الفتور في العلاقات بين موسكو والغرب اخذ يتحول نفوراً، وتعاملت روسيا بغضب مع قرار مجلس الشيوخ الاميركي رفض المصادقة على معاهدة حظر التجارب النووية، فيما استخدم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين لهجة "غير ديبلوماسية" في الرد على المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي ميشال كامديسيو بعد تهديده بوقف القروض الى موسكو في حال زيادة الانفاق العسكري. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان قرار مجلس الشيوخ احدث "خيبة امل وقلقاً عميقين" في موسكو واعتبره "ضربة خطيرة لكل منظومة المواثيق" المبرمة في مجال نزع السلاح. واضاف ان الولاياتالمتحدة اخذت في الآونة الاخيرة تتبع "سلوكاً يثير القلق"، ابتداء من محاولات الخروج عن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ وانتهاء بفرض عقوبات على جهات روسية متهمة بانتهاك الالتزامات المتعلقة بتصدير معدات محظورة. وهذه اشارة الى العقوبات التي فرضت على مؤسسات ومعاهد اتهمت بالتعاون مع سورية وايران وتزويدهما معدات عسكرية متطورة وتكنولوجيا صاروخية. ومن جانبها اكدت وزارة الدفاع في بيان خاص ان قرار مجلس الشيوخ "يشكل سابقة خطيرة لها عواقب بعيدة المدى". وحذرت الوزارة من ان القرار قد يؤدي الى "اختلال التوازن" في نظام الرقابة على منع انتشار السلاح النووي وسائر المعدات النووية ويؤثر سلبياً في ابرام معاهدة "ستارت 2" لخفض الاسلحة الاستراتيجية الهجومية التي كان مجلس الدوما رفض المصادقة عليها. وفي اشارة الى احتمال اتخاذ خطوة جانبية، ذكرت وزارة الخارجية ان روسيا "ملزمة مراعات العواقب التي قد تترتب على قرار مجلس الشيوخ وتهدد الأمن والاستقرار في العالم". ومن جهة اخرى اكد رحمانين مجدداً ان العلاقات بين موسكو والحلف الاطلسي التي جمدت بعد حرب كوسوفو "ما زالت على حالها". واشار الى ان "هياكل اطلسية حاولت تنشيط الاتصالات" وطلب عدد من اعضاء الجمعية البرلمانية للحلف سمات دخول الى روسيا للمشاركة في نشاطات تنظمها وزارة الطاقة النووية، ولمح الناطق باسم الخارجية الى ان هؤلاء لم يسمح لهم بدخول الاراضي الروسية. وعلى صعيد آخر رد رئيس الوزراء الروسي على تصريحات كامديسو الذي قال ان صندوق النقد الدولي سيوقف منح قروض الى موسكو اذا زاد الاتفاق العسكري الروسي "عن اللازم" بسبب الحرب في الشيشان. وأشار بوتين الى ان العملية العسكرية في القوقاز تمول من مداخيل اضافية للموازنة … ولا علاقة لها بقروض الصندوق. وأضاف ان كامديسو "ليس من يقرر التصرف" بأموال الصندوق ولكنه استدرك قائلاً انه "شخص مفصلي ومعروف ان مشروع موازنة عام 2000 عدل لاضافة مبالغ الى النفقات العسكرية التي سترتفع بنسبة 50 في المئة. وشدد بوتين على ان المجتمع الدولي يجب ان يتعاون مع روسيا في "مكافحة الارهاب الدولي" وأعرب عن امله في "تذليل العقبات" التي تعترض سبيل التعاون بين موسكو والمؤسسات المالية العالمية.