استعاد لبنان حيويته الانتخابية للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف في العام 1989، حيث شهدت انتخابات المرحلة الثالثة، التي جرت وقائعها أمس في دوائر جبل لبنان والبقاع، أجواء تنافسية حقيقية، بين لوائح انتخابية متعددة، وإن كان يظللها في الجبل تياران كبيران. التيار الأول يقوده تحالف واسع بين المعارضة المسيحية متمثلة بلقاء قرنة شهوان بكل أطيافها المتمثلة بتيارات «القوات اللبنانية» والحركة الإصلاحية الكتائبية (كتائب الرئيس أمين الجميل) وحزب «الوطنيين الأحرار» و«الكتلة الوطنية»، بالاضافة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي و«تيار المستقبل». ويقود التيار الثاني العماد ميشال عون الذي أجرى تحالفات مع رموز السلطة القائمة، المتمثلين بنائب رئيس المجلس النيابي ميشال المر، والنائب طلال ارسلان وحزب الطاشناق إلى جانب مستقلين. وجرت العملية الانتخابية في هذه الدوائر بهدوء وفي أجواء أمنية لم تتخللها حوادث تذكر، لكنها تميزت بإقبال كثيف على الاقتراع، ولا سيما في دائرة المتن الشمالي، ودائرة بعبدا عالية اللتين شهدتا منافسة حامية جداً بين اللوائح المتصارعة، نظراً لتكافؤ القوى في معظم هذه الدوائر، خلاف الوضع في دائرة بعلبك - الهرمل في البقاع، حيث تميل الكفة إلى لائحة تحالف «حزب الله» و«حركة أمل»، في حين جرت معركة حقيقية في دائرتي البقاع الأوسط (زحلة) والبقاع الغربي، حيث يقود «تيار المستقبل» هناك المعركة بالتحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة «أمل» والنائب روبير غانم. ولم يسجل طوال النهار الانتخابي الطويل، الذي بدأ في السابعة صباحاً بفتح أقلام الاقتراع أي حادث لافت، باستثناء اشكال حصل أمام أحد أقلام الاقتراع في عاليه، حيث تشابك بالأيدي عدد من مناصري عون - أرسلان ومناصري اللائحة المعارضة، فتدخلت عناصر من الجيش وطوقت الحادث. ويتوقع الكثير من الخبراء حصول اختراقات متبادلة بين اللوائح في معظم دوائر الجبل، ولا سيما في دائرة عالية بعبدا وكسروان جبيل والمتن، بسبب التشطيب بخلاف الشوف وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي. وواكب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سير العملية الانتخابية ميدانياً، وقام بجولة شملت سرايا بعبدا الحكومي، يرافقه وزراء الإعلام شارل رزق، والمال ديمانوس قطار، والداخلية حسن السبع، والعدل خالد قباني، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وأعلن الرئيس ميقاتي أن الأمور تسير بهدوء، ولم يسجل أي حادث أمني حتى الآن. ثم انتقل إلى قرى الشحار الغربي، بعد أن انضم إلى الوفد وزير الاسكان عادل حمية، التي لم تشملها العودة ووضعت أقلام الاقتراع على تخومها، وهي قرى دقون، اكفر متى، عاليه، ودير دوريت، ثم زار زحلة، وكسروان، وجبيل. دائرة جبل لبنان الأولى، وتتألف من قضاءي: كسروان، وله 5 نواب موارنة، وجبيل وله نائبان مارونيان وواحد شيعي، وعدد الناخبين 157145. ويتنافس في هذه الدائرة لائحتان إلى جانب منفردين. - لائحة العماد ميشال عون ونعمة إلى جانب جيلبرت زدين، زيد الياس، نعمة الله أبي نصر، يوسف خليل عن كسروان، وشامل موزايا، وليد خوري وعباس هاشم عن جبيل. ولائحة وحدة المعارضة وتضم: الكسندر رزق، منصور غانم البون، شوقي جرجس الدكاش، فريد هيكل الخازن، كميل زيادة عن كسروان، وفارس سعيد وكارلوس اده وحمود عوادعن جبيل. ولم يعلن عن تطورات بارزة في هذه الدائرة، ولفت المرشحون إلى اقبال كثيف شهدته أقلام الاقتراع من كل الأطراف، لكنهم شكوا من مشكلة شراء الأصوات ومن لوائح ملفوفة يتم توزيعها أمام الأقلام. المتن دائرة جبل لبنان الثانية وتتألف من قضاء المتن وله 8 نواب، عدد الناخبين 162760 ناخباً. وتتنافس في هذه الدائرة لائحتان. - تحالف العماد عون وميشال المر وتضم إلى جانب المرشح الأرمني اغوب بقرادونيان، وابراهيم كنعان، جان يوسف ابو حوده، سليم ملهب، غسان مخيبر، ادغار معلوف، شربل سلامة. ولائحة المعارضة وتضم: نسيب لحود، بيار أمين الجميل، وديع الحاج، وادي أبي اللمع، فيليب معلوف، غبريال المر، وراقي ماديان، وميشال عقل. وحسب المعلومات، فإن هذه الدائرة تميزت باقبال غير متوقع، إذ تجاوزت نسبة الاقتراع حدود 40 في المائة حتى الظهر، وهي نسبة تعتبر مرتفعة قياساً إلى المعارك الانتخابية السابقة، وذلك نظراً للحساسية الكبيرة بين القوى المتنافسة، ولا سيما بين تحالف المعارضة وتحالف العماد عون مع رموز السلطة، ولا سيما مع النائب ميشال المر وحزب الطاشناق. بعبدا - عالية دائرة جبل لبنان الثالثة وتتألف من قضائي بعبدا وعالية ولها 11 نائباً (2 شيعي، 3 درزي، 5 ماروني، واحد روم أرثوذكس) عدد الناخبين 251989 ناخباً، وتتنافس في هذه الدائرة لائحتان مع عدد من المنفردين. - لائحة تحالف النائب وليد جنبلاط وتيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الله وتضم: (عن قضاء بعبدا: باسم السبع وعلي عمار (شيعة) ايمن شقير (درزي)، انطوان غانم، ادمون نعيم، عبدالله فرحات. عن قضاء عالية: فيصل الصايغ، وأكرم شهيب (دروز) فؤاد السعد وهنري حلو (موارنة) انطوان اندرادس (روم الارثوذكس). - لائحة تحالف العماد عون - طلال ارسلان وتضم: عن قضاء بعبدا: رمزي كنج (شيعة) سهيل الأعور (دروز)، بيار الدكاش، شكيب قرطباوي، ناجي غاريدس (موارنة). عن فضاء عاليه: طلال ارسلان، عصام شرف الدين (دروز) حكمت ديب، أسعد أبي رعد (موارنة)، ومروان ابوفاضل (روم ارثوذكس). وتركت هذه اللائحة المقعد الثاني الشيعي عن بعبدا شاغراً. ووصفت المعركة في هذه الدائرة بأنها أم المعارك نظراً للتكافؤ القوى بين الطائفتين الإسلامية والمسيحية. وتراهن قوى عون على تصويت مرتفع للمسيحيين ليتوازن مع أصوات المسلمين الذين يؤيدون لائحة تحالف جنبلاط. الشوف دائرة جبل لبنان الرابعة وتتألف من قضاء الشوف، ولها 8 نواب (2 سنة، 2 دروز، 3 موارنة، وواحد للروم الكاثوليك) عدد الناخبين 166447 ناخباً، وتخوض المعركة في هذه الدائرة اللائحة مكتملة للنائب وليد جنبلاط الذي فاز بالتزكية مع مروان حمادة عن المقعد الدرزي. وتضم لائحته: محمد الحجار، وعلاء ترو (سنة)، وجورج عدواني، وإيلي عون، ونبيل البستاني، (موارنة)، ونعمة طعمة (روم كاثوليك) وثمة مرشحون منفردون سنة وموارنة وكاثوليك أبرزهم كميل دوري شمعون، غياث بستاني، وماريو عون، وجرت العملية الانتخابية في الشوف في أجواء هادئة ووسط اجراءات امنية للجيش وقوى الأمن الداخلي، وقام وفد من بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات بجولة في منطقتي الشوف وعاليه للتأكد من سلامة الاجراءات المتخذة، وبدا الاقبال على صناديق الاقتراع خفيفاً في ساعات الصباح، ثم مالبث أن ارتفع إلى أن بلغ في القرى الدرزية إلى حدود 50 في المائة فيما لم تتجاوز هذه النسبة ال30 في المائة في القوى المسيحية. وتميزت الانتخابات في ساحل الشوف بالحماسة وبالحركة الكثيفة للناخبين الذين توزعوا على مراكز الاقتراع. محافظة البقاع دائرة البقاع الأولى، وتتألف من قضائي بعلبك - الهرمل، ولها 10 نواب (2 سنة، 6 شيعة، ماروني واحد، روم كاثوليك واحد). وتخوض المعركة في هذه الدائرة لائحة مكتملة لتحاف «حزب الله» وحركة «أمل» إلى جانب عون من اللوائح غير المكتملة ومنفردين. وتضم اللائحة الأساسية: كامل الرفاعي، اسماعيل سكريه (سنة)، حسين علي الحاج حسن، جمال الطقش، حسين الحسيني، غازي زعيتر، فواز الساحلي، رفعت المصري(شيعة)، نادر سكر (معروني)، مروان فارس (كاثوليك). ٭ دائرة البقاع الثاني، ولها 7 نواب وعدد الناخبين 140069 (1 سنة، 1 شيعة، 1 موارنة، 2 روم كاثوليك، و1 روم ارثوذكس و1 ارمن ارثوذكس). وتتنافس في هذه الدائرة لائحتان رئيسيتان الأولى «لتيار المستقبل» وتضم: خالد الساروط محسن دلول، ايلي ماروني، نقولا منقوش، يوسف المعلوف، انطوان نشاناقيان، وترك المقعد الثاني الكاثوليكي شاغراً. واللائحة الثانية للنائب ايلي سكاف وتضمه إلى جانب فؤاد الترك (من الكاثوليك)، علي ميتا، حسن حمد يعقوب، سليم عون، كميل المعلوف، وجورج مقارجي. ٭ دائرة البقاع الثالثة: ولها 6 نواب (2 سنة، 1 شيعة، 1 درزي، 1 ماروني، 1 روم ارثوذوكس) عدد الناخبين 112685 ناخباً ويخوض المعركة في هذه الدائرة لائحة أساسية لتحالف «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة «أمل» وهي تضم: جمال الجراح، علي حسين الحاج (سنة)، ناصر نصر الله (شيعي)، وائل أبوفاعور (درزي)، روبير غانم (ماروني) انطوان سعد (روم ارثوذكس). وتشكلت في مواجهة هذه اللائحة لوائح غير مكتملة يتزعمها نواب سابقون أقوياء مثل النواب: عبدالرحيم مراد، وسامي الخطيب، وحمود أبو حمدان، وفيصل الداوود، وأحمد حمدان.