سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاميركيون يسعون الى تكثيف المفاوضات ... وكلينتون يصلي من اجل السلام . الاسرائيليون ينفون احراز تقدم في كامب ديفيد : باراك غير متفائل ... والقدس اكبر العقبات
ثورمونت، القدسالمحتلة، واشنطن - اف ب، رويترز - سارع الاسرائيليون، بمن فيهم وزير الخارجية ديفيد ليفي، الى نفي انباء فلسطينية عن احراز تقدم خلال قمة كامب ديفيد. وكانت مصادر فلسطينية اشارت الى "احراز تقدم" في كامب ديفيد، من دون اعطاء اي تفاصيل عن هذا التقدم. وقالت: "ننتظر مقترحات في شأن القدس واللاجئين ولا نزال نبحث في مسألة الحدود". كذلك اشار مصدر فلسطيني آخر الى ان المفاوضات "جدية". لكن وزير الخارجية الاسرائيلي اكد ان "الانطباع الذي لدي هو ان الاشاعات عن احراز تقدم في المفاوضات انطلاقا من تنازلات اسرائيلية لا اساس لها من الصحة"، مضيفا ان "الفلسطينيين لن يرضوا بما يقدم لهم من عروض". كذلك اعلن مسؤول اسرائيلي ان اي اتفاق "لم يتم التوصل اليه حتى الان". وكشف ان "الخلافات لا تزال كبيرة، وانه من المبكر جدا الحديث عن احراز تقدم. المفاوضات جارية". واضاف: "انها تكهنات فلسطينية. فهم لا يريدون ان يحملوا مسؤولية فشل محتمل للمحادثات". واعتبر الوزير لدى رئاسة الوزراء حاييم رامون ان الطرفين لن يتوصلا الى التفاهم على مسألة القدس الجوهرية. وقال للاذاعة: "اذا لم نسد الطريق في شأن القدس من خلال الموافقة على ارجاء التوصل الى تسوية في هذا الشأن لاعوام عدة، فان فرص التوصل الى اتفاق في كامب ديفيد ستكون ضعيفة". واضاف: "في حال اتفق الاسرائيليون والفلسطينيون على الا يتفقوا في شأن القدس" بسبب عمق التباين في المواقف، فبامكانهم ان يتفقوا على الموضوعات الاخرى "رغم صعوبة وتعقيد" ذلك. باراك متشائم وقال زعيم حزب شينوي المواطن يوسف ليبيد ان باراك اتصل به هاتفيا صباح امس من كامب ديفيد واطلعه على ملخص للمحادثات و"لم يبد كأكثر رجال العالم تفاؤلا". وزاد ليبيد الذي من الممكن ان ينضم حزبه الى الائتلاف الحاكم الذي يرأسه باراك لدى عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي في حديث مع الاذاعة الاسرائىلية ان باراك طلب منه تحديدا عدم التحدث عن المكالمة الهاتفية نظرا للتعتيم الاعلامي المفروض على القمة. وسئل عن الانباء المتضاربة عن تحقيق تقدم ووجود خلافات عميقة فقال ليبيد وهو صحافي تحول الى السياسة العام الماضي: "الشيء الوحيد الذي استطيع قوله هو انه لم يبد كأكثر رجال العالم تفاؤلا". وسئل هل يعني ذلك ان باراك سيفشل في التوصل الى اطار لاتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، فقال: "لم اقل انه لن يعد باتفاق ولم اتكهن بهذا او ذاك في هذا الصدد ولا اريد الخوض في الامر". كلينتون يُصلي وعلى الجانب الاميركي، اعلن الناطق باسم البيت الابيض بي جي كراولي ان الرئيس بيل كلينتون باشر يومه السادس بحضور قداس الاحد قبل لقاء مستشاريه. واوضح ان "الرئيس سيصلي في كنيسة كامب ديفيد قبل ان يجتمع مع مستشاريه". وكان كراولي اعلن مساء اول من امس او الولاياتالمتحدة تعتزم تكثيف وتيرة مفاوضات كامب ديفيد في محاولة للتوصل الى اتفاق على الملفات الشائكة قبل مغادرة كلينتون الى قمة مجموعة الثماني في اليابان بعد غد. واوضح: "اعتقد اننا سنسعى الى تكثيف هذه المحادثات فيما نصل الى اليوم السادس من القمة". واضاف: "لا نزال نرغب في التوصل الى اتفاق على المسائل التي تشكل صلب الوضع النهائي قبل توجه الرئيس الى طوكيو". وكان كلينتون عقد اول من امس اجتماعا غير رسمي مع باراك وعرفات، هو الثاني منذ بدء قمة كامب ديفيد، فيما قضى نحو 15 من اعضاء الوفدين الفلسطيني واليهودي المقيمين في ايمتسبرغ ساعتين في جولة في غيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا حيث وقعت معركة على بعد 24 كيلومترا شمالي ثيرمونت والتي سقط فيها 51 الف جندي بين قتيل وجريح واسير لتصبح ادمى معارك الحرب الاهلية الاميركية. وقال روي اثرسون الذي ساعد الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر في قمة كامب ديفيد عام 1978 التي مهدت الطريق لمعاهدة سلام بين مصر واسرائيل: "اعتقد انه ليس من الممكن حل كل القضايا في هذه القمة وحدها"، مشيرا الى ان قضايا اللاجئين والقدس ستبحث لاحقا. واضاف في حديث مع شبكة "سي.ان.ان": "لكني اعتقد ان لدى القمة فرصة في الوصول الى اتفاق من نوع ما يرضي الجميع بشكل او بآخر وبالتالي يظهر ان الامور تتحرك قدما وتجعل اجراء المفاوضات في المستقبل امرا ممكنا". وقال وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر ان الاطراف تعلم انه ليس بوسعها حل الصراع بينها بالوسائل العسكرية وان طاقة امل اميركية فاعلة تتمثل في الوساطة قد تغلق حينما يغادر كلينتون منصبه في كانون الثاني يناير المقبل. ورأى بعض الخبراء ان مفاوضات السلام في كامب ديفيد قد تسفر عن اعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون في مرحلة اولى بلا حدود او عاصمة. غور وبوش على صعيد آخر، قال الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي غادي بلتيانسكي ان باراك اتصل هاتفيا مساء اول من امس بكل من نائب رئيس الولاياتالمتحدة آل غور والمرشح بوش لاطلاعهما على الموقف الاسرائيلي في المفاوضات الجارية في كامب ديفيد.