أثارت إشارة رئيس الحكومة سليم الحص خلال جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، الى عدم إقرار المجلس النيابي مشروع قانون ضبط النفقات الانتخابية، استغراب النائب محمد عبدالحميد بيضون، وهو رئيس المجلس السياسي في "حركة أمل" التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري. ويندرج موقف بيضون الذي ربأ بالحص أن يسخر الحكومة لمعركته الانتخابية الشخصية، ضمن تصاعد الحمأة الانتخابية مع اقتراب موعد الاستحقاق، ولم يكن آخر فصولها السجال الذي دار بين نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر والنائب نسيب لحود على خلفية الإعلام والإعلان الانتخابيين، ودخل الرئيس الحص على خطه. فقد رد النائب بيضون على الانتقاد الذي وجهه مجلس الوزراء الى المجلس النيابي لعدم إقراره مشروع قانون تحديد النفقات الانتخابية. ورأى "أن مشروع الحكومة مناف للحرية والديموقراطية وتشوبه عيوب كثيرة". وأضاف "إنني أربأ بأن يسخر رئيس الحكومة سليم الحص الحكومة كلها وكرامتها لمصلحة انتخاباته شخصياً". وقال "إن الحكومة تُسخَّر لتكون ورقة انتخابية". وكان الحص قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها إن المجلس النيابي لم ينظر في مشروع قانون تحديد سقف الإنفاق الانتخابي، ولم يصدره قانوناً "فبقيت الساحة الانتخابية بلا ضوابط، وإذا بالمال السياسي يؤدي دوراً في المعركة الانتخابية لم يسبق له نظير في تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان". وأضاف: "عندما يسخر المال لتحقيق أهداف انتخابية لا يكون ذلك إلا على حساب سلامة الممارسة الديموقراطية، إذ إن المال السياسي يهدف الى التحكم بمسار المعركة الانتخابية وهذا ليس من الديموقراطية في شيء. ثم إن استخدام المال سلاحاً في المعركة ينطوي على امتهان لحرية الناخب وكرامته". وختم: "لا نغالي إذا قلنا إن فلتان المال السياسي على النطاق الواسع الذي نشهد إنما هو مصدر إفساد في المجتمع، لكننا على يقين أن المواطن سيحتكم يوم الانتخاب الى ضميره ويقترع لمن هو الأصلح في نظره ومن هو أنفع لبلده ومجتمعه". والتقى الحص أمس وفداً من اللجنة التنفيذية لحزب الهانشاك برئاسة الدكتور سيروب دمرجيان الذي أعلن دعم مواقف العهد والحكومة. وقال إنه أبلغ الحص "قرارنا الانضمام الى لائحته سنعلمه به غداً السبت بعد التشاور مع حزب الطاشناق". وأضاف أن اللجنة طردت النائب يغيا جيرجيان المرشح في الدائرة الثالثة في بيروت على اللائحة المدعومة من رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، موضحاً أن "الطرد كان بالإجماع". وعلى صعيد المعركة الانتخابية في بيروت، تواصل اللجنة المركزية لحزب الطاشناق اجتماعاتها ومشاوراتها مع الجمعيات الأرمنية، ومع قيادة حزب الهنشاك، تمهيداً لاعلان مرشحي الأرمن، على قاعدة التحالف مع لائحة النائب تمام سلام في الدائرة الثانية، ومع لائحة الرئيس الحص في الدائرة الثالثة. وكان الحزب دعم ترشيح النائب ابراهام دده يان عن المقعد الانجيلي، في الدائرة الأولى، من دون تحديد القوى التي سيتحالف معها. وزار مرشح "حزب الله" محمد برجاوي، النائب سلام امس، وأكد التحالف معه وإبقاء الاتصالات مفتوحة ريثما تتبلور اللائحة التي ستعلن قريباً جداً. وقال رئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري ان "الانتخابات محطة مهمة جداً وعلينا المساهمة فيها بفاعلية". وأضاف "من يريد التغيير، عليه ان ينتخب ويعبر عن رأيه، لأن التغيير في بلادنا ونظامنا الديموقراطي يتم من خلال الانتخابات"، موضحاً "ان ترشيح نفسه مع مجموعة من المرشحين اداة للتغيير ضمن مشروع ورؤية متكاملة". وقال "ان التظاهرات لا تنفع ولا الاضرابات ولا الكلام العالي". ولم يسجل أمس أي تطور يذكر على "جبهة" المتن الشمالي، بعد السجال الحاد بين المر ولحود سوى زيارة الأخير البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في الديمان، من دون أن يدلي على الأثر بتصريح. والتقى صفير النائب مصباح الأحدب المرشح على لائحة الوزير سليمان فرنجية الذي قال: "إن ثمة أموراً تقنية تؤخر إعلانها" في دائرة الشمال الثانية طرابلس وزغرتا والبترون والكورة والمنية، متوقعاً أن تعلن في اليومين المقبلين. وفي المواقف، انتقد العماد ميشال عون الأهمية التي تعطى للمشاركة في عملية الاقتراع فقط ولو بورقة بيضاء، قائلاً "إن الاقتراع يصبح مصادقة على التزوير". وأضاف في تصريح أمس: "أن الورقة البيضاء هي اشتراك فعلي في الانتخاب تعبر عن سحب الثقة بالمرشحين والقبول بالنظام القائم، أما المقاطعة فهي سحب الثقة من المرشحين ومن النظام الذي يمثلون، فالاقتراع أياً يكن شكله هو ممارسة تدل الى القبول بحكم لبنان من السوريين، بواسطة ستار من اللبنانيين يشكلون لهم قوة قمعية عميلة". وقالت مصادر قيادية في "حزب الكتلة الوطنية" ان قرار عميده كارلوس اده عدم الترشّح، جاء نتيجة اكتشافه في المداولات التي اجريت لتأليف لائحة في دائرة كسروان جبيل، انه يصعب عليه التعاطي مع البازارات الانتخابية، خصوصاً عندما تقتصر على ارتباطات انتخابية محض من دون ان تأخذ في الاعتبار الموقف السياسي وموجبات تحريك الحياة السياسية في البلاد، بلا مساومات تضرب هذا الهدف. وذكرت هذه المصادر ان قرار اده عدم الترشح شخصياً، لا يعني ان الحزب لن يكون له مرشحون يدعمهم، خصوصاً انه سبق له ان اعلن ذلك في مناسبات عدة. وأكدت ان الحزب سيعلن مجدداً، دعمه لعدد من المرشحين في مناطق عدة. وكان بيان صدر مساء أول من أمس، عن الحزب اعلن ان اده قرر عدم الترشح في دائرة جبيل كسروان. وأضاف: "بعد اجراء اكبر مقدار من الاتصالات وبعد قرار الكتلة المشاركة في الانتخابات النيابية، لم يكن هذا القرار تعديلاً في نهجها الوطني الذي يتمثل في الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته ووحدته الوطنية وبسط سلطة الدولة بقواها الذاتية واستعادة حرية قرارها الوطني والحفاظ على الحريات...". وجاء في البيان "ان اده وجد في معطيات معركة كسروان جبيل الانتخابية والسياسية وفي لبنان عموماً، ما لا يتناسب مع التطلعات التغييرية التي يطمح اليها اللبنانيون... وقد قرر عدم الترشح". وأكدت مصادر قيادة الحزب انه لم يقبل بخيار مقاطعة الانتخابات، نظراً الى "ان اي موقف من هذا النوع يجب ان يستند الى توافق يحفظ العيش المشترك المسيحي الاسلامي". وقال مصدر مطلع ان تأجيل اعلان اللائحة الائتلافية في دائرة بعلبك الهرمل، يعود الى رغبة في اتمام مصالحة بين عائلة سكر التي ينتمي اليها المرشح نادر سكر، وعشيرة آل شمص التي تتمتع بثقل انتخابي في الهرمل. قباني وشمس الدين وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان تحسين الوضع الاقتصادي "يحتاج الى جهد اكبر لأن المواطن الذي يجوع لا يستطيع ان يصبر على جوعه والمواطن العاطل من العمل لا يستطيع ان يستمر". ودعا الناخبين الى "المشاركة في انتخاب ممثليهم الى المجلس النيابي كي يأتي التمثيل صحيحاً". وقال بعد لقائه رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين: "بمقدار ما تنقص المشاركة في الانتخابات، ينقص التمثيل، وكل من يقصّر في الحصول على البطاقة الانتخابية أو يقصر في الإدلاء بصوته، لا يحق له ان يعبر في المستقبل عن كل آماله". وأشار الى ان البحث مع شمس الدين تناول قضايا دينية اسلامية ووطنية "تهم الوطن والمواطنين". وقال: "ثمة أمور كثيرة تتعلق بهمومهم يحرص المسؤولون على معالجتها دائماً، ونأمل أن تكون في مصلحة المواطن الذي يعاني كثيراً". يذكر ان شمس الدين الذي يتعافى من جراحة في الصدر خضع لها، سيؤم المصلين اليوم في مسجد الامام الصادق في الضاحية الجنوبية. وفي تحركات المرشحين، التقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس أنطوان حبيب، وزار المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة نبيه شاهين رئيس الحكومة.