. عبدالعزيز خوجة بحضور نخبة من أصحاب المعالي والقيادات الإعلامية وبينهم مالك إذاعة خاصة، حيث انبرى معاليه بالحديث عن تجربتي وما حققته الإذاعة من تميز فاق الوصف ونسبة استماع غير مسبوقة فأقر بذلك مالك الإذاعة الخاصة وسأله الوزير لماذا تصرون على تقديم مادة خفيفة وأكثرها لا يلامس العقول؟.. فرد ضاحكاً نبحث عن إرضاء المعلنين لنستمر ولو أعدتم لي ملاييني التي دفعتها ثمناً للرخصة سأفعل ما تطلب مني.. أتذكر أن كتب الإعلام تنبأت بانحسار الإذاعة أمام سطوة التلفزيون.. وفات مؤلفيها أن معطيات العصر جعلت المتلقي للبقاء بسيارته مثلاً ساعات طويلة وليس أمامه سوى الراديو رفيقًا وأنيسًا ومصدرًا للخبر والتسلية وبذلك استعاد الراديو حضوره بقوة. ولعل من حسن طالعي أنني عاصرت أكثر من جيل إذاعي وتلفزيوني وصحفي تعلمت منهم الكثير, ماجد الشبل وجيله -يرحمهم الله- ومحمد العوين وجيله وجيل الشباب الحالي وجميع من تشرفت بتدريبهم هم الآن بمقدمة الصفوف أقلهم كبير مذيعين.
فيما يخص الاستفادة من وسائل التواصل كنا بدأنا هذه الخطوة ووضعنا لها إستراتيجية لكن رحيلي عن الإذاعة أبقى المشروع بالأدراج، وأنا على ثقة أن صديقي مجري القحطاني نائب الرئيس للإذاعة بعد أن باشر عمله مجددًا سيحيي هذه التجربة ويوجه باستكمالها خاصة وأنه تابعها معنا منذ البداية وكان خير سند ومعين.
دورها التنويري حتم عليها أن تكون إشعاعاً للفكر والثقافة والأدب والقيم النبيلة
وقال مساعد مدير عام إذاعة الرياض للشؤون الثقافية والإنتاج يحيى الصلهبي: بلاشك إن الدور التنويري للإذاعة حتّم عليها أن تكون مصدر إشعاع للفكر والثقافة والأدب والقيم النبيلة، ولذلك كانت سباقة إلى كل ما يحقق تلك الأهداف، ولاسيما أنها كانت في بداياتها فريدة عصرها، واللاعب الأهم إن لم يكن الوحيد في ميدان الإعلام، ولذلك حرصت على استقطاب المبرزين في مجالاتهم، وتسليط الضوء على شخصياتهم ونتاجهم في شتى مناحي الحياة، وهو ماحفز المستمع لمتابعة الإذاعة والرقي بذائقته، والإسهام في تكوين وتعزيز ثقافته.. وأضاف الصلهبي قد لا أتفق تماماً مع هذا الطرح بأن الإذاعة كانت نخبوية، وتتجاهل القضايا الشعبية والمجتمعية.. الإذاعة منذ بداياتها وهي منغمسة في الشأن المجتمعي حسب الإمكانيات المتاحة لها آنذاك، ولكن عندما سنحت الفرصة لها اقتربت أكثر من جمهورها من خلال البرامج التفاعلية مع شؤونه وقضاياه مع المحافظة على ذائقة المستمع، واحترام عقله، وتقدير ذاته بعيداً عن الإسفاف والسطحية.
وبيّن أن مكتبات الإذاعة تزخر بثروة ثقافية هائلة جاءت على امتداد عقود من الزمن لكوكبة من رواد الثقافة والفكر والأدب والعلم, وقد يكون من الصعب إعادة بث هذا المخزون الضخم.. وزاد: إننا في إذاعة الرياض قد نهجنا هذا النهج عبر إنتاج برامج تعتمد على ذلك الموروث الذي تضمه مكتبة الإذاعة. ولكن الأهم في ذلك من وجهة نظري هو أن تتصدى بعض المؤسسات الثقافية والأدبية والفكرية للاستفادة من هذه الكنوز، والعمل على طباعتها وتوثيقها - مع حفظ حقوق الإذاعة - ليتسنى للقارئ الاطلاع على ذلك الموروث القيّم.
وأضاف: تجربتي لم تأت صدفة بل كانت منطلقة من شغف كبير بالميكرفون تم تأصيله بالدراسة في مجال الإذاعة والتلفزيون، ومع ذلك جاء ولوجي إلى عالم الميكرفون تحدياً خاصاً. التحدي الآخر هو أن الإنتاج الإذاعي حينها لا تتوافر له أقنية الثقافة والتواصل الحالية، الأمر الذي يتطلب جهداً مضاعفاً ممن يتصدى لهذه المهمة. أما في وقتنا الحاضر ومع توافر تلك الأقنية والوسائل وسهولة الوصول إلى المعلومة إلا أن الإذاعات تقف في مفترق طرق بسبب هذا الازدحام الفضائي والأثيري والذي لا مجال فيه للتثاؤب.. وتابع: لست هنا بصدد ذكر أسماء بعينها أسهمت في صنع البرامج الثقافية لكثرة تلك الأسماء التي تناوبت على إنتاج هذه النوعية من البرامج، ولكن يمكنني القول إن الهم الثقافي كان بارزاً ولافتاً في العقود الماضية بسبب الانتماء الثقافي للمعدين والمقدمين والمخرجين وهو مالم يعد متوافراً في هذا الجيل إلا ماندر. ولا زلت أذكر من تلك البرامج المميزة برنامج: «من القائل» للأديب الموسوعي الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله الذي مازال عالقاً في ذاكرتي وذاكرة كل مستمعي الإذاعة.
الإذاعة لا تتهاوى ولن تتهاوى
وحول نهوض الإذاعة والبرامج الثقافية فيها وتهاويها منذ قدوم التلفزيون مرورًا بعد ذلك بشبكات التواصل الحديثة قال الصلهبي دعني أبدأ من حيث انتهى السؤال. الإذاعة لا تتهاوى ولن تتهاوى، لأن كل وسائل الإعلام التقليدي والحديث يكمل بعضها بعضاً. أما قضية أن الإذاعة أقل حظاً من الوسائل الأخرى في المتابعة فأنا لا أتفق أيضًا مع هذه الرؤية لأن نسب إحصاءات المتابعة تشير إلى غير ذلك، مع أننا لا يمكن أن نقارن وسيلة إعلامية بأخرى لأن لكل منها طبيعتها وجمهورها رغم التكامل بينها.
أما ما ينقص المشهد الثقافي الإذاعي ليؤثر فمرده للمثقف ذاته وكذلك لغياب الرؤية الثقافية للوسيلة الإذاعية.. واختتم حديثه: أتفق تماماً معك على أهمية وضرورة أن تستفيد الإذاعات من القفزة الهائلة لوسائل التواصل الاجتماعي, وهي بالفعل باتت تدرك تلك الأهمية, فأصبحت تتعامل مع هذه التقنية بكل احترافية, فإذاعة الرياض مثلاً يمكن للمستمع متابعة بثها مباشرة على موقعي الإذاعات السعودية، واسمع وشاهد, وكذلك على حسابها الخاص في تويتر, وقريباً جداً سترفع برامجها على اليوتيوب بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.