الطموح الذي رافق الدعوة الى قمة اوسلو، بعد غد الاثنين، تراجع من قمة اميركية - اسرائيلية - شرق أوسطية الى لقاء ثلاثي يجمع الرئيس بيل كلينتون مع الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، بعدما كان الرهان على حضور الملك عبدالله الثاني والرئيس حسني مبارك والملك محمد السادس. وبات واضحاً امس ان القمة ستركز على المسار الفلسطيني، خصوصاً بعدما اتفق الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني على بدء مفاوضات الوضع النهائي في السابع من الشهر المقبل، وبعدما اكدت واشنطن ان الجهود على المسار السوري متوقفة موقتاً في انتظار ان يسترجع وزير الخارجية السيد فاروق الشرع كامل عافيته خلال اسبوعين راجع ص3. وفيما أعلن ان باراك اجرى اتصالاً مع الرئيس المصري تناول عملية السلام وقمة اوسلو، علم ان عرفات سيلتقي مبارك قريباً في القاهرة حيث علم ان عدم الحضور المصري قمة اوسلو يهدف الى اعطاء فرصة للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اجراء محادثات مباشرة في حضور الراعي الاميركي. وذكر في القدسالمحتلة ان باراك يرغب في طلب مساعدة كلينتون لإقناع الجانب الفلسطيني باجراء محادثات مباشرة على غرار كمب ديفيد. وفيما لا يستبعد ان يبحث كلينتون وباراك بمعاودة المفاوضات على المسار السوري، قال أحد كبار المساعدين في البيت الأبيض ان هذه المسألة لن تكون الموضوع الأبرز. وعلى رغم نفي المسؤول في الادارة ان يكون المسار السوري على "نار خفيفة"، اعترف مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك في شهادة امام لجنة العلاقات الخارجية لمناسبة تعيينه سفيراً لدى اسرائيل ان الجهود لتحريك هذا المسار في حال "توقف موقت" في انتظار استعادة وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع عافيته بعد العملية الجراحية التي اجراها مطلع الشهر الجاري. وتوقع ان يستأنف الشرع عمله كلياً خلال اسبوعين "ونأمل عندئذ من استئناف الحوار. وفي انتظار ذلك سننتظر السوريين حتى يكونوا مستعدين لذلك". وبدوره قال السفير الحالي في اسرائيل ادوارد ووكر والذي عينه كلينتون مساعداً لوزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، امام اللجنة ان مرض الشرع أخر المحادثات في شأن تنشيط المسار السوري بسبب اعتماد الرئيس حافظ الأسد عليه. وعرض ووكر ما اعتبره أسباب تردد سورية الآن وتشاؤمها من امكان تحريك المسار. وقال ان القلق السوري سببه الموقف العلني الذي اتخذته دمشق "الداعي اسرائيل الى الانسحاب الى خط 4 حزيران يونيو 1967، علماً ان ذلك لم يكن التزاماً قدم لها". وأضاف ووكر ان سورية وضعت هذا الموقف كشرط مسبق للتفاوض مع اسرائيل، الأمر الذي أدى الى حشر الموقف السوري العلني. ومن جهة اخرى لا تستطيع اسرائيل القبول بحدود 4 حزيران 1967، خصوصاً قبل ان تكون لديها فكرة عما ستحصل عليه في المقابل، معتبراً ان القبول الاسرائيلي يشكل "انتحاراً سياسياً" لباراك. وقال ووكر لدينا الآن مشكلة وهي كيف يمكن تجاوز هذا الوضع خصوصاً وان الطرفين عالقان علانية بمتطلبات محددة كهذه. وقال ان هناك مسائل اخرى ذات أهمية لاسرائيل ومنها الترتيبات الأمنية والمياه. وكلها تتأثر مباشرة بمساحة الانسحاب وخطه. نصرالله في دمشق دعا الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى تجديد "العمليات الانتحارية" في داخل اسرائيل "مقسماً بالله العظيم ان ذلك سيؤدي الى طرد اليهود" من فلسطين بحيث "تشهد اجيالنا تحريرها". وقال ان "الحد الادنى" لقبول الانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان هو "اعادة كامل الجولان الى سورية وعودة اللاجئين الى فلسطين"، مشيراً الى ان لبنان بلغ "بفضل المقاومة والتعاضد مع سورية الحد الذي يفرض فيه شروطاً على اسرائىل كي تنسحب من الجنوب". وكان نصرالله يتحدث امس في مهرجان اقامته "حركة الجهاد الاسلامي" بزعامة رمضان عبدالله شلّح لمناسبة الذكرى الرابعة لاغتيال المخابرات الاسرائىلية مؤسسها الدكتور فتحي الشقاقي. وحضر المهرجان الذي جرى في مخيم "اليرموك" جنوبدمشق اكثر من الفي شخص. وقال شلّح ان "الجهاد مستمر" و"اننا لن نقبل ب 90 في المئة من فلسطين بل سنواصل القتال حتى نحرر ال 10 في المئة ونزيل اسرائىل من الوجود"، الامر الذي اكد عليه السفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام اذ قال: "فلسطين كل فلسطين لا بد ان تتحرر". من جهته، حذر رئيس المكتب السياسي السابق ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس موسى ابو مرزوق الاردن الذي لم يكن "يدرك مكامن القوة" في الحركة فاعتقلت رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل والناطق باسمها ابراهيم غوشة. وقال ابو مرزوق: "اننا اقوى من الحكومة الاردنية" وان "الحركة التي استطاعت مقاومة الابعاد الاسرائيلي الى جنوبلبنان، ستقاوم الابعاد في كل مكان".