استمرت حركة التعيينات والمناقلات في قمة هرم السلطة في موسكو امس الثلثاء. واسند منصب نائب رئيس الوزراء الى الكسندر شوخين المصنف على خانة الليبراليين. في غضون ذلك، حذّر رئيس لجنة الامن البرلمانية فيكتور ايليوخين من وجود "حشود مسلحة" حول موسكو. وقال ان بينها وحدات تابعة لمنظمة "بيتار" اليهودية. وعقد رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف امس اجتماعاً مع الرئيس بوريس يلتسن انضم اليه وزير الخارجية ايغور ايفانوف وحاكم المصرف المركزي فيكتور غيراشينكو. واكد رئيس الوزراء ان البحث تناول العلاقات مع صندوق النقد الدولي. وذكر انه سيلتقي وفداً من الصندوق، وفي ضوء النتائج قد يجتمع الى مديره ميشيل كامديسو. ومعروف ان الصندوق كان وافق على منح روسيا قروضاً ب 22 بليون دولار، الا ان "علقت" بعد اعفاء حكومة سيرغي كيريينكو. واشار بريماكوف الى ان من بين اولوياته تسديد المستحقات من اجور ومعاشات تقاعدية. لكنه ذكر ان ذلك سيتم ضمن خطة "تمنع انفلات التضخم وهزّ الاوضاع". وسيتولى الاشراف على القطاع المالي الكسندر شوخين الذي يرأس حالياً كتلة "روسيا بيتنا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين. واعتبر تعيين شوخين محاولة لايجاد "توازن" مع النائب الاول يوري ماسليوكوف وهو عضو في الحزب الشيوعي، واثار تكليفه مسؤولية الصناعة والاقتصاد مخاوف من احتمال عودة روسيا الى سياسة البرمجة الاقتصادية. وفي اول تصريح له، اكد شوخين ان الحكومة لن تلجأ الى اجراءات "الحظر الاداري والرقابة الصارمة على الاسعار" بل ستتبع مبادئ اقتصاد السوق. وتتعرض الحكومة الى هجوم يتزايد ضراوة، من قنوات التلفزيون التي تسيطر عليها قوى مناوئة لبريماكوف. حرب... وحشود وذكر رئيس لجنة الامن في البرلمان ان هذه الحملة جزء من "حرب اعلامية" ضد الحكومة الجديدة هدفها تأزيم الوضع الاجتماعي تمهيداً لتحميل الشيوعيين المسؤولية ومنع نشاطهم واعتقال قادتهم وتنصيب فيكتور تشيرنوميردين رئيساً للحكومة. واضاف ان "حركة دعم الجيش" التي يقودها، تلقت معلومات عن حشود ميليشيات مسلحة حول موسكو لدعم هذا السيناريو، وقال ان بين المحتشدين وحدات "بيتار" اليهودية التي كانت وحسب اقوال قادة المعارضة، شاركت في قصف البرلمان الروسي عام 1993. ولم يستبعد ايليوخين الذي يعد احد ابرز قادة الجناح اليساري في الحزب الشيوعي ان يكون يلتسن "يلتقط انفاسه استعداداً للانتقام". ومن جانبه حذر زعيم الحزي غينادي زيوغانوف من ان اخفاق الوزارة الحالية سيؤدي الى قيام "حكومة عساكر". وذكر ان المعارضة ستقدم دعماً مشروطاً لبريماكوف وقد تحول حركة الاحتجاجات العامة في السابع من الشهر المقبل الى حركة لتأييد الحكومة، ولكنها ستطالب في الوقت ذاته بإقالة رئيس الدولة. وبسبب الاوضاع المتوترة، يكتسب اهمية خاصة تعيين الجنرال نيكولاي بورديوجا سكرتيراً لمجلس الامن القومي خلفاً لاندريه كوكوشين الذي أقيل اول من امس بسبب صراع مع مدير الديوان الرئاسي فالنتين يوماشيف. ورحب اليسار البرلماني بتعيين بورديوجا الذي كان قائداً لقوات الحدود.