موسكو - أ ف ب - تنتظر رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف الذي يبدأ غدا الثلثاء زيارة مهمة وصعبة للولايات المتحدة، تطغى عليها قضيتان: المساعدات الاقتصادية لبلاده والمواجهة بين بلغراد والغرب في شأن كوسوفو. ولا يستطيع بريماكوف ان يعود من زيارته خالي الوفاض مخافة ان تهتز سلطته بقوة. وهذه الزيارة الاولى لبريماكوف الى واشنطن منذ ان تولى رئاسة الحكومة في ايلول سبتمبر الماضي، واضعا بذلك حداً لأزمة سياسية خطيرة نجمت عن الازمة المالية التي تعصف ببلاده. وستكون لهذه الزيارة قيمة اختبارية في وقت ينتقده معارضوه لشدة حذره التي قاربت ان تتحول الى جمود، في ما يتعلق بالاقتصاد. كما تأتي الزيارة في وقت هددت روسيا بپ"تعليق علاقاتها مع حلف الاطلسي" في حال قيامه بتوجيه ضربات الى يوغوسلافيا لاجبارها على القبول بخطة السلام حول كوسوفو. وفي ما يتعلق بصندوق النقد الدولي الذي اجرت معه روسيا طيلة اشهر، ما يمكن ان يسمى بپ"حوار طرشان"، اشار بريماكوف قبل مغادرته الى "بعض التقدم" في المفاوضات مع المنظمة المالية الدولية التي جمدت مساعدتها لبلاده منذ اب اغسطس الماضي. لكن مساعده الشيوعي يوري ماسليوكوف قلل من اهمية التقدم الذي تم احرازه وقال: "عملنا جيد ولكننا لن نثير ضجة كبيرة من أجل ذلك" واتهم في الوقت نفسه صندوق النقد الدولي باللجوء الى ممارسة "ضغوط غير لائقة" على روسيا. وعلى وفد صندوق النقد الدولي الذي فاوض المسؤولين الروس في موسكو ان يرفع تقريرا حول مهمته قبل لقاء بريماكوف مع المدير العام لصندوق النقد ميشال كامديسو، الاربعاء. وسبق للرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي سيستقبل بريماكوف، ان حذر من انه لا بد لروسيا من اتخاذ اجراءات ولا سيما على الصعيد الاشتراعي وذلك من اجل الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي. واستئناف هذه المساعدة يتخذ طابعا مصيريا بالنسبة لروسيا التي لا بد وان تحصل على اعادة جدولة قسم من ديونها الخارجية، ذلك ان لا أموال كافية لديها لدفع ما يستحق عليها عام 1999 5،17 بليون دولار. فتخلف روسيا عن دفع ديونها الخارجية بعد فشلها في دفع ديونها الداخلية سيجعلها منبوذة في سوق رؤوس الاموال الدولية لسنوات قادمة. والمسار الكبير الاخر من زيارة بريماكوف سيكون اجتماع اللجنة الاميركية الروسية حول التعاون الاقتصادي والتقني والتي تجتمع مرتين سنويا برئاسة رئيس الوزراء الروسي ونائب الرئيس الاميركي آل غور. ومن القطاعات التي تتابعها هذه اللجنة الصناعات الغذائية والطاقة والذرة واعادة تحويل الصناعات الحربية والفضاء والبيئة. وسيكون الاجتماع مناسبة لكل من بريماكوف وآل غور للتطرق الى مسائل السياسة الدولية مثل العراق وكوسوفو وتوسيع حلف شمال الاطلسي او التعاون النووي مع ايران وهي مسائل اختلفت حولها موسكووواشنطن في الاشهر الاخيرة. وافادت وكالة "انترفاكس" ان بريماكوف سيجري الخميس محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. وموضوع نزع السلاح المتبادل قد يكون ايضا سبباً آخر للخلاف بعد ان أيد الكونغرس نشر نظام للدفاع المضاد للصواريخ ما يسمى بحرب النجوم والذي ترى فيه موسكو خطر استئناف سباق التسلح. وستنتهي زيارة بريماكوف بلقاء الجمعة في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. ولا يتوقف الروس عن التشديد على الدور الاساسي الذي يعطونه للامم المتحدة في تسوية الازمات في مواجهة المحاولات الاميركية للعب دور الشرطي الدولي.