طغت الاهتمامات الاقتصادية على اليوم الثاني من الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي لتونس أول من امس، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى والتي تنتهي اليوم. وحضر لقاء اقيم امس في ضاحية قمرت وضم وفداً من اتحاد الصناعة والتجارة التونسي قاده رئيس الاتحاد السيد الهادي الجيلاني ووفداً من اتحاد المقاولات المغربي برئاسة السيد عبدالرحيم الحجوجي خصص لدرس آفاق اقامة مشاريع مشتركة وتفعيل اتفاق التبادل التجاري الذي توصلت له اللجنة العليا المشتركة في خريف 1996 والتي لم تتح الفرصة لاستثماره في السنوات الاخيرة بسبب البرود الذي طرأ على العلاقات الثنائية. وشدد اليوسفي في كلمة خلال الاجتماع المشترك على الدور المركزي الذي يلعبه القطاع الخاص في تنشيط المبادلات الثنائية والتمهيد لاقامة منطقة للتبادل الحر بين البلدين. وعلم ان الوفدين اتفقا على انشاء مجلس اعمال تونسي - مغربي سيعلن تشكيله اليوم لمناسبة اختتام دورة اللجنة العليا المشتركة برئاسة الدكتور حامد القروي ونظيره اليوسفي في قصر الحكومة في القصبة. وكان القروي أكد في كلمة القاها في اجتماعات اللجنة العليا ان "لرجال الاعمال دوراً اساسياً في تعزيز العلاقات الثنائية واعطاء دفعة للاستثمار المشترك وحركة التبادل التجاري". وحض على تعميق التشاور بين تونسوالرباط كونهما ترتبطان باتفاقي شراكة مع الاتحاد الأوروبي وتسعيان الى الاندماج في الفضاء الأوروبي - المتوسطي. وشدد اليوسفي، من جهته،على ان المفاوضات المقررة بين الاتحاد الأوروبي وكل من تونس والمغرب، في شأن الملفات الكبرى للتعاون الأوروبي - المتوسطي وفي مقدمها ملف التعاون الزراعي وملف قواعد المنشأ، تفرض على البلدين تعزيز علاقاتهما وتنسيق المواقف استعداداً لهذا الاستحقاق. لقاءات ثنائية الى ذلك، اجرى الوزراء المرافقون لليوسفي وعددهم احد عشر وزيراً، لقاءات امس مع نظرائهم التونسيين لدرس آفاق تطوير التعاون في قطاعات مختلفة. وشملت اللقاءات وزراء الصناعة والتجارة والتربية والصحة والزراعة والاتصالات والسياحة والتعليم العالي. وزار اليوسفي امس مقر مجلس النواب التونسي وأجرى محادثات مع رئيسه السيد فؤاد المبزع تركزت على امكانات تطوير التعاون بين المؤسستين الاشتراعيتين وتكثيف تبادل الوفود البرلمانية. وارتدت زيارة اليوسفي لتونس بعداً مغاربياً اذ اكد ان الرباطوتونس "مصرتان على بذل قصارى الجهد لتفعيل الاتحاد المغاربي ودفع مسيرته وتنشيط الياته". وأعرب القروي عن الأمل بأن "يتجاوز الاتحاد الصعوبات الوقتية التي تجابهها المنطقة المغاربية على نحو يتيح تفعيل هياكل الاتحاد المغاربي ومؤسساته وتكريس الاتفاقات المشتركة". ويستقبل الرئيس بن علي صباح اليوم اليوسفي قبل مغادرته تونس. ويرجح ان يركز محادثاتهما على آفاق تطوير التعاون الثنائي وامكانات احياء الاتحاد المغاربي وحصاد مسار برشلونة الأوروبي - المتوسطي وتعطل مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط وآفاق تعزيز التضامن العربي.