اجرى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف مفاوضات "صعبة" مع المدير العام لصندوق النقد الدولي ميشال كامديسو للحصول على 8.4 بليون دولار، الشريحة الثانية من قروض قيمتها 6.22 بليون دولار متفق عليها سابقاً. فيما اكد نائب رئيس الحكومة يوري ماسليوكوف ان بلاده عاجزة عن تسديد ديون قيمتها 5.3 بليون دولار. واعلن اثر لقائه كامديسو الذي وصل اول من امس الى موسكو، ان مسألة تقديم مساعدة دولية أ ف ب لروسيا "لن تحل الآن". وكان صندوق النقد اتفق مع الحكومة السابقة في تموز يوليو الماضي على منح روسيا قروض مجموعها 22 بليون دولار تم تحويل 6.4 بليون دولار منها. الا ان الصندوق رفض تحويل الدفعة الثانية بسبب ما اعتبره تغييراً في سياسة روسيا لجهة تدخل الدولة في ادارة الاقتصاد. ووجه بريماكوف انتقادات حادة الى من وصفهم بپ"الخبراء الاجانب الذين لا يعرفون واقع روسيا ويحاولون املاء ارادتهم". واثر لقائه كامديسو امس، قال ان الاخير "يتفهم وضعنا … وضرورة مساهمة الدولة في العمليات الاقتصادية". وحذر من توقع نتائج مباشرة للمفاوضات، وذكر ان كامديسو"لم يحمل في حقيبته سوى وثائق وليس اموالاً". لكن رئيس الوزراء الروسي اكد انه سيظل "متفائلاً". واوضح ان الحوار "لم يتطرق الى مبالغ محددة وآجال للتسديد" وانما كان "مصارحة". من جهته وصف كامديسو رئيس الوزراء الروسي بأنه "براغماتي … مصمم على دفع روسيا نحو اقتصاد السوق مع مراعاة خصائص البلد". وقال ان الحوار بين الطرفين يستكمل عند زيارة وفد من صندوق النقد الى موسكو مطلع السنة المقبلة. ويعني ذلك ان الصندوق لن يمنح موسكو الدفعة المقررة من القروض لعام 1998 وقرر ارجاءها الى حين اقرار الموازنة الجديدة. من جهة اخرى قال ماسليوكوف ان روسيا عاجزة عن تسديد ديون اجنبية مجموعها 5.3 بليون دولار السنة الجارية. ولكنه اشار الى ان موسكو "لن تتخلى" عن الوفاء بديونها. وذكر ان الحكومة الحالية "تسدد مديونية الحكومات السابقة … وهي لم تحصل على شيء ولن تطلب شيئاً من احد". وحذر نائب رئيس الحكومة من ان روسيا تواجه "لحظة حرجة". وقال انها قد تضطر بعد سنتين او ثلاث سنوات الى استيراد النفط ان لم تعمل بسرعة على تطوير الانتاج وتجديد المعدات.