بدأ وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أمس أول زيارة للندن يقوم بها مسؤول ايراني على هذا المستوى منذ العام 1979، وقابل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية روبن كوك الذي أثار قضية اليهود الايرانيين ال13 المعتقلين بتهمة التجسس لاسرائيل. وعلم ان الجانب البريطاني حض خرازي على الكف عن معارضة عملية السلام في الشرق الأوسط من اجل لعب دور ايجابي في المنطقة. ونظمت جماعات يهودية امس احتجاجاً في قلب لندن للتنديد باعتقال طهران اليهود ال13. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية ان لقاء بلير - خرازي مؤشر مهم الى رغبة بريطانيا في المضي في تعزيز روابطها مع ايران ودعم العلاقات التجارية بين البلدين، ودرس مشاركة لندن في المشاريع النفطية الايرانية. وقال مسؤولون بريطانيون ان زيارة خرازي التي تستمر يومين تتضمن جدول اعمال حافلاً لجهة مناقشة قضايا عديدة، بينها أمن الخليج والأوضاع في المنطقة وفي افغانستان. ولفت كوك الى أهمية التحسن الكبير الذي شهدته علاقات ايران مع دول مجلس التعاون الخليجي من اجل "زيادة استقرار المنطقة". وكان أثار مع خرازي ملف اسلحة الدمار الشامل وتهديدها للأمن الاقليمي، كما بحثا في موضوع العراق، والتعاون في مجال مكافحة المخدرات. وذكر مسؤولون بريطانيون ان كوك تطرق الى ملف حقوق الانسان في ايران، واعتقال السلطات في هذا البلد اليهود ال13 المتهمين بالتجسس لاسرائيل. واعتبر مراقبون ان زيارة خرازي للندن تتيح لبريطانيا فرصة كي تؤكد دعمها البرنامج الاصلاحي للرئيس محمد خاتمي، من دون ان تعطي انطباعاً بالتدخل في شؤون ايران عشية الانتخابات البرلمانية في هذا البلد، في حين رأت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها ان "الآمال التي تعلقها بريطانيا على زيارة يقوم بها خاتمي للندن قد لا تكون في محلها، في ضوء الانقسامات في ايران" بين المعتدلين والمتشددين. وتدافع الحكومة البريطانية عن الزيارة، لذلك أعرب كوك خلال محادثاته مع خرازي عن تأييد بلاده دعوة خاتمي الى حوار الحضارات، مشيراً الى اهتمامه بالتفاهم الايجابي بين الاسلام والغرب. وسيلقي الوزير الايراني اليوم محاضرة في المعهد الملكي للشؤون الدولية، ويتوقع ان يزور كوك طهران في الربيع، في حين ذكر مسؤولون بريطانيون ان من السابق لأوانه الحديث عن زيارة خاتمي للندن قريباً. وركز كوك وخرازي، في مؤتمر صحافي مشترك، على أهمية المحادثات التي أجرياها ودورها في دفع العلاقات الثنائية والتعاون في مجال مكافحة المخدرات وغيرها من القضايا الدولية والاقليمية. ولفت كوك إلى أن هذا اللقاء "يأتي بعد الاتفاق التاريخي الذي توصل إليه الجانبان في أيلول سبتمبر 1998 في نيويورك"، مشيراً إلى أهمية التعاون مع الحكومة الإيرانية في قضايا كثيرة بينها "الحوار بين الحضارات وبين الإسلام وأوروبا". وقال إن بريطانيا "تريد تقديم المساعدات لإيران التي تتعرض لضغوط من اللاجئين العراقيين الموجودين لديها"، وأضاف انه بحث مع خرازي في "الاهتمام المشترك بقضايا الارهاب الذي عانت منه الدولتان"، وكذلك في قضايا أسلحة الدمار الشامل و"ضرورة تنفيذ الاتفاقات الدولية بشأنها". أما خرازي فشدد على ان البداية الجديدة للعلاقات مع بريطانيا هي "تطور ايجابي ومهم"، وأشار إلى ان عملية السلام في الشرق الأوسط هي "محل خلاف بين البلدين وسنواصل بحثها في جولة ثانية من المحادثات". وسئل عن العقوبات على العراق، فقال "إن الشعب العراقي عانى الكثير والعقوبات لم تكن فعالة، أما بالنسبة إلى التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل فهذا أمر ينبغي احترامه، لكن السؤال هو إلى أي مدى كانت العقوبات ناجحة؟ من الواضح ان الشعب العراقي كان الضحية وينبغي البحث عن حلول أخرى". وفاة روحاني في باريس توفي أول من أمس رجل الدين الايراني الناشط في أوروبا آية الله روحاني اثر نزاع طويل مع المرض، كما اكد ابنه فريديريك لوكالة "فرانس برس". وكان روحاني 68 سنة يعتبر بمثابة الزعيم الروحي للطائفة الشيعية في أوروبا، ويقيم في فرنسا منذ 1957، وينتقد علناً السياسة المتبعة في ايران منذ الثورة. وأوضح نجله انه "كان يخضع للعلاج من السرطان منذ سنة"، مرجحاً تشييعه في النجف اذا وافقت السلطات العراقية.