جددت منظمة الوحدة الافريقية نشاطها الديبلوماسي امس لتحقيق وقف النار في الحرب الحدودية الاثيوبية - الاريترية، خصوصاً بعدما اعلنت اسمرا السبت الماضي موافقتها على خطة السلام التي اقترحتها المنظمة ووافقت عليها اثيوبيا منذ اعلانها في حزيران يونيو الماضي. وعلى الصعيد العسكري، بثت الاذاعة الاريترية ان المعارك ما زالت مستمرة وان الجيش الاثيوبي واصل امس هجماته على جبهة بادمي التي اكدت اديس ابابا سيطرتها الكاملة عليها وعلى المناطق المحيطة بها اول من امس. ولم تعلن الحكومة الاثيوبية اي عمليات جديدة امس. لكن الناطقة باسمها سولومي تاديسي اصدرت بياناً انتقدت فيه الحكومة الاريترية وجددت سعيها الى تحقيق "سلام شامل ودائم في منطقة القرن الافريقي". واعتبرت ان الرئيس الاريتري أساياس أفورقي "يحلم بتأسيس امبراطورية عظمى" في هذه المنطقة. وأشارت الى ان سياسته الخارجية، خصوصاً ازاء دول الجوار تؤكد ذلك". وانتقدت تاديسي في بيانها تصريحات أفورقي ووزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسأي التي "استخفت بمنظمة الوحدة الافريقية" واعتبرتها غير فاعلة لحل اي ازمة في منطقة القرن الافريقي. ورأت تاديسي ان هذه التصريحات "تتنافى مع التقاليد الديبلوماسية وتنتهك احترام القانون الدولي والنظام". الى ذلك اجرى الامين العام للمنظمة الافريقية سالم احمد سالم محادثات مع عدد من المسؤولين الاثيوبيين في بداية تحرك جديد للحصول على موافقة طرفي النزاع على وقف النار، واكد انه سيجري محادثات مماثلة مع المسؤولين الاريتريين قريباً. وقال سالم في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر المنظمة ان رفض اريتريا استقبال وفد لجنة الوساطة الافريقية المكلفة حل الازمة بين اثيوبيا واريتريا، والتي تضم ممثلين عن كل من بوركينا فاسو وزيمبابوي وجيبوتي، لن تعرقل جهود المنظمة، مشيراً الى ان المنظمة ليس لديها حق التدخل في تصرفات اي دولة، وان رفض حكومة اسمرا استقبال السفير الجيبوتي محمد ديليتا شأن خاص بين جبيوتي واريتريا. اضاف ان التحدي الوحيد الذي يواجه المنظمة هو تطبيق الخطة الافريقية ووضع نهاية للازمة الحدودية بين البلدين لتجنيب الشعبين من الهلاك والدمار. وكانت المنظمة اصدرت بياناً ناشدت فيه اديس ابابا واسمرا وقف النار وحلّ الازمة الحدودية بالطرق السلمية. ورحّبت بقبول اريتريا الاقتراحات الافريقية مشيرة الى "ان المنظمة بذلت جهوداً كبيرة منذ اندلاع الازمة الحدودية بين البلدين لايجاد حل سلمي". وتنص خطة منظمة الوحدة الافريقية على انسحاب القوات الاريترية من منطقة بادمي ونشر قوة مراقبة قبل بدء التفاوض بين البلدين وتشكيل لجنة محايدة لترسيم الحدود. وفي اطار الوساطات ايضاً، اجتمع وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين اول من امس مع مبعوث من زعيم المعارضة السودانية السيد محمد عثمان الميرغني. ونقل المبعوث عاصم عطا صالح عن مسفين في بيان تلقته "الحياة" قوله ان القوات الاثيوبية "لن تتوغل في الاراضي الاريترية ولن تتعدى هدفها المعلن". وناشد الميرغني اثيوبيا واريتريا انهاء الصراع بينهما سلماً