أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان اللورد ليفي، الصديق الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيزور سورية الاسبوع المقبل لاستكشاف امكان استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، وأعرب وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عن قلقه إزاء مصير الشعب العراقي، ودعا مجلس الأمن الى رفع العقوبات عن العراق، وتمنى دوراً أوروبياً أكبر في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وواصل وزير الخارجية المصري لقاءاته في بريطانيا، واجتمع أول من أمس مع كوك وبحثا في الأمور ذات الاهتمام المشترك وبخاصة عملية السلام وسبل دعمها، والعراق، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً أعرب فيه كوك عن رغبة بلاده ان يقوم الرئيس حسني مبارك بزيارة بريطانيا اوائل العام المقبل. ووصف موسى المحادثات المشتركة بأنها كانت مفيدة، وقال ان الجانبين اتفقا على مواصلتها. كشف كوك خلال المؤتمر الصحافي النقاب عن أن اللورد ليفي الصديق الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيقوم بزيارة الى سورية الاسبوع المقبل بوصفه ممثلاً شخصياً لرئيس الوزراء البريطاني. وقال كوك ان اللورد ليفي له اتصالات "رائعة في كل أنحاء الشرق الأوسط وهو يتفهم جيداً عملية السلام"، خصوصاً أنه قام بزيارات سابقة الى كل من سورية واسرائيل. وأثار هذا الاعلان التكهنات بأن بلير يلعب دوراً خفياً بشأن استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية بعد محادثاته هذا الاسبوع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وتحدث كل من كوك وموسى عن أهمية استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني مع اسرائيل بغية تحقيق تسوية دائمة وشاملة في الشرق الأوسط. وقال كوك انه يتفهم موقف سورية الذي يدعو الى أن تبدأ المفاوضات من حيث انتهت مع حكومة اسحق رابين. وأضاف ان من المهم اتخاذ كل ما يمكن من اجراءات بهدف استئناف هذه المفاوضات. ومن جانبه قال موسى رداً على سؤال عن حادث الطائرة، انه لم يتم التوصل الى نتائج بعد ولم يتم الانتهاء من إعداد التقرير النهائي الخاص بذلك. وأشار الى أن الجانبين المصري والأميركي يعملان معاً، وأشاد بالتعاون بينهما ولكنه أوضح ان "من المهم الانتظار والترقب قبل التوصل الى نتائج أو تعليقات على أي من المعلومات التي تسربت وأحدثت نوعاً من الفوضى والتخبط في المعلومات". وأشاد موسى باستئناف العلاقات البريطانية - الليبية. وتحدث عن "أهمية الدور الأوروبي في دعم عملية السلام وقال: "اننا نثمن هذا الدور وبخاصة الدور الاقتصادي". وأعرب الوزير المصري عن أمله بأن تلعب أوروبا دوراً أكبر في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بشأن الوضع النهائي لأنها قضايا جادة تحتاج الى المزيد من المساندة الأوروبية. وبشأن العراق قال كوك انه اطلع موسى على تفاصيل المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول نص مشروع القرار البريطاني، وأشار الى حدوث تقدم في هذا المجال، حيث تم الاتفاق على معظم نقاط الخلاف السابقة. وأعرب كوك عن الأمل في أن يتمكن مجلس الأمن خلال اسبوعين أو ثلاثة من الخروج بنص للمناقشة. وشدد كوك على أهمية استئناف المراقبة والتفتيش على أسلحة الدمار الشامل العراقية وزيادة المساعدات الانسانية لمساعدة الشعب العراقي وكذلك التوصل الى آفاق تعليق العقوبات إذا ما تعاون العراق. ورحب موسى بقيام مجلس الأمن بمناقشة تعليق العقوبات ودعا الوزير المصري الى أن تؤدي تلك الاجراءات الى "توفير بعض الضوء في نهاية النفق بالنسبة الى الشعب العراقي". وأعرب عن القلق ازاء مصير الشعب العراقي "ولذلك فإننا نريد أن يتحرك مجلس الأمن بسرعة من أجل تعليق العقوبات".