أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس بعد اجرائه محادثات في لندن مع نظيره الألماني جوشكا فيشر ان حكومة بلاده تسعى الآن الى تحقيق "اكبر قدر من الاجماع في الاسرة الدولية ضد الرئيس العراقي صدام حسين". وذلك بهدف "عزله واحتوائه". وكان كوك قال قبل ذلك في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية: "اليوم امس سأمضي القسم الأكبر من وقتي في اجراء اتصالات مع وزراء خارجية في العالم بأسره، في اوروبا والعالم العربي وكذلك وزراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن". وقال كوك ان دول الاتحاد الأوروبي ستطلق حملة ديبلوماسية لارسال مواد اغاثة انسانية الى الشعب العراقي لتخفيف معاناته. وصرح الى الصحافيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني بأنه اتفق مع فيشر على ضرورة ايجاد سبل جديدة لمساعدة الشعب العراقي من دون تدخل الرئيس العراقي الذي قال انه يعرقل توصيل المساعدات. ورأى فيشر ان الخطوة الأولى ستكون على الارجح توحيد جهود منظمات الاغاثة لتقدم مساعدات افضل للشعب العراقي. لكن وزير الخارجية الالماني قال انه ينبغي "التركيز في شكل شامل على تأمين موقف جديد يمكن من خلاله تجنب العودة الى المواجهة التي وقعت اخيراً، في اشارة الى الضربات العسكرية الاميركية - البريطانية. وجاء اجتماع امس بين الوزيرين قبل ان تتولى المانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في اول كانون الثاني يناير المقبل. وكرر كوك الحديث عن شنه حملة ديبلوماسية من اجل بناء "أوسع تحالف دولي بهدف عزل صدام واحتوائه". وأشاد بالاتفاق العريض الذي توصل اليه مع فيشر حول هذا الالتزام. وبدوره قال فيشر: "اننا سعداء جدا بأن الغارات قد انتهت وكذلك لأن العمليات العسكرية قد توقفت". وحمل فيشر الرئيس العراقي وحده المسؤولية عما حدث لپ"رفضه" تنفيذ قرارات مجلس الأمن. وبعد ذلك قال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان ثمة تقارير تتحدث عن تحرك قوات عراقية "ويعتقد بأن ذلك يأتي "من اجل التعامل مع انتفاضة يخشاها النظام العراقي". وقال الناطق ان الدمار الذي لحق بآلة الحرب العراقية خلال الايام القليلة الماضية ستجعل النظام الحاكم ضعيفاً جداً وأكثر عرضة للخطر. وأكد ضرورة التزام الحذر تجاه سعي العراق الى اعادة بناء قدرته العسكرية. ورداً على سؤال خلال حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية قال كوك ان غالبية الحكومات العربية تتفهم جيداً ان صدام يسعى الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل وانه يريد استخدام آلته الحربية ضدها. ولاحظ ان رد فعل الدول العربية خلال الأيام القليلة الماضية "اتسم بعدم الحدة وبالهدوء". تحدث كوك ايضاً عن صيغة "النفط مقابل الغذاء" فقال ان لدى الرئيس صدام حسين الامكانية وفقاً لقرارات الأممالمتحدة لبيع ما قيمته عشرة بلايين دولار من النفط لشراء مواد الاغاثة الانسانية، لكنه "لم يقم مطلقاً بالاستفادة من ذلك لتخفيف معاناة شعبه". وتابع كوك ان بريطانيا تجري حواراً مع المعارضة العراقية وان أكدت على اهمية أن تتحد من فصائل المعارضة وأن تركز نشاطها ضد صدام وليس بعضها ضد بعض. وقال ان الشعب العراقي سيمكنه الآن ان يستمع الى هيئة الاذاعة البريطانية في ارسالها العالمي بعد ان دمرت القوات الجوية البريطانية - الاميركية عمداً الاجهزة التي يستخدمها النظام العراقي في التشويش على الاذاعات الخارجية. وكان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ناقش مع كوك في اتصال هاتفي الاحد تطورات الوضع في العراق، كما اوردت وكالة الانباء الايرانية التي اكدت ان خرازي رحب بوقف القصف الاميركي - البريطاني على العراق