سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موجة من الإثارة اجتاحت إسرائيل إثر إعلان كلينتون استئناف المفاوضات مع سورية . باراك : المحادثات على المستوى السياسي انجاز كبير وستجرى متزامنة مع السوريين والفلسطينيين واللبنانيين
القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - اجتاحت إسرائيل أمس موجة من الإثارة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي بيل كلينتون مساء أول من أمس الأربعاء نبأ استئناف محادثات التسوية السياسية بين سورية وإسرائيل والتي توقفت عام 1996، وستكون الآن على مستوى فاروق الشرع وزير خارجية سورية وايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل. أجواء الإثارة في إسرائيل برزت أول ما برزت في أسعار بورصة الأسهم في تل أبيب والتي ارتفعت بنحو 2 في المئة، ثم توالت في تصريحات السياسيين وفي عناوين وافتتاحيات الصحف. وكان باراك أول المشاركين في التصريحات، فأشاد باستئناف المحادثات "في اجتماع عالٍ لم يسبق له مثيل"، ولكنه توقع أزمات. وصرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بقوله: "السوريون أبطال في لعبة حافة الهاوية". ونقلت الصحيفة عن باراك قوله إن العامل الرئيسي الذي اقنع الرئيس السوري حافظ الأسد باستئناف المفاوضات، كان إعلانه شهر تموز يوليو المقبل تاريخاً مستهدفاً لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. وأضاف: "انها فرصة تاريخية، المحادثات ستجري في آن واحد مع السوريين والفلسطينيين، وستكون هناك مفاوضات أيضاً مع لبنان". وقال إن الانجاز الكبير الذي تحقق هو الاتفاق على اجراء المحادثات على المستوى السياسي، و"كل نضالنا طوال السنوات الماضية كان لدفع السوريين إلى عقد اجتماع على المستوى السياسي". واستبعد باراك احتمال الفشل في المفاوضات، وقال: "ستحصل أزمات لكن احتمال الفشل ضعيف". وأكد أخيراً ان الإسرائيليين سيدعمون بكثافة، وفي إطار استفتاء، الاتفاقات التي ستوقع مع سورية، "لأنه سيكون من الصعب معارضة اتفاقات صاغها العديد من كبار مسؤولي الجيش". وتحدث وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين، فقال متفائلاً إن توقيع اتفاق مع سورية "سيستغرق أشهراً وليس سنوات". وذكر للصحافيين ان الترتيبات الأمنية تشكل "العقبة الأساسية" أمام الاتفاق. وأضاف: "الأمر يتعلق بالمنطقة المنزوعة من السلاح، وبنزع السلاح بشكل عام، وبكيفية إعادة انتشار القوات السورية". أما وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي، المبعد كما يبدو عن خط المفاوضات، فقد حاول الظهور بمظهر المتشدد، وقال إن إسرائيل لن تلبي مطالب سورية بالانسحاب إلى خط 4 حزيران يونيو 1967 "وأكرر إعلان الحكومة المعروف للجميع والذي يتمثل في أنه لا عودة إلى خط بحيرة طبرية أو الرابع من حزيران 1967، وجميع الأمور الأخرى متروكة للتفاوض". المعارضة الإسرائيلية أعلنت رأيها عبر آرييل شارون، زعيم حزب ليكود، الذي عبر عن مخاوفه من أن يستسلم باراك لمطالب سورية بالتخلي عن هضبة الجولان بالكامل. وبرز بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء السابق، ليشارك في حملة المعارضة عبر مقابلة مع صحيفة "معاريف"، ذكر فيها ان سورية أبلغته في اتصالات غير مباشرة موافقتها على ابقاء رقابة إسرائيلية على جبل الشيخ. وحذر من توقيع اتفاق مع سورية ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من الجولان. أما الصحف الإسرائيلية فقد تناولت الحدث بحماسة، وقالت صحيفة "معاريف" إن "الطريق نحو السلام هو الانسحاب من الجولان" مذيلة عنوانها بصورتين لرئيس الوزراء ايهود باراك والرئيس السوري حافظ الاسد. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها: "الكل يعرف أي مهر يجب دفعه للعروس، ولا أحد يجهل رهانات الاحتفال الذي سيقام الاسبوع المقبل في البيت الأبيض: استئناف الحوار على مستوى عال يعني ان الطرفين متفقان على ان ساعة اتخاذ القرارات قد حانت". أما صحيفة "يديعوت احرونوت"، فنشرت هي أيضاً صورتي الاسد وباراك، إضافة الى علمي البلدين مع جملة لباراك تقول "إمكان الفشل ضعيف". وقالت في افتتاحيتها: "إنها خطوة تاريخية"، مضيفة ان "الجولان سيخلى، بكامله، مثلما حصل في سيناء 1982، في اطار معاهدة سلام مع مصر. فباراك رجل جدي: لقد وعد بان يصنع التاريخ وبدأ في تنفيذ وعده". وكتب معلق صحيفة "هآرتس" زئيف شيف المختص بالشؤون الخارجية يقول: "مبدئياً، هناك اقرار عام بأن اسرائيل تعهدت بالانسحاب الى الحدود الدولية المرسومة في 1923، وهو ما يعني اخلاء الجولان". لكن مراسل "جيروزالم بوست" الديبلوماسي كان أكثر تشككاً، إذ لاحظ ان "تقدماً يحصل في الأيام الأخيرة من الألفية الثانية بين اسرائيل وسورية، البلدان العدوان منذ نصف قرن". لكنه اضاف ان "لا احد يعرف ما إذا كان الاميركيون قد توصلوا الى ترتيبات شفهية كفيلة بتقريب التسوية".