نفى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، تقريراً نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" حول موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الانسحاب من هضبة الجولان، لكنه لم ينفِ إجراء محادثات مع سورية بوساطة أميركية حول ذلك. وقال باراك للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي اليوم السبت، إن العنوان الذي نشرته "يديعوت أحرونوت" أمس بأن "نتانياهو وافق على الانسحاب من الجولان" هو "عنوان مضلل، ولا أنا ولا نتانياهو مستعدان مسبقاً للانسحاب من أي مكان، كما أن نتانياهو لم يعلن في أي وضع عن استعداده للانسحاب من هضبة الجولان". لكن باراك أكد أن اتصالات كهذه جرت قبيل نشوب الأزمة في سورية، وأن الدبلوماسيين الأميركيين دنيس روس وفريد هوف حضرا إلى إسرائيل لبحث الموضوع. وقال باراك إن "هذه مبادرة أميركية جاءت في توقيت لم يبدو لنا أنه من الصواب إلقائها عن الطاولة، وكان التفكير لدينا عندما تم طرح الفرصة، قبل أسبوع من بداية مظاهرات الربيع العربي في سورية، أن نحاول إخراج سورية من المحور الراديكالي، وهذا أمر يسهم في أمن الدولة الإسرائيلية ومنذ سنوات أنا وجهاز الأمن نراه في مركز اهتمامنا وفي الوقت نفسه لم يكن هناك أي سبب لرفض المحاولة الأميركية". وأضاف باراك أنه خلال هذه المحادثات "طرحنا مطالب حيال أي تدقيق وكانت متعلقة بالأساس بتعهد بأنه إذا دخلت سورية إلى مفاوضات كهذه ستقطع في مراحل متقدمة جداً العلاقات مع إيران وحزب الله، وهذا أمر استراتيجي من الدرجة العليا وكان يستحق التدقيق فيه". وتابع باراك أنه "لم تكن هناك مفاوضات في أية مرحلة" وإنما كانت هناك لقاءات حول الموضوع وأنه كانت هناك مبادرات أخرى مع جهات في الشرق الأوسط لكنها انتهت دون نتائج. وقال باراك إنه ونتانياهو كانا الوحيدان بين الوزراء الذين علموا بأمر هذه المحادثات إضافة إلى "ضلوع ما بين 6 – 8 أشخاص" من مستشاري نتانياهو ومستشاريه. وقالت "يديعوت أحرونوت" أمس إن نتانياهو وافق خلال مفاوضات غير مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد على انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان مقابل سلام كامل، لكن هذه المفاوضات انتهت بسبب اندلاع الأزمة السورية في بداية العام الماضي. ووفقا للصحيفة، فإن نتانياهو وباراك بدءا في خريف العام 2010 في إجراء مفاوضات مع الأسد بوساطة الدبلوماسي الأميركي فريد هوف وتحت غطاء سري للغاية، وأن المستشارين الذين اطلعوا على هذه المحادثات وقّعوا على تعهد يقضي بالحفاظ على سرية الموضوع. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى وثائق حول الرسائل التي تبادلها الجانبين الإسرائيلي والسوري وتفاصيل المفاوضات بينهما والتي كتبها هوف بعد أن أنهى عمله في وزارة الخارجية الأميركية قبل عدة أيام. وكشفت الوثائق التي كتبها هوف عن أن المفاوضات بين الجانبين استندت إلى موافقة إسرائيل على انسحاب كامل من الجولان، حتى خطوط الرابع من حزيران/يونيو من العام 1967، مقابل اتفاق سلام كامل بين الدولتين ويشمل فتح سفارات في دمشق وتل أبيب، وقد فوجئ الأميركيون باستعداد نتانياهو للتوصل إلى اتفاق كهذا. وعقّب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على التقرير بالقول إن "الحديث يدور عن مبادرة واحدة من بين مبادرات عديدة تم طرحها على إسرائيل في السنوات الأخيرة، ولم توافق إسرائيل على هذه المبادرة الأميركية في أية مرحلة، وهذه مبادرة قديمة وليست ذي صلة بالواقع ونشرها الآن تنبع من احتياجات سياسية".